استياء اميركي من تصريحات بوتين

تاريخ النشر: 11 فبراير 2007 - 07:17 GMT
بهجومه الشديد أمام المؤتمر حول الأمن المنعقد في ميونيخ على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لرغبتهما في فرض سيطرتهما على العالم, اثار فلاديمير بوتين اضطرابا في العلاقات الروسية الأمريكية.

ففي رد فعل على كلمته امام مؤتمر ميونيخ قال الناطق باسم مجلس الامن القومي غوردون جوندرو في بيان: "لقد فوجئنا واصبنا بخيبة امل اثر تصريحات الرئيس بوتين. ان اتهاماته خاطئة" لكنه اضاف: "نتوقع مواصلة التعاون مع روسيا في مجالات مهمة للمجموعة الدولية مثل مكافحة الإرهاب والحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل والتهديد الذي تمثله".

وقد شن الرئيس الروسي امام المؤتمر الثالث والاربعين حول الامن هجوما حادا على الولايات المتحدة آخذا عليها نهجها الاحادي وسياستها المهيمنة وتجاهلها روسيا والقوى الناشئة الاخرى, ودعا واشنطن للعودة الى التحرك المتعدد الاطراف.

وقال بوتين متحدثا امام المؤتمر: "ان الولايات المتحدة تخرج من حدودها الوطنية في جميع المجالات وهذا خطير جدا. لم يعد اي كان يشعر بالامان لانه لم يعد في وسع احد الاحتماء خلف القانون الدولي".

كما هاجم الحلف الاطلسي الذي ينتهك في نظره الاتفاقيات المتعلقة بخفض القوات التقليدية في اوروبا.

ويفسر استياء موسكو بشعورها بانها مطوقة من الحلف الاطلسي ورأس الحربة فيه الولايات المتحدة, وذلك من خلال مشروع الدرع المضادة للصواريخ في جمهورية تشيكيا وبولندا, وترشيح جورجيا لعضوية الحلف وكذلك مواقف الدول الاعضاء الجدد في الحلف الاطلسي الموالية كثيرا للولايات المتحدة والتي هي عند حدود روسيا.

واعتبر الرئيس الروسي ايضا ان "العالم الاحادي الجانب" بقيادة الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة لم ينجح مطلقا إلا في "زعزعة الاستقرار" أكثر في العالم.

وسرعان ما اثارت تصريحاته هذه انتقادات حادة من السناتور الامريكي الحاضر في المؤتمر وهو الجمهوري جون ماكين احد المرشحين المحتملين للحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2008. ورد ماكين بلهجة جافة: "إن العالم متعدد الاقطاب" و"الولايات المتحدة لم تكسب لوحدها الحرب الباردة".

لكن بوتين حرص مع ذلك على الطمأنة بان "الولايات المتحدة وروسيا لن تصبحا ابدا عدوين". وقال "ان صديقي رئيس الولايات المتحدة ينتقد على كل ما فعل, لكنه رجل نزيه ويمكن العمل معه".

ومن مآخذه على الحلف الاطلسي انه ينشر آلاف ا لجنود في رومانيا وبلغاريا بالرغم من الاتفاقيات المبرمة بشأن نزع السلاح. اما فيما يتعلق بتوسيع الدرع الامريكية المضادة للصواريخ الى بولندا والجمهورية التشيكية فانه برأي بوتين مشروع "لا يمت باي صلة للتهديدات الحالية في العالم".

وكانت واشنطن طلبت رسميا في 22 يناير/كانون الثاني الماضي من الجمهورية التشيكية وبولندا ان تشكلا قاعدة اوروبية للدرع الامريكية تحسبا لاي هجمات محتملة تأتي من ايران او كوريا الشمالية.

وفي هذا الخصوص تحدثت الأوساط العسكرية والحكومية الروسية عن "اشارة غير ودية" وعن "شعور بالخطر" بالنسبة لروسيا المزمعة على مناقشة الموضوع مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الجمعة: "نتساءل عما يوجد وراء كل ذلك", محذرا، في اطار اجتماع للحلف الاطلسي في اشبيلية، من ان بلاده ستقوم بتعزيز منظومتها للصواريخ العابرة للقارات ردا على الدرع المضادة للصواريخ التي تنوي واشنطن اقامتها في بولندا وتشيكيا.

وكانت موسكو طلبت العام الماضي من دول الحلف الاطلسي إشراكها في جميع القرارات التي يمكن ان تتخذها القوى الاخرى لدفاعها ضد الصواريخ البالستية.

الى ذلك هناك موضوع خلافي آخر يتمثل في ملف إقليم كوسوفو الصربي؛ فروسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي اكدت انها لن تقبل اي قرار بشأن كوسوفو لا يكون مقبولا من حلفائها الصرب.

واكد الوزير الروسي ايفانوف الجمعة مجددا معارضة موسكو لاستقلال كوسوفو، وحذر في هذا السياق قائلا: "يجب أن لا نشرع الابواب امام كل الاحتمالات", ملمحا الى احتمال ان يثير استقلال الإقليم نزعات انفصالية مماثلة في مولدافيا وجورجيا وابخازيا.