تحرك تركي خطير، وفي جميع الاتجاهات تسعى انقرة لتنفيذه خلال الفترة القليلة القادمة، لا يقف عند حدود الدعم الاوكراني بالطائرات والمسيرات والاستعداد لعمليات عسكرية واجتباح لشمال السوري، بل الامر يصل الى التخطيط لزعزعة الاستقرار في دولة قبرص بعد ان قسمتها بين تركي ويوناني.
تركيا تستغل الاضطرابات في محيطها
خلال القمة الثلاثية التي عقدت في طهران مؤخرا، والتي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الايراني حسن رئيسي ، والتركي رجب طيب اردوغان، تعهد الاخير بوقف عملية هدد بها في شمال سورية لاقامة (منطقة آمنة)، لاقت معارضة من باقي المجتمعين، وهو ما دفع الرئيس التركي للاعلان عن تأجيلها، الا ان تقارير ومصادر تؤكد ان القوات التركية ما تزال تحشد وتخطط لتنفيذ العملية العسكرية، فيما تنسق مع حلفاءها في المعارضة السورية ومن بينها جبهة النصرة لتنفيذ الهجوم، مستغلة الانشغال الروسي في اوكرانيا والمفاوضات الايرانية في فيينا بشأن الملف النووي.
تهديد لامن المنطقة
وفق المعطيات فان العملية التركية المفترضة، ستوتر المنطقة بشكل كبير، وتعيد فتح ابواب الهجرة من جديد الى اوربا المنشغلة بآثار الحرب في اوكرانيا ، واستقبال اللاجئين الاوكران، الى جانب الانهيار الاقتصادي في الدول الاوربية، وسينتج عنها الالاف من الضحايا والمهجرين، وتعيد الازمة السورية الى مربعها الاول، فيما ستعطي دفعة قوية لتنظيم داعش ليعود من جديد في الوقت الذي عرض التنظيم الارهابي مؤخرا صورا لعناصره في البادية السورية حاملين اسلحة ثقيلة ومتطورة لاستغلال الهجوم التركي على الشمال السوري.
انقرة تساهم في اشعال الحرب الاوكرانية
بالتزامن فان الجيش التركي ما يزال الداعم الابرز لـ كييف، والمرتزقة العاملين في صفوف القوات الاوكرانية من خلال مسيرات بيرقدار، وغيرها من الاسلحة الفتاكة، على الرغم من المحاولة الالتفافية المتمثلة في احتضان مفاوضات روسية اوكرانية، والسعي لانجاز مشروع تصدير القمح الى العالم، والذي على ما يبدو سيفشل نتيجة لعب اردوغان على الحبال .
قبرص في مرمى النيران التركية
منذ العملية التركية في شمال قبرص حيث سلختها عن جنوبها واقامت فيها دولة موالية لها، حيث لم تتوقف الاطماع التركية عند هذا الحد، ووفق المعطيات فان ثمة تفكير حقيقي ونقاشات بغزو الدولة الجنوبية الموالية لـ اليونان، والهدف التركي هو السيطرة على غاز المتوسط، في محاولة تحول انقرة الى مصدر رئيس للطاقة في العالم، ورغبة في دخولها الى الاتحاد الاوربي.
اردوغان والهروب من المشاكل الداخلية
ينتظر الرئيس التركي رجب طيب ارودوغان انتخابات رئاسية في البلاد العام المقبل اي في 2023، وسط مؤشرات عن هزيمة ساحقة ستلحقها المعارضة به وبحزبة العدالة والتنمية، بعد ان فشل في تقديم انجازات حقيقية، خاصة فيما يتعلق بما يلمسه المواطن التركي بخاصة في قضية اعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم، وخلال السنوات الماضية اقحم اردوغان جيش البلاد بعدة حروب امتدت من ليبيا الى الصومال الى اوكرانيا وسورية واذربيجان، زاد الوضع سوءا، والواضح ان الرئيس التركي بسعى لتصدير مشاكلة الداخلية الى الخارج من خلال عميات الغزو في سورية وقبرص، وهو الامر الذي سيشعل المنطقة ويكون على حساب شعوبها.