طالب الازهر الشريف المسلمين في بيان الاربعاء، بمقاطعة المنتجات الهولندية والسويدية "نصرة للقران"، بعد حادثتي حرق المصحف في هذين البلدين.
وقال الازهر في البيان انه يطالب الشعوب العربية والإسلامية بفرض هذه المقاطعة على ان تشمل كافة انواع منتجات هولندا والسويد، وكذلك اتخاذ موقفٍ قويٍّ وموحَّدٍ نصرةً للقرآن، وردا على اساءة حكومتي هذين البلدين لمليار ونصف المليار مسلم حول العالم.
واتهم بيان الازهر الحكومتين الهولندية والسويدية بحماية هذه "الجرائم الدنيئة والبربرية تحت لافتة حرية التعبير"، والتي قال ان الاجدر تسميتها بانها " دكتاتورية فوضى.. وسوء أدب".
وحذر البيان المسلمين من عدم الاستجابة او التخاذل في امر هذه المقاطعة باعتار ان ذلك سيكون بمثابة تخاذل عن نصرة دينهم، داعيا اياهم الى الالتزام بها وتوعية ابنائهم بشأنها.
واكد ان من يقدمون على حرق المصحف، والذين وصفهم بالمنحرفين الذين يستفزون المسلمين ويتطاولون على دينهم، لن يدركوا قيمة هذا الدين الا عبر هذه الطريقة التي تضعهم امام "ضرورات المادَّة والمال والاقتصاد".
وكان زعيم جماعة بيغيدا الهولندية المعادية للمسلمين إدوين واغنسفيلد اقدم على تمزيق ثم احراق نسخة من المصحف امام مبنى البرلمان في لاهاي، فيما كان رجال الشرطة يقفون قربه ودون ان يمنعوه من هذا الفعل.
وقالت وسائل اعلام هولندية ان السلطات سمحت للمتطرف واغنسفيلد بتنظيم الاحتجاج امام البرلمان، لكن شريطة عدم الاقدام على حرق المصحف. وهو ما لم يلتزم به.
وكان واغنسفيلد اقدم في تشرين الاول/اكتوبر الماضي على حرق نسخة من المصحف بحضور حشد من جماعته المتطرفة في مدينة روتردام، ما ادى الى توقيفه من قبل الشرطة، والتي لم تلبث ان افرجت عنه بعدها.
وقبلها،ـ كان زعيم حزب الخط المتشدد الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان اقدم يوم السبت، على حرق نسخة من المصحف الشريف، قرب السفارة التركية بستوكهولم، بعد إصدار السلطات السويدية قرارا يسمح له بذلك.
موجة ادانات وتنديد
في هذه الاثناء، توالت ردود الفعل المنددة بحرق المصحف في هولندا والسويد، حيث أدانت هيئة كبار العلماء السعودية هذا الفعل واصفة اياه بـ"التصرف الهمجي" الذي يسئ للمسلمين كافة.
ودعت الهيئة في بيان اوردته وكالة الانباء السعودية الرسمية العالم الى إدانة هذه التصرفات وسن قوانين تجرمها، وذلك حفظا للسلم والتسامح والتعايش بين الشعوب والديانات.
ومن جانبها، نددت وزارة الخارجية السعودية في بيان، بتمزيق وحرق نسخة من المصحف في هولندا باعتباره استفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم، مؤكدة موقف المملكة الداعي الى نشر قيم التسامح والتعايش ونبذ التطرف والكراهية.
كما استنكر المغرب حرق المصحف في لاهاي الهولندية باعتباره عملا استفزازيا تمس بمقدسات المسلمين.
ودعت وزارة الخارجية المغربية في بيان الى التعامل "بحزم وردع كل مس بالأديان وبمشاعر المنتسبين لها”.
وبدورها، ادانت سلطنة عُمان حادثة حرق المصحف في مدينة لاهاي، مع ما ينطوي عليه ذلك من استفزاز وتحريض على العنف والكراهية، داعية الدول الى تكثيف جهودها لترسيخ قيم التسامح والتعايش.
واعتبرت وزارة الخارجية القطرية من جانبها أن "هذه الواقعة الشنيعة" تندرج ضمن الاعمال التحريضية وتمثل استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين، محذرة في بيان من ان من هذه الافعال تؤجج العنف والكراهية بين الشعوب.
واكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان رفضها هذه الممارسات التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، داعية إلى احترام الرموز والمقدسات الدينية والابتعاد عن التحريض، وكذلك نبذ التطرف والكراهية.
واعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانتها واستنكارها العمل الاستفزازي المشين المتمثل في تمزيق وحرق المصجف في هولندا بعد يوم من "عمل مشين مماثل في السويد".
ودعت الخارجية الكويتية الدول والمنظمات الدولية الى تحمل مسؤولياتها والتصدي لهذه الإساءات المتعمدة، والعمل على تعزيز ونشر قيم التسامح بدلاً من التحريض على العنف.
وعلى صعيده، حذر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف من ان من شان احراق المصحف تأجيج مشاعر المسلمين واستفزازهم، مشددا على موقف المجلس الداعي الى نشر قيم الحوار والتسامح وداعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ازاء هذه الاعمال.
