أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، ارتفاع حصيلة جنود الذين قتلوا في المواجهات الدائرة في قطاع غزة الى 35، بعد مقتل احد جنوده هناك الليلة الماضية، فيما تواصل نزوح الاف الفلسطينيين من شمال القطاع على جنوبه.
وبدأ الجيش الاسرائيلي اولى عمليات التوغل البري في قطاع غزة في 27 تشرين الاول/اكتوبر، بعد عشرين يوما من اعلان الدولة العبرية الحرب على قطاع غزة ردا على هجوم لحماس اسفر عن سقوط 1400 قتيل بين مستوطن وجندي.
ونشر الجيش الإسرائيلي اسم وصورة الجندي إلياهو بنيامين المكيص (29 عاما)، مع الاشارة الى انه لقي مصرعه في معارك وسط غزة، مشيرا الى ان عائلته تم ابلاغها بالامر قبل النشر، وهو اجراء متبع في مثل هذه الحالات.
وفي المجمل، يرتفع الى 352 عدد العسكريين الاسرائيليين الذين قتلوا منذ هجوم حماس المباغت، والذي قام مقاتلو الحركة خلاله باقتحام مستوطنات وقواعد للجيش في ما يعرف بمنطقة غلاف قطاع غزة.
وفي سياق متصل، قالت هيئة البث الاسرائيلية ان ضابطا واربعة جنود اصيبوا بجروح خطيرة في مواجهات جرت الاربعاء في شمال قطاع غزة.
معارك في قلب غزة
وقال الجيش الاسرائيلي قبل يومين انه بات يخوض معارك في قلب مدينة غزة بعدما احكم حصاره لها، مشيرا الى ان عشرات الاف المدنيين نزحوا الاربعاء باتجاه جنوب القطاع امتثالا لانذاراته المتكررة لهم بالمغادرة.
واضاف ان 50 الف مدني نزحوا باتجاه الجنوب سالكين ممرا امنا تم تحديده لهم من اجل العبور بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر.
وعلق دانيال هاغاري على حركة النزوح القسرية هذه قائلا انها تاتي بعد توصل المدنيين في شمال القطاع الى نتيجة مؤداها ان حماس فقدت السيطرة وان جنوب القطاع حيث "تتوافر الادوية والمياه والغذء" سيكون اكثر امنا.
وقالت سلطات حكومة حماس في غزة ان اكثر من 11 مدني استشهدوا منذ بداية الحرب في الغارات والقصف الاسرائلييين المدمرين على قطاع غزة.
والاربعاء، واصلت المعارك تركزها في شمال قطاع غزة، فيما تتكثف الاتصالات الدولية من اجل ابرام صفقة تقوم حماس بموجبها باطلاق سراح عدد من نحو 240 رهينة احتجزتهم خلال هجومها المباغت، وذلك في مقابل هدنة مؤقتة في القتال.
وايضا، واصل الجانبان الاربعاء حملتيهما الدعائيتين حيث نشر الجيش الاسرائيلي تسجيلات لدبابابات واليات عسكرية تتقدم بين دمار المباني على اطراف مدينة غزة، ووسط اصوات الانفجارات والاشتباكات الضارية.
ملف الرهائن
وبدورها، نشرت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس مشاهد لتدمير مقاتليها دبابات ومدرعات واليات للجيش الاسرائيلي، مؤكدة انها دمرت الاربعاء، ما يصل الى 16 من هذه الاليات مستخدمة صواريخ وقذائف هاون، كما تمكنت من قنص عدد غير محدد من الجنود الاسرائيليين.
ويجري الحديث في هذه الاونة عن مفاوضات من اجل اطلاق سراح 12 رهينة في مقابل وقف العمليات القتالية مدة ثلاثة ايام في اطار هدنة انسانية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من حركة حماس تاكيده ان المفاوضات بهذا الشان باتت تحرز تقدما، وان المداولات تتعلق الان بمدة الهدنة ورقعتها.
وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كرر الاربعاء، رفض الدولة العبرية اي وقف لاطلاق النار قبل اطلاق سراح كافة الرهائن، مشددا على ان اي شائعات او احاديث اخرى في هذا السياق لا طائل منها.
وردد وزير الدفاع يوآف غالانت صدى تلك التصريحات مؤكدا بدوره ان الوقود ايضا لن يتم السماح بادخاله الى القطاع قبل ان يتم اطلاق الرهائن لدى حماس.
حركة حماس، وعلى لسان ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، اكدت بدورها انفتاحه على صفقة تبادل كاملة او مجزأة للرهائن، متهمة اسرائيل بعرقلة التوصل الى اي اتفاق في هذا الخصوص.

