تاورغاء تعتذر لمصراتة والقتال يتجدد جنوب شرق ليبيا

تاريخ النشر: 24 فبراير 2012 - 04:21 GMT
ارشيف/ ثوار ليبيون قرب مصراتة
ارشيف/ ثوار ليبيون قرب مصراتة

 

 قدمت قبائل تاورغاء اعتذارها الى سكان مصراتة عن الاضرار التي وقعت في هذه المدينة خلال النزاع المسلح العام الماضي، فيما تجددت الاشتباكات القبلية في أقصى جنوب شرق ليبيا على الرغم من تدخل قوات ليبية لانهاء القتال.
واكد وجهاء تاورغاء في ختام اجتماع عقد في بنغازي، شرق ليبيا "نعتذر نحن قبائل تاورغاء لإخواننا في مصراتة عن كل فعل ثبتت نسبته لأي شخص من سكان تاورغاء".
وتقع منطقة تاورغاء التي يبلغ عدد سكانها 40 الف نسمة، بين مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي السابق وبين مصراتة التي شارك مقاتلوها مشاركة فعالة في "تحرير" طرابلس واعتقلوا القذافي، قبل مقتله في 20 تشرين الاول/اكتوبر.
واتهم مقاتلو مصراتة سكان تاورغاء بالاضطلاع بدور رئيسي في حصار مدينتهم من قبل القوات الموالية للعقيد القذافي وباغتصاب نسائهم خلال المعارك التي استمرت اسابيع وكانت اكثر المعارك دموية في الثورة الليبية.
وتابع بيان وجهاء تاورغاء "نؤكد على أن أعراض إخواننا في مصراتة هي أعراضنا ودماؤهم دماؤنا وأن أموالهم هي أموالنا"، داعيا جميع المتهمين بارتكاب جرائم، ايا يكن انتماؤهم القبلي، الى المثول امام القضاء "لينالوا جزاءهم".
واضاف البيان "إننا نمد أيدينا ونفتح قلوبنا للمصالحة الشاملة لنبني بلادنا معا ونسير بها نحو مستقبل زاهر وغد مشرق".
وقد حضر هذا الاجتماع اكثر من الف شخص، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس، ولاسيما منهم مسؤولون كبار في المجلس الوطني الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ سقوط القذافي، ووجهاء قبليون ومهجرون من تاورغاء يعيشون في بنغازي في الوقت الراهن.
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء منع السلطات في مصراتة الاف المهجرين المتهمين بأنهم من انصار القذافي من العودة الى منازلهم في قريتين تعرضتا للنهب والسلب من جانب الميليشيات. وتقدر هيومن رايتس ووتش ب 30 الفا عدد المهجرين من قبائل تاورغاء.
ودعا الشيخ بكر المهدي الذي يرأس لجنة مصالحة وطنية سكان مصراتة الى تلقف غصن الزيتون الذي مدته لهم قبائل تاورغاء. وقال ان "اللجنة ترجو الله ان تقبل مصراتة وسلطاتها الحكيمة هذا الشرف الكبير من خلال اختيار السلام والتسامح".
واضاف ان المجلس الوطني الانتقالي يتحمل مسؤولية "تسريع العملية القضائية لمعاقبة مرتكبي اعمال العنف وتهدئة النفوس واخماد نار الفرقة".
على صعيد اخر،  قالت قبائل ليبية يوم الجمعة ان اشتباكات بين قبيلتين متناحرتين اندلعت من جديد في أقصى جنوب شرق ليبيا مما أسفر عن اصابة عدة أشخاص وذلك على الرغم من تدخل قوات ليبية لانهاء القتال.
وقتل عشرات الاشخاص خلال الاسبوعين المنصرمين في مدينة الكفرة بالقرب من حدود ليبيا مع تشاد والسودان بعدما تحولت منافسة قديمة بين قبيلتين الى أعمال عنف.
ويمثل القتال تحديا جديدا للقيادة الجديدة في ليبيا التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي العام الماضي لكنها تجاهد لاستعادة الاستقرار ويعرقلها عدم وجود جيش وطني فعال.
وقال يوسف المنقوش رئيس اركان القوات المسلحة الليبية يوم الخميس ان قوات ليبية تدخلت لانهاء القتال في مثال نادر على فرض سلطة الحكومة في طرابلس على البلاد.
لكن ممثلين عن قبيلتي التبو والزوي المتناحرتين في الكفرة قالوا ان الاشتباكات اندلعت مجددا.
وقال عبد الباري ادريس وهو مسؤول أمني في قبلية الزوي عبر الهاتف "نهبت التبو بعض المنازل وسرقت سيارات واضطررنا الى الدفاع عن أنفسنا."
وأضاف "لم يفعل الجيش شيئا."
وقال عيسى عبد المجيد الذي يقود مقاتلي التبو ان القتال اندلع مجددا وان أهالي التبو الذين يعيشون على المشارف الغربية للكفرة تعرضوا للهجوم. وقال ان مصابين سقطوا لكنه لم يعلن أي أرقام.
أضاف أن نحو مئة من قبيلة التبو قتلوا منذ بدء الاشتباكات. وأضاف "قتل أكثر من 30 شخصا منهم أثناء نقلهم على الطرق الى مستشفيات في بلدات أخرى."
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من التصريحات.
وكان بعض المصابين قد نقلوا جوا يوم الخميس الى مستشفيات بالعاصمة طرابلس على متن طائرة تابعة للهلال الاحمر الليبي. وقال مسؤولون في قبيلة الزوي ان اخرين نقلوا جوا الى مدينتي بنغازي واجدابيا الشرقيتين.
وتوجد جماعة التبو في الاساس في تشاد لكن تسكن أيضا أجزاء من جنوب ليبيا. واتهمت قبيلة الزوي التبو بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد. لكن جماعة التبو قالت انها هي التي تعرضت للهجوم.
والمنطقة لها تاريخ من العنف بين القبائل. وتم قمع تمرد قبلي في عام 2009 بعدما ارسل القذافي طائرات هليكوبتر مقاتلة.