كشف مساعد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، تفاصيل جديدة تتعلق بالشاحنتين الجزائريتين اللتين تم استهدافهما في الصحراء الغربية، بالقرب من بئر لحلو واحترقتا بشكل كامل، خلال الأسبوع الماضي.
وخلال لقاء صحفي، قال "حق": "علمنا بالحادث في 2 نوفمبر، أي قبل ثلاثة أيام، ثم تمكنت بعثة مينورسو من إرسال دورية أولية إلى موقع الحادث المزعوم في اليوم التالي".
وأضاف: "يمكننا الآن أن نؤكد أن الموقع يقع في الجزء الشرقي من الصحراء الغربية بالقرب من بير لحلو..لاحظت البعثة شاحنتين مسجلتين في الجزائر متوقفتين بالتوازي مع بعضهما البعض..وأصيبت الشاحنتان بأضرار بالغة وتفحمتا".
نداء للجزائر والمغرب
من جانبه وجه "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" نداء للجزائر والمغرب من أجل "الوئام وتجنب الفتنة والحرب".
وقال الاتحاد في بيان له اليوم الأحد: "يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق شديد ما تشهده العلاقات المغربية الجزائرية، من توتر متصاعد يتجسد في الحملات الإعلامية، وفي إغلاق الحدود، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وتعطيل المبادلات والمصالح الاقتصادية، وصولا إلى سباق التسلح والتأهب العسكري".
وأضاف البيان: "وفي هذا السياق نذكر السادة المسؤولين في البلدين بأن كثيرا من الحروب المدمرة لا تأتي عن قرار مقصود ومبَيَّت، وإنما تأتي فلتة وتندلع بغتة، بعد أن تبلغ حالة الخصومة والتوتر والتأهب أوجها".
وأردف البيان: "إن أجواء الاحتقان الشديد والتحشيد المتزايد، بدون أي سبب معقول، لَتُنذر بجر البلدين العزيزين المغرب والجزائر إلى اندلاع صدام عسكري، لا يعلم إلا الله مداه وعواقبه على الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي وعلى الأمة العربية والإسلامية، وإن أمتنا الإسلامية والعربية لا ينقصها شيء من الحروب والصراعات الهدامة".
وتابع البيان "لذلك فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يناشد جلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس عبد المجيد تبون، بأن يبذلا عاجلا كل ما في وسعهما لإعادة علاقات البلدين والدولتين إلى وضعها الطبيعي، وضعِ الأخوة والوئام والوحدة، ووضع التلاحم والتعاون والعمل المشترك".
وقال البيان: "إن للجمهورية الجزائرية والمملكة المغربية وقادتهما سجلا حافلا في حل النزاعات وتعزيز السلام والوئام، على الصعيدين الإفريقي والعربي، فالأجدر بهما اليوم أن يحققا ذلك فيما بينهما، ويسعدا بذلك شعبيهما وأمتهما، وإن التفاوض والحوار بين العقلاء الحكماء لكفيل بحل كل المشكلات وتفكيك كل المعضلات، وخصوصا بين من يجمعهم الدين الواحد والتاريخ الموحد والجوار الدائم والمصالح المشتركة. وبينهم من الروابط النسبية والسببية والإخاء الممتد عبر التاريخ ما لا يمكن تجاهله ولا يمكن أن تزيله الخصومات العارضة والأزمات العابرة".
هجوم بتكنولوجيا متطورة
وكان موقع "مينا ديفينس" المتخصص في الشؤون الدفاعية قد نشر تقريرا، كشف من خلاله تفاصيل جديدة لاستهداف الشاحنتين الجزائريتين في الصحراء الغربية مؤخرا.
وكان موقع "مينا ديفينس" المتخصص في الشؤون الدفاعية، قد نشر تقريرا قبل أيام، كشف فيه تفاصيل جديدة، وجاء فيه: "بعد ثلاثة أيام من الهجوم الذي استهدف شاحنتين جزائريتين في الأراضي المحررة في الصحراء الغربية، لم يتم تقديم أي معلومات رسمية حول التفاصيل المحيطة بهذا الحادث.. ومع ذلك تأكدت معلومتان في البيان الصحفي الصادر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية حقيقة أن الهجوم تم تنفيذه بوسائل تكنولوجية متطورة".
وأضاف الموقع أن الشاحنتين الجزائريين استهدفتا بطائرة مسيرة أقلعت من القاعدة الجوية الواقعة بمدينة السمارة الصحراوية المحتلة، التي تبعد 230 كلم عن مسرح الجريمة، نافيا رواية استهداف الشاحنتين بالمدفعية، باعتبار أن تمركز القوات المغاربية خلف الساتر الترابي يبعد عن المكان بحوالي 50 كلم.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الهجوم المغربي تم على الأرجح بأحد المسيرتين "بيرقدار التركية من نوع تي بي2" التي تحمل ذخيرة MAM-L أو "هورمس 450" الإسرائلية والتي تحمل ذخيرة من طراز Hellfire.
وأوضح أن المكان الذي توجد فيه الشاحنتان يقع على مسافة تزيد عن 35 كيلومترا جنوب شرق "الجدار الدفاعي" المغربي، مؤكدا أن الشاحنات لم تتجه في أي وقت نحو المنشآت المغربية وابتعدت عن الجدار المغربي بمسافة لا تقل عن 30 كيلومترا.
وذكر نقلا عن العديد من الشهود أنهم رأوا طائرة بدون طيار واحدة على الأقل قادمة من اتجاه الغرب وتطلق صاروخين.