تستعد اسرائيل لاطلاق أول رحلة جوية لترحيل مهاجرين من جنوب السودان الى بلادهم يوم الاثنين وهي الرحلة الاولى في رحلات جوية أسبوعية إلى جوبا في خطوة أولية للتعامل مع مشكلة هجرة أكبر من السودان وهو بلد عدو واريتريا التي مزقتها الحرب.
وتسلل نحو 60 ألف افريقي الى اسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية عبر حدودها مع مصر التي يسهل اختراقها نسبيا. وتقول اسرائيل ان غالبيتهم يبحثون عن عمل رافضة رأي وكالات انسانية ترى انه يجب اعتبارهم لاجئين.
وقال إيلي يشاي وزير الداخلية الاسرائيلي في مطار بن جوريون بتل ابيب "هذه قطرة (من محيط) لكنها بداية هامة جدا."
وشهدت اسرائيل احتجاجات في الشوارع ضد المهاجرين الافارقة في الدولة التي تعتبر أنهم يمثلون خطرا على النظام العام وتوازن التركيبة السكانية.
وشكلت الاحتجاجات التي تحول بعضها للعنف ضغوطا على االحكومة الاسرائيلية وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لحكومته "اليوم تبدأ الحكومة الاسرائيلية مهمة إعادة المتسللين بشكل غير مشروع من الباحثين عن العمل إلى بلدهم الأصلي" وحذر من ان "يغرق" الافارقة اسرائيل ويهددون "طبيعة البلاد".
واعتقلت الحكومة الاسرائيلية بضع مئات من المهاجرين من جنوب السودان بعد ان رفضت محكمة اسرائيلية هذا الشهر منحهم وضع اللاجئين وتعاطفت حكومة جنوب السودان مع اسرائيل وعبرت عن سعادتها باستعادتهم.
لكن محاولات اعادة المهاجرين الى اريتريا والسودان لن تقابل على الارجح بتعاون مماثل.
وأيدت قرار ترحيل المهاجرين جوبا التي انفصلت رسميا عن السودان في تموز /يوليو الماضي وكانت تتلقى مساعدات سرية من اسرائيل لعشرات السنين قبل ذلك وتعتمد على استثمارات أوسع في قطاعي الزراعة والنفط.
وقال كلينمت تي. دومينيك مسؤول جنوب السودان المشرف على عمليات النقل الجوي لرويترز خلال مقابلة يوم الأحد "جنوب السودان واسرائيل.. نعتبر أنفسنا اخوة وأخوات بسبب ما يربطنا من علاقات قوية."
وأضاف "الوضع طيب في الوطن ولهذا فإننا نشجعهم (المهاجرين) على العودة."
ووافق غالبية المهاجرين على الرحيل طواعية مقابل الحصول على إعانة اسرائيلية تبلغ ألف يورو لكل شخص بالغ و300 يورو لكل طفل.
لكن ليس الكل سعيدا بهذا. وقالت جوستينا ونيس التي ترحل الى جنوب السودان هي وزوجها وأطفالهما الثلاثة بعد ان عاشوا في اسرائيل خمس سنوات لراديو الجيش الاسرائيلي بالعبرية "ليس لدي عائلة. ليس لدي أحد هناك. لكني سأرحل." وقالت إنها أصلا من "الشمال" مما يعني فيما يبدو أنها من السودان مضيفة "لا أدري إلى أين سأذهب. لا أدري ماذا سأفعل."
واتهم بعض المهاجرين الجناح اليميني من الحكومة بالتحريض العنصري وتبني خطاب عدائي.
ويشعر بعض الاسرائيليين أيضا بعدم ارتياح لفكرة احتجاز ابناء عرق آخر ووضعهم في مخيمات معتبرين ذلك خيانة للمباديء اليهودية بل يعيد لهم ذلك ذكرى المحارق النازية.
وقال دومينيك وهو وكيل وزارة الشؤون الإنسانية إن أغلب المهاجرين سيغادرون البلاد طواعية يشجعهم على ذلك النقل المجاني والاعانة الاسرائيلية.
وقال دومينيك "أعتقد أن هذه صفقة جيدة ستتيح لهؤلاء الناس إعادة الاندماج عندما يعودون لجنوب السودان."
وفي مسعى لدعم اسرائيل دبلوماسيا قال دومينيك "أقول لكم إننا سنفتح سفارتنا في القدس وليس في تل أبيب" في خطوة تجعل جنوب السودان البلد الوحيد الذي يعترف بمطالبة اسرائيل بالسيادة على كامل القدس وهو ما لا يحظى بالاعتراف الدولي كما أنها خطوة لم يتحدد موعدها بعد.