تل ابيب تاسف لمقتل جنود مصريين والقاهرة تسحب سفيرها واجتماع طارئ للجامعة

تاريخ النشر: 20 أغسطس 2011 - 03:48 GMT
الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مقر الجامعة بالقاهرة
الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مقر الجامعة بالقاهرة

 

عبرت اسرائيل عن اسفها لمقتل جنود مصريين خلال ملاحقتها مسلحين شنوا هجمات دامية قرب ايلات الخميس فيما سحبت مصر سفيرها، وقررت الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لبحث الاعتداءات الاسرائيلية التي خلفت 15 شهيدا في غزة.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم السبت ان اسرائيل تأسف لمقتل أفراد من قوات الامن المصرية خلال اشتباك مع مسلحين في وقت سابق من هذا الاسبوع.
جاء تصريح باراك بعد ان اعلنت مصر استدعاء سفيرها لدى تل ابيب احتجاجا على الحادث.
وفي محاولة لتهدئة الازمة المتفاقمة قال باراك انه أمر الجيش الاسرائيلي باجراء تحقيق مشترك مع مصر في الحادث.
ومن جانبها، سحبت مصر سفيرها لدى اسرائيل يوم السبت قائلة ان قتل قوات اسرائيلية خمسة أفراد أمن مصريين عبر الحدود أثناء ملاحقتها لمهاجمين يعد خرقا لمعاهدة السلام التي وقعتها مصر مع اٍسرائيل عام 1979 .
ووقعت أعمال العنف في أعقاب هجمات داخل اٍسرائيل أسفرت عن مقتل ثمانية اسرائيليين وأثارت أسوأ أزمة في العلاقات الاسرائيلية المصرية منذ الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير شباط.
وقال مجلس الوزراء المصري في بيان على موقعه الرسمي على الانترنت "تحمل مصر اسرائيل المسؤولية السياسية والقانونية المترتبة على هذا الحادث الذي يعتبر خرقا لبنود اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية."
وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية أن عدد القتلى المصريين في أعمال العنف التي وقعت يوم الخميس ارتفع الى خمسة بعد أن لقي اثنان من أفراد الامن السبعة المصابين حتفهما متأثرين بجروحهما.
وواصل بضع مئات من المصريين الاحتجاجات أمام مبنى السفارة الاسرائيلية في القاهرة التي بدأت يوم الجمعة حيث احرقوا علم اسرائيل وحطموا حواجز معدنية. وطالب المتظاهرون بطرد السفير الاسرائيلي في مصر.
وطلب مجلس الوزراء المصري من وزير الخارجية استدعاء السفير الاسرائيلي في القاهرة للاحتجاج وطلب اعتذار رسمي من قادة اسرائيل عن تصريحات مسؤولين اسرائيليين عن فقد مصر السيطرة على شبه جزيرة سيناء.
وقال مسؤول دفاعي اسرائيلي بارز يوم السبت ان اسرائيل ترى أن معاهدة السلام وبينها وبين مصر "عنصر جوهري للبقاء" في الشرق الاوسط مضيفا أن اسرائيل لم تكن لديها أي نية للاضرار بأفراد الامن المصري في الحادث الذي ما زال قيد التحقيق.
وقال عاموس جلعاد مسؤول الاتصال مع الفلسطينيين ومصر لراديو اسرائيل "لا يتعمد اي جندي (اسرائيلي) توجيه اي سلاح لرجال الشرطة او الجنود المصريين ... ربما اطلق ارهابيون الرصاص عليهم او حدث اي امر اخر." وأضاف أن العلاقات مع مصر تقوم على "الحوار والتعاون" وأنه لم يتضح من قتل افراد الامن المصريين.
وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه في اشارة للعلاقات مع مصر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يجري مشاورات مع حكومته بخصوص اتخاذ رد محتمل.
وسارعت اسرائيل بتحميل جماعة فلسطينية مستقلة عن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسؤولية سلسلة من الهجمات في جنوب اسرائيل يوم الخميس وقتلت زعيمها في غارة جوية على قطاع غزة يوم الخميس وشنت أكثر من 12 غارة يوم الجمعة.
وسبق ان سحبت مصر سفيرها في اسرائيل وكان من ابرز هذه الحالات ابان الانتفاضة الفلسطينية قبل عقد من الزمان وخلال الحرب في لبنان في عام 1982 .
وقال مجلس الوزراء المصري في بيان على صفحته الرسمية على الانترنت ان اللجنة الوزارية الطارئة المكلفة ببحث تداعيات الاحداث التي شهدتها منطقة الحدود المصرية-الاسرائيلية قررت "ولحين موافاتنا بنتائج تحقيقات السلطات الاسرائيلية واعتذار قادتها عن تصريحاتهم المتعجلة والمؤسفة تجاه مصر سيتم سحب السفير المصري من اسرائيل."
وكانت اسرائيل ابدت قلقها بشأن الامن في شبه جزيرة سيناء وقالت ان المهاجمين تسللوا من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس عبر صحراء سيناء في مصر رغم تعزيز قوات الامن المصرية لابعاد متشددين اسلاميين.
ورفضت مصر الاتهام بانها فقدت السيطرة على سيناء واتهمت اسرائيل بتحميل مصر مسؤولية اخفقاتها الامنية.
وذكر بيان الحكومة المصرية ان الاجتماع الذي حضره قادة من الجيش ورئيس المخابرات المصرية اللواء مراد موافي أكد ان مصر قادرة على حماية حدودها وسيناء بالكامل.
وتابع "ستستخدم مصر كافة الاجراءات الواقية لتعزيز منطقة الحدود من جانبها مع اسرائيل ودعمها بما يلزم من قوات قادرة على ردع ادعاءات لتسلل اي نشاط او عناصر خارجة عن القانون وكذلك الرد على اي نشاط عسكري اسرائيلي باتجاه الحدود المصرية."
وجاءت قرارات الحكومة عقب اجتماع اللجنة الوزارية الطارئة الذي استمر اربع ساعات.
ووقعت مصر اسرائيل معاهدة سلام عام 1979 بعد ان خاض البلدان اربعة حروب منذ عام 1948 .
وقال عماد جاد الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان الجانبين حريصان على عدم تصعيد الامر أكثر من ذلك لانه ليس في مصلحة البلدين.
وتابع أن سحب السفير المصري خطوة جيدة ولكن ينبغي ان تصر مصر على اعتذار رسمي من اسرائيل.
وستعقد جامعة الدول العربية ومقرها القاهرة اجتماعا طارئا يوم الاحد لمناقشة الضربات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل 15 فلسطينيا.
ونقل محمود عبد العزيز مدير الاعلام والاخبار بالجامعة العربية عن أحمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة قوله "تلقت الامانة العامة لجامعة الدول العربية طلبا من دولة فلسطين... وبعد اجراء مشاورات تقرر اجراء اجتماع طاريء لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في مقر الامانة الساعة 12 ظهرا غدا الاحد وذلك لمناقشة الاعتداء الاسرائيلي على غزة."