طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين د.زكريا الأغا المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بملاحقة مرتكبي مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأكد الأغا في بيان صحافي له بمناسبة الذكرى (30) للمجزرة أن الشعب الفلسطيني سيواصل مسيرة النضال و التحرر حتى نيل كافة حقوقه المشروعة في العودة إلى دياره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأوضح أن مجزرة صبرا وشاتيلا جريمة بشعة ارتكبتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبأوامر مباشرة من المجرم شارون راح ضحيتها أكثر من 3500 شهيد فلسطيني ولبناني معظمهم من النساء والأطفال وآلاف المفقودين للقضاء على المخيمات الفلسطينية التي شكلت على مدار 64 عاماً عنواناً وشاهداً حياً للنكبة الفلسطينية والنيل من صمود اللاجئين وحقهم العادل في العودة.
ومازالت إسرائيل ترفض كشف الوثائق الهامة في أرشيفها والمتعلقة بهذه المجزرة التي استمرت من 16 حتى 18 أيلول/ سبتمبر من العام 1982 تحت غطاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
وذكرت صحيفة (هآرتس) الأحد أن المسؤولين في أرشيف دولة إسرائيل يرفضون طلبات صحافيين الاطلاع على الوثائق الهامة والتي ما زال تخضع للسرية.
رغم ذلك قال مسؤولون في "أرشيف الدولة" إن الوثائق تنقسم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تشمل وثائق أمنية "ما زالت سرية" وموجودة في "أرشيف الجيش الإسرائيلي"، والمجموعة الثانية تشمل وثائق "لجنة كاهن" التي تم تشكيلها للتحقيق في المجزرة.
وقال مسؤول في الأرشيف الإسرائيلي إن "مواد اللجنة سرية ويحظر كشفها أمام الجمهور بموجب قرار لجنة وزارية خاصة".
وكانت "لجنة كاهن" نشرت تقريرا حول تحقيقها في العام 1983 واعتبرت فيه إنها لم تجد إثباتات على أن الجيش الإسرائيلي كان ضالعا بصورة مباشرة في المجزرة، لكن اللجنة أكدت على أن ضباط الجيش الإسرائيلي علموا في مرحلة معينة بالمجزرة التي كانت لا تزال جارية ولم يفعلوا شيئا من أجل وقفها.
وأوصت اللجنة بإقالة وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه أريئيل شارون، وهو ما تم فعلا، وعدم تعيينه في مثل هذا المنصب مستقبلا، لكن بعد عشرين عاما تم انتخاب شارون رئيسا لوزراء إسرائيل.
وقالت الصحيفة أن مراسلها العسكري خلال فترة اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان، زئيف شيف، علم بالمجزرة لدى ارتكابها واتصل بوزير الإعلام الإسرائيلي مردخاي تسيبوري وأبلغه أنه يجري ارتكاب مجزرة على أيدي حزب الكتائب اللبنانية في مخيمي صبرا وشاتيلا.
وتابعت الصحيفة أن تسيبوري أبلغ وزير خارجية إسرائيل حينذاك إسحاق شامير بأمر المجزرة ولكن إسرائيل لم تفعل شيئا، علما أن جيشها كان متواجدا في بيروت.