أطلقت الشرطة السودانية الخميس، قنابل الغاز المسيل للدموع صوب متظاهرين حاولوا الوصول الى القصر الرئاسي في الخرطوم، وذلك في اطار الاحتجاجات المطالبة بعودة الحكم المدني في البلاد.
وقال شهود ان متظاهرين شاركوا في الاحتجاجات التي دعت اليها "تنسيقيات لجان المقاومة" تحت شعار "مليونية 27 أكتوبر"، حاولوا الوصول القصر الرئاسي، لكن الشرطة أطلقت في مواجهتهم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وخرج مئات المتظاهرين في العاصمة الخرطوم، ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين، فيما قال شهود ان المحتجين عمدوا الى اغلاق طرق رئيسة وفرعية وسط الخرطوم بوااسطة الحواجز الإسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة.
ومن جهتها، اغلقت السلطات جسر “المك نمر”، الرابط بين الخرطوم وبحري، اضافة الى الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي وقيادة الجيش.
وردّد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل العسكر وعودة الحكم المدني، ورشقوا قوات الامن بالحجارة، ما أدى إلى حالات كر وفرّ. كما رفعوا لافتات كتب عليها، “لا للحكم العسكري” و”دولة مدنية كاملة”، و”الشعب أقوى والردة مستحيلة”.
ويشهد السودان احتجاجات شبه يومية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون “انقلابًا عسكريا”.
وعقب اطاحة الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، دخل السودان في مرحلة انتقالية كان يفترض ان تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.
لكن الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، لم يلبث ان ابعد المدنيين واستأثر بالسلطة في 25 تشرين الاول/أكتوبر العام الماضي.
وينفي البرهان التهم الموجهة اليه بقيادة انقلاب عسكري في البلاد كما تتهمه المعارضة، مؤكدا ان الخطوة التي عمد اليها تهدف الى ”تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، متعهدا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.