اسرائيل تقرر تصعيد الاجتياحات والاغتيالات في القطاع واوروبا تحذرها من نقل مستوطناته للضفة

تاريخ النشر: 24 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قرر الجيش الاسرائيلي تكثيف الاجتياحات والاغتيالات التي تستهدف كبار قادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة، فيما حذر الاتحاد الاوروبي الدولة العبرية من نقل مستوطنات القطاع الى الضفة خلال تنفيذها خطة اخلائه. 

وذكرت صحيفة "هارتس" اليوم الثلاثاء، ان الجيش الاسرائيلي يخطط لتكثيف نشاطاته في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، عبر شن عمليات عسكرية لفترات قصيرة وتصعيد الاغتيالات التي تستهدف كبار قادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي في القطاع. 

وقالت الصحيفة ان قرار تكثيف هذه النشاطات ياتي في ظل تقليص كبير لاعداد الجنود الاسرائيليين الذين يخدمون في الضفة الغربية لاسباب تتعلق باقتطاعات في الموازنة المخصصة للجيش. 

واضافت ان حجم القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية قد تم تقليصه بنحو الربع خلال الاشهر الست الماضية، وان الجيش يخطط حاليا لتقليص اضافي برغم العملية الفدائية الاخيرة التي وقعت في القدس وقتل فيها ثمانية اشخاص. 

واشارت "هارتس" الى ان قرار تكثيف النشاطات العسكرية في قطاع غزة اتخذ الاحد على اعلى المستويات الامنية والسياسية، وذلك بعد ساعات من عملية القدس التي تبنتها كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح. 

وتميل اسرائيل الى خيار تصعيد الهجمات ضد حماس قبيل تنفيذ خطة رئيس وزرائها ارييل شارون الخاصة بفك الارتباط مع الفلسطينيين، والمتوقع ان يبدأ تنفيذها نهاية العام الحالي. 

وتتضمن خطة شارون اخلاء لنحو 17 مستوطنة يهودية في قطاع غزة. 

وقالت الصحيفة ان ضباطا كبارا في الجيش يرون ان على اسرائيل القيام بما لم تقم به في جنوب لبنان قبل انسحابها منه عام 2000، أي "توجيه ضربة قوية للتنظيمات الارهابية في القطاع قبل الخروج منه". 

ويعزو جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) عملية القدس الى حماس برغم اعلان كتائب الاقصى مسؤوليتها عنها. 

اوروبا تحذر من نقل مستوطنات غزة للضفة  

في غضون ذلك، اعلن الاتحاد الاوروبي إن خطة اخلاء قطاع غزة لن تكون مقبولة اذا ما كانت تقتضي نقل النشاط الاستيطاني إلى الضفة الغربية. 

وطالب ايضا وزير الخارجية الايرلندي بريان كوين الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي بان يدمج الانسحاب المقترح من قطاع غزة في خطة سلام "خارطة الطريق" التي تنص علي قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

وحدد كوين في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي "خمسة عناصر" أساسية كي تحظى مقترحات شارون بقبول من المجتمع الدولي. 

وهذه العناصر تنص على ان تأتي المقترحات في اطار خارطة الطريق، وتكون خطوة باتجاه حل الدولتين، والا تتضمن نقل الأنشطة الاستيطانية إلى الضفة الغربية، وان يصايحبها تسليم منظم عبر مفاوضات للمسؤولية داخل المنطقة إلى السلطة الفلسطينية. 

اما العنصر الخامس فينص على نه يجب ان تساعد المقترحات اسرائيل في اعادة التوطين والاعمار داخل غزة. 

وقال كوين إن وزراء الخارجية الاوروبيين اتفقوا على السعي من أجل عقد اجتماع في أقرب وقت لأعضاء المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي للمساعدة في اعادة "خارطة الطريق" لمسارها الصحيح. 

وأضاف كوين "يجب احياء عملية السلام وبناء الثقة بين الأطراف ونحن نشجع كل الاطراف على العمل معا نحو عقد اجتماع في أقرب وقت لرئيسي الوزراء الاسرائيلي والفلسطيني." 

وكان شارون حث اليمينيين في حزب الليكود الاثنين على مساندة خطته لاخلاء غزة معتبرا انها افضل السبل للابقاء على مستوطنات اكبر حجما في الضفة الغربية. 

وقال شارون لنواب حزبه الليكود إنه يعتزم زيارة واشنطن في اواخر اذار/مارس المقبل لكسب تأييد الولايات المتحدة "لخطة فك الارتباط" مع الفلسطينيين قد تعني ازالة مستوطنات من غزة. 

وقال شارون لنواب حزبه انه بحاجة الى تأييد الولايات المتحدة للمضي قدما في تنفيذ هذه الخطة التي يعارضها اليمينيون والتي اثارت قلق الفلسطينيين من أن تتحرك اسرائيل بمفردها لحرمانهم من اقامة دولتهم. 

وقال شارون ان "خطة فك الارتباط هي المرحلة الاولى التي ستكفل ان معظم سكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية) سيبقون تحت الحكم الاسرائيلي." 

وطفا على السطح في وقت لاحق استياء داخل صفوف الليكود وحلفائه من القوميين المتطرفين في الائتلاف الحاكم عندما افلت شارون بفارق صوت واحد في اقتراع بحجب الثقة عن حكومته بشأن هذه المبادرة. 

جاءت النتيجة بموافقة 45 ومعارضة 46 وهي تعد خطوة رمزية اذ ان المعارضة كانت تحتاج الى حشد 61 صوتا للاطاحة بحكومته الا ان نتيجة الاقتراع تمثل احراجا سياسيا لشارون. 

وحذر شارون نوابه من الليكود من انهم اذا لم يساندوه فان اسرائيل تخاطر بفقد جميع مستوطناتها التي يتجاوز عددها 120 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة. 

واغضبت خطة شارون اليمينيين في اسرائيل الا انها اثارت مخاوف الفلسطينيين من ان اسرائيل قد تحرمهم من اقامة دولة ذات مقومات للبقاء من خلال ازالة جيوب يهودية صغيرة في غزة مع اعلان سيطرتها المستديمة على مستوطنات اكبر بالضفة الغربية. 

وقال شارون ان الفلسطينيين سيحصلون على اراض اقل بموجب هذه الخطة بالمقارنة باتفاق يقوم على خطة "خارطة الطريق". 

واحجمت الولايات المتحدة عن المضى قدما في مثل هذه الخطوات خشية ان تقوض خطة "خارطة الطريق" التي ترعاها والتي تقضي باقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية وغزة الى جانب اسرائيل. 

وقال شارون لنواب ليكود ان مدى أي انسحابات اسرائيلية بمقتضى الخطة التي لا تزال قيد الاعداد سيتوقف جزئيا على وجهة النظر الامريكية. 

وقد طرحت هذه المبادرة على ثلاثة من المبعوثين الاميركيين الذين اوفدهم الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الماضي. 

وقال شارون ان خطته ستمضي قدما اذا اتضح ان مفاوضات خارطة الطريق قد باتت مستحيلة. 

ويقول مسؤولون اسرائيليون انه اذا حظي شارون بتأييد واشنطن فان اخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة يمكن أن يبدأ بحلول نهاية العام.—(البوابة)—(مصادر متعددة)