الآلاف يتظاهرون ضد "الإسلاموفوبيا" في برلين تتقدمهم ميركل

تاريخ النشر: 13 يناير 2015 - 06:56 GMT
البوابة
البوابة

شارك آلاف الأشخاص مساء الثلاثاء في تظاهرة جرت في برلين تنديدا بالإسلاموفوبيا، وذلك بدعوة من منظمات مسلمة وبحضور المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وقام المسؤولون في المنظمات المسلمة بوضع باقة من الزهور البيضاء أمام مقر السفارة الفرنسية قرب بوابة براندبورغ كتب عليها "الارهاب: لا يحدث باسمنا".

وبعد يوم من وصف الاسلام بأنه جزء من ألمانيا قالت المستشارة ميركل في وقت سابق الثلاثاء، ان حكومتها ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها لمكافحة التعصب والتمييز ووصفت استبعاد جماعات معينة من المجتمع بأنه "يستحق الشجب انسانيا".

تأتي تصريحاتها بعد يوم من اشتراك 25000 متظاهر مناهض للاسلام في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا في مسيرة للمطالبة بفرض قيود أكثر صرامة على الهجرة ووضع نهاية لتعدد الثقافات.

وقالت ميركل في مؤتمر في برلين "ما نحتاج الى عمله الان هو استخدام كل الوسائل المتاحة لنا لمحاربة عدم التسامح والعنف".

وتشير تقديرات الى ان نحو 100000 شخص شاركوا في مظاهرات رافضة للعنصرية في مسيرات اخرى في أنحاء ألمانيا يوم الاثنين. واجتذبت حركة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) عددا أقل بكثير من المؤيدين في مدن أخرى.

لكنها تمثل تحديا سياسيا كبيرا لميركل. ويضم حزبها المحافظ متشككين بشأن الهجرة بالاضافة الى ان أعضاء من حزب (البديل لألمانيا) وهو حزب يميني جديد يتصاعد التأييد له تحالفوا مع حركة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب).

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسسة بيرتيلسمان ان 57 في المئة من الالمان غير المسلمين يشعرون بالتهديد من الاسلام وأجري الاستطلاع قبل الهجمات المميتة التي نفذها متشددون اسلاميون في باريس وقتلوا 17 شخصا في الاسبوع الماضي.

وعبرت ميركل التي كانت تتحدث قبل الاشتراك في وقت لاحق يوم الثلاثاء في وقفة في برلين تنظمها جماعات مسلمة من اجل ضحايا هجمات باريس عن رفضها الشديد لحركة (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)والمتعاطفين معها.

وقالت ميركل "استبعاد مجموعات من الاشخاص بسبب الدين مسألة لا تليق بالدولة الحرة التي نعيش فيها. هذا أمر لا يتماشى مع قيمنا الاساسية. وأمر يستحق الشجب انسانيا." وأضافت "رهاب الاجانب والعنصرية والتطرف لا مكان لها هنا. اننا نحارب لضمان الا يكون لها مكان في أي مكان آخر أيضا."

واحتل تصريحها يوم الاثنين بأن "الاسلام جزء من ألمانيا" الذي أدلت به في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء تركيا الزائر عناوين الصفحات الاولى في العديد من الصحف.

واجتذبت ميركل انتقادا من بعض السياسيين ومن بينهم فولفجانج بوسباخ وهو عضو بارز في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه.

وقال بوسباخ لصحيفة ساربرويكر تسايتونج "ما هو الاسلام الذي تقصده؟ هل يشمل التيار الاسلامي الاصولي والتيارات السلفية؟".

واضاف "ألمانيا لديها ثقافة يهودية-مسيحية وليس تراثا ثقافيا اسلاميا."

وستواجه ألمانيا التي بها واحد من أقل معدلات المواليد في أوروبا أزمة ديموغرافية خلال العقد القادم وتشجع حكومة ميركل الهجرة للتعامل مع ذلك.

وفي عام 2013 استقبلت ألمانيا 437000 شخص معظمهم من شرق أوروبا وهو أعلى مستوى في 20 عاما. كما رحبت بما يقرب من 200000 طالب لجوء في العام الماضي كثيرون منهم من سوريا التي تمزقها الحرب. ويعيش نحو أربعة ملايين مسلم في المانيا معظمهم من أصل تركي.