تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا السبت لبحث "الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الاقصى المبارك"، فيما توالت الخميس الادانات لهذه الانتهاكات والتي اعتبرتها السعودية اعتداء صارخا على حرمة المسجد.
وقال حسين عبد الخالق مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة بان هذا الاجتماع الذي سيعقد على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة البحرين "مخصص لمناقشة الاعتداءات الاسرائيلية التي لا تتوقف ضد المسجد لاقصى".
واكد للصحافيين ان "هذه الاعتداءات الاسرائيلية جزء من مخططات اسرائيل المتكررة لفرض الامر الواقع في القدس والمسجد الاقصى"، مؤكدا ان "استمرار الحفريات اسفل المسجد يشكل خطرا على هذا المبنى المبارك". واوضح عبد الخالق ان "فلسطين طلبت عقد هذا الاجتماع لتدارس الوضع الخطير الذي يهدد المسجد الاقصى وكيفية التحرك العربي الجماعي لمواجهة هذا الخطر".
وكانت اسرائيل بدأت الثلاثاء حفريات قرب باحة المسجد الاقصى في القدس المحتلة للقيام باعمال تنقيب عن الاثار في الموقع يتوقع ان تستغرق عدة اشهر قبل وضع اسس تدعيم جسر يؤدي الى احد مداخل باحة الحرم القدسي.
واكدت دائرة الاوقاف الفلسطينية ان هذه الاشغال تعرض للخطر اساسات مجمع المسجد الاقصى.
وبعد ان جرفت تلا صغيرا رغم احتجاجات الفلسطينيين، بدأت هيئة الآثار الاسرائيلية اعمال تنقيب عن الاثار في الموقع يتوقع ان تستغرق عدة اشهر قبل وضع اسس تدعيم جسر يؤدي الى احد مداخل باحة الحرم القدسي.
السعودية تدين
وقد اعلنت السعودية الخميس انها تتابع بقلق بالغ واستياء شديد أعمال الهدم والحفريات في محيط الأقصى ما يشكل انتهاكا صارخا لحرمة المسجد وتهديدا لبنيته الأساسية وطمسا لمعالمه ورموزه.
وقال مصدر مسؤول سعودي "المملكة إذ تعبر عن إدانتها واستنكارها البالغين لهذه الممارسات الإسرائيلية العدوانية على ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى فإنها تهيب بالمجتمع الدولي التدخل الحازم لإيقاف هذا العدوان الإسرائيلي السافر والتصدي بحزم للممارسات التي تستهدف العبث بالهوية الدينية والحضارية للقدس الشريف وتشكل استفزازا واستهتارا بمشاعر كافة المسلمين حول العالم "
اليونسكو
وبدورها طلبت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) اليوم تعليق الحفريات قرب الاقصى مشددة على مخاطر حصول توتر بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وضرورة احترام التراث العالمي وذلك في رسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
وجاء في بيان نشرته اليونيسكو ان مديرها العام كويشيرو ماتسورا "وجه نداء الى جميع الاشخاص المعنيين لابداء حسن نية لوقف كل ما قد يؤدي الى توتر لا يمكن لاحد في الوقت الراهن التنبؤ بابعاده". واضاف ان "الخطوة الاكثر حكمة هي تعليق اي نشاط قد يؤدي الى المساس بروح الاحترام المتبادل الى ان تعود رغبة الحوار مجددا".
ووجه كويشيرو ماتسورا هذه الرسالة الى اولمرت "للتحقق من ان هذه الاعمال -- التي لم تحصل اليونسيكو على تفاصيل عنها -- لن تمس باي حال من الاحوال بالقيمة العالمية الاستثنائية لمدينة القدس القديمة".
تعنت اسرائيلي
ورغم مطالبة اليونسكو ودول عربية لاسرائيل بوقف أعمال الحفر التي بدأت الثلاثاء خشية تهديدها لأساسات المسجد الا ان الحكومة الاسرائيلية تشددت في موقفها واعلنت انها ماضية قدما في هذه الحفريات.
وفي تأكيد لتقرير نشرته صحيفة هاارتس قال مسؤول اسرائيلي ان عامير بيريتس زعيم حزب العمل الشريك الاساسي في حكومة أولمرت الائتلافية بعث برسالة لرئيس الوزراء طلب منه فيها اعادة النظر في المشروع لكن الاخير رفض.
وذكر مكتب أولمرت أن أعمال الحفر التي تجري على بعد 50 مترا من أساس الحرم القدسي ستستمر.
وقال مكتب أولمرت فيما بدا انتقادا لبيريتس "الدراسة المتأنية للمسألة ستكشف أن لا شيء في الاعمال الجارية سيضر بأي أحد وانه لا أساس للجدل الدائر ضد هذه الاعمال."
وذكر متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية أن الشرطة خلال عدة مناوشات اعتقلت 30 شخصا في القدس منذ يوم الثلاثاء وان كثيرين مازالوا في الحجز.
وقال ايلان فرانكو قائد شرطة القدس لراديو الجيش "ما من شك في أن يوم غد سيكون اختبارا" مشيرا الى صلاة الجمعة. ومنعت الشرطة الاسرائيلية مفتي القدس ورجال دين من الاقتراب من المسجد.
بث مباشر
هذا، وتنوي اسرائيل ان تبث مباشرة على شبكة الانترنت مشاهد الحفريات المثيرة للجدل والتي تقوم بها في محيط المسجد الاقصى لتظهر للعالم ان هذه الاشغال لا تشكل تهديدا لاساسات هذا المكان المقدس.
وتبحث هيئة الآثار الاسرائيلية التي تجري الحفريات "في امكانية وضع كاميرات اعتبارا من الاسبوع المقبل لتنقل مباشرة على الانترنت صور الحفريات الاثرية التي تتم في هذا الموقع"، حسبما اعلنت المتحدثة باسم الهيئة اوسنات غويز.
واتخذت هذه المبادرة من النائب في اليمين المتطرف اسرائيل حاسون الرجل الثاني السابق في جهاز الامن الداخلي (شين بيت)، على اثر الاحتجاجات التي اثارتها هذه الاشغال في العالم العربي والاسلامي. وافاد مصدر برلماني اسرائيلي ان حاسون عرض هذه المبادرة على اولمرت الذي اعطى الاربعاء تعليمات لتنفيذها.
وقال النائب حاسون ان "هذه المبادرة تهدف الى ان تثبت للعالم العربي انه لا يتم التعرض بتاتا للمساجد من خلال الاعمال الجارية".