استعداداً لزوال الكيان الإسرائيلي: هارفرد تجمع " ذاكرة إسرائيل" في مخزن سري

تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2025 - 05:54 GMT
_

أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بوجود "موقع سري" داخل جامعة هارفارد الأمريكية مخصص لحفظ كل ما يُنشر في دولة الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تهدف إلى تخزين النتاج الثقافي والعلمي تحسباً لزوال الكيان.

ووفق التقرير المنشور بعنوان: "موقع سري في الولايات المتحدة يخزن كل ما نشر في إسرائيل تحسبا لزوال البلاد"، فإن عشرات آلاف المجلدات والمؤلفات المرتبطة بالثقافة الخاصة بالاحتلال الإسرائيلي محفوظة ومفهرسة داخل قاعات ضخمة في الجامعة.

وكشف التقرير أن الشاعر والروائي الإسرائيلي حاييم بئير روى تفاصيل زيارته إلى هذا الموقع خلال مشاركته في مؤتمر أدبي بجامعة هارفارد في أواخر التسعينيات، حيث اصطحبه منظمو المؤتمر إلى مكان وصفه بأنه "استثنائي".

وبحسب روايته، بدا المبنى من الخارج شبيهاً بمعبد يوناني، قبل النزول إلى قبو واسع تحت الأرض. وقال بئير: "انفتح أمامي مكان ضخم ممتلئ بكل أنواع المواد المطبوعة.. رأيت شابات يعملن بلا توقف أمام الحواسيب، وكل منهن توثق نوعاً من المواد التي لا تُتوقع رؤيتها في مكتبة أكاديمية".

وأوضح أن المحتويات شملت منشورات لكنائس يهودية، ونشرات كيبوتسات، وكتيبات تخليد قتلى الحروب، وأعلام عيد سمحات هتوراه، وإعلانات، ومواد دعاية سياسية.

ولم يصدر أي تعليق من جامعة هارفارد بشأن ما ورد في التقرير.

وذكرت "هآرتس" أن العاملين على المشروع يرون في هذه المواد وثائق اجتماعية ثمينة، تعكس تطور المجتمع داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي وتغير اللغات والتحولات السياسية والدينية عبر الزمن.

وأضافت الصحيفة أن المشروع الأرشيفي ليس مبادرة أكاديمية تقليدية، بل يُعد "نظام ذاكرة بديلة" بعيداً عن مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي الرسمية، ما يمنحه قدراً أكبر من الأمان في حال تعرض البلاد لأزمات وطنية.

ووصف الكاتب الإسرائيلي الذي زار الموقع الأرشيف بأنه "نسخة احتياطية كاملة للثقافة الإسرائيلية"، معتبراً حفظ هذا الإرث في الولايات المتحدة شكلاً من "التأمين الحضاري" لحماية التاريخ الاجتماعي والثقافي للاحتلال الإسرائيلي في بيئة سياسية مستقرة.

وأضافت الصحيفة أن المشروع يقف خلفه الباحث اليهودي تشارلز برلين، الذي بدأ منذ ستينيات القرن الماضي في تطوير قسم جديد بجامعة هارفارد يُعنى بتوثيق الحياة والثقافة اليهودية على مرّ الأجيال.

وبحسب أمناء المكتبات في هارفارد، يضم القسم حالياً نحو مليون عنصر أرشيفي، قد يحتوي الواحد منها على عشرات أو مئات الوثائق، إلى جانب عشرات آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية والمرئية، وما لا يقل عن ستة ملايين صورة.

ونقلت "هآرتس" عن موشيه موسك، المدير السابق لـ"أرشيف إسرائيل" الحكومي (1984–2008)، أنه رفض مشاركة بعض الأرشيفات الحساسة مع برلين، مثل أرشيف الشعب اليهودي وأرشيف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بسبب تحفظه على الفكرة التي ينطلق منها المشروع والقائمة على احتمال عدم بقاء إسرائيل في المستقبل.

كما ذكر الكاتب الإسرائيلي إيهود بن عزر، وهو أحد المتعاونين مع برلين، أن الأخير تعرض لانتقادات شديدة، بينها اتهام من مؤرخ إسرائيلي شاب بأنه يوثق الاحتلال الإسرائيلي بدافع الشك في استمراره.

وقال بن عزر: "لم أتلق أي مقابل.. فعلت ذلك خدمة للباحثين في المستقبل.. وحتى اليوم أعتقد أن إسرائيل ما تزال مهددة بهجوم نووي، لذلك أرى أن هذا الدعم الأرشيفي في هارفارد بالغ الأهمية".

وأشار إلى أن برلين أخبره بأن وجود المشروع لا يتطلب كارثة لتبريره، فالأرشيفات داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي مهددة بالتلف بسبب الفيضانات أو الحرائق أو سوء التخزين، الأمر الذي يجعل حفظ نسخة احتياطية في بيئة مناسبة ضرورة بحثية وتاريخية.