اعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الثلاثاء، نشر تعزيزات امنية في فرنسا عشية عيد الميلاد بهدف طمأنة المواطنين بعد ثلاثة هجمات أوقعت قتيلا و25 جريحا بينهم ثلاثة من رجال الشرطة، احدها متصل بالتطرف الاسلامي.
واكدت النيابة ان رجلا في الـ25 قتل نتيجة اصابته الاثنين في مدينة نانت بغرب البلاد عندما صدم رجل المارة بسيارته. واصيب تسعة اشخاص آخرين في الحادث. والقتيل هو الشخص الذي اعلنت الرئاسة بعد الظهر وفاته سريريا.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجددا الى "الهدوء" وعدم "الاستسلام للهلع". وقال على هامش زيارته لكنيسة سان – بيار - اي – ميكلون: "على الفرنسيين ان يستمروا في القيام بأعمالهم كالمعتاد والتحضير للميلاد تضامنا مع الضحايا... اننا مصممون ومتيقظون ونحارب ايضا التعصب والارهاب". وأضاف: "هناك حادثة واحدة يمكن اعتبارها عملا ارهابيا هي هجوم جوي – لي - تور الاحد، لكننا نتحرك ونريد ان نؤكد ان الحياة مستمرة".
وشدد هولاند وفالس على ان الهجمات الثلاثة غير متصلة وقت بدأ الناس يشعرون بالخوف، وهو ما عبرت عنه صحيفة "لو باريزيان" في عنوان عريض "الخوف يخيم على عيد الميلاد".
وقال فالس في ختام اجتماع طارئ قبل الظهر مع الوزراء المعنيين بالأمن: "نريد حماية الفرنسيين وطمأنتهم وان نقول لهم إن كل اجهزة الدولة في حال تعبئة". وأوضح ان ما بين 200 و300 عسكري سينشرون الى 780 عسكريا منتشرين على الاراضي الفرنسية في اطار خطة "فيجيبيرات" الامنية لمكافحة الارهاب والتي تطبق خلال الاحتفالات في فرنسا او في حال حصول تهديد. وأضاف مصدر عسكري ان نصف هؤلاء سينتشرون في منطقة باريس.
وفتح في نانت تحقيق بتهمة القتل ومحاولة القتل. وقالت النائبة العامة بريجيت لامي إن الرجل الذي صدم بشاحنته الصغيرة مارة في سوق لعيد الميلاد مساء الاثنين، والبالغ من العمر 37 سنة، طعن نفسه طعنات عدة بسكين قبل ان يتم يوقف.
وقال مصدر مقرب من التحقيق ان الرجل يعاني "مشاكل على علاقة بإدمان الكحول تتطلب احالته على اختصاصي نفسي. وكان متورطا في قضية سرقة وفي جنحة في 2006".
وفي المقابل، اكد المحققون ان التشدد الاسلامي كان وراء الهجوم الاول الذي اقتحم خلاله شاب في العشرين من العمر مركزاً للشرطة السبت وطعن ثلاثة شرطيين وهو يهتف "الله اكبر" في جويه-لي-تور في وسط غرب فرنسا، قبل ان تقتله الشرطة.
وفي اليوم التالي صدم شخص وصفته السلطات بانه "مختل عقليا" مارة بسيارته في مدينة ديجون بوسط شرق البلاد وهو يهتف "الله اكبر"، فاصاب 13 شخصا بجروح.
وقالت اوساط قريبة من التحقيق انه مصاب بانفصام الشخصية منذ فترة طويلة وانه زار مصحاً نفسياً اكثر من 157 مرة بين 2001 و2014.
واتتقدت صحيفة "الفيغارو" القريبة من المعارضة اليمينية عجز السلطات عن مواجهة من سمتهم "مجانين الله". وكتبت: "نعم "مجانين الله" الذين يحملون، ويا للاسف، الجنسية الفرنسية ويمكن ان يشنوا هجوما في اي وقت على اراضي فرنسا يدفعهم تطرف قاتل وكره لكل ما نمثله".
وأقر فالس بان هناك "تهديدا غير مسبوق" وقدر ان هناك "1200 شخص" في فرنسا هم "معنيون بالجهاد".