قالت صحيفة الديلي ميل البريطانية في عددها الصادر يوم السبت الماضي بأن نشطاء مصريين ادعوا بأن حزب الإخوان المسلمين الحاكم في مصر قد قام باستئجار عصابات من "البلطجية" للتحرش جنسيًا بالنساء اللواتي نزلن إلى ميدان التحرير للتظاهر ضد الرئيس المصري محمد مرسي.
بحسب الصحيفة؛ استأجرت جماعة الإخوان المسلمين البلطجية أيضا لضرب المحتجين الذي تظاهروا ضد مرسي بسبب الإعلان الدستوري الذي أذاعه هذا الأخير والذي اعتبر الكثيرون أنه يمنح لمرسي سلطاتٍ مطلقةً تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر.
وكان ميدان التحرير المصري قد شهد مظاهرات حاشدة رافضة للإعلان الدستوري حيث تجمع المتظاهرون ليطلقوا هتافات رافضة للدستور ومطالبين بإسقاط النظام.
وكانت ماجدة عدلي وهي مديرة مركز النديم لحقوق الانسان قد قالت لصحيفة التايمز البريطانية بأن نظام مبارك اعتاد على دفع الأموال للبلطجية بهدف ضرب المحتجين ضده والتحرش بالنساء المعارضات. كما وتابعت قائلة: "لا زال هذا الأمر يحدث الآن"… "الإخوان المسلمون يدفعون المال للبلطجية وهي نفس الطريقة التي استخدمها النظام السابق في زمن مبارك".
إضافة إلى ماجدة؛ فقد قالت ياسمين -وهي واحدة من المتظاهرات المصريات ضد الإعلان الدستوري- لصحيفة "التايمز" أنه كان قد مر على وجودها في الميدان عدة ساعات فقط حيث كانت تصور فيها المظاهرات عندما انقلبت الجموع فجأة لتفاجأ بخمسين رجلا يحيطون بها ويحاولون لمس ثدييها وتمزيق ثيابها بدءا من الحجاب الذي يغطي رأسها. وفقا لياسمين؛ فقد استمرت محاولة التحرش بها بالأيدي لما يقارب الساعة قبل أن يحاول بضعة رجال تخليصها إلا أنهم ضربوا من قبل المتحرشين. وأخيرا قام أشخاص شاهدوا ما قد حدث لها من نوافذ منازلهم بمساعدتها وسحبها من بين الجموع لتختبئ في منزل شخصين كبيرين في السن من جيران الميدان.
وبسبب الحادثة العنيفة؛ عانت ياسمين من إصابات داخلية ولم تستطع السير لمدة أسبوع.
أما عفاف السيد وهي ناشطة وصحفية أيضا فقد قالت لذات الصحيفة بأن مجموعة من البلطجية قد تحرشوا بها خلال المظاهرات التي حصلت في ميدان التحرير قبل شهر وبأنها متأكدة من انتمائهم إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وكان ميدان التحرير قد شهد في فبراير/شباط 2011 واقعة تحرش جنسي بمراسلة شبكة CBS الأمريكية "لارا لوغان" لمدة نصف ساعة. وبرغم أن العدد الدقيق لوقائع التحرش لا يزال غير معروف؛ إلا أن ناشطين أفادوا بأنه قد تم الإبلاغ عن20 حادثة تحرش خلال العشرة أيام الماضية وبأن الحوادث قد شهدت إزديادا ملحوظا في عددها خلال العام الماضي.
وتشهد منطقة محددة من ميدان التحرير وقوع التحرش في ذات الوقت يوميا وغالبا ما يبدأ التحرش عادة بنفس الطريقة حيث تكوّن مجموعة من الرجال سلسلة بشرية تحيط بالمتظاهرات وتدعي حمايتهن.
وقالت ياسمين بأنها متأكدة من أن الاعتداء قد خُطط له مسبقا. فقد استطاعت رمي الكاميرا إلى واحد من أصدقائها وعندما شاهدت التصوير الذي رصد ما حدث لها لاحقا فقد كان من الواضح أن "المتحرشين يتجمعون بشكل لا يبدو عفويًا قبل حدوث الاعتداء مباشرة؛ ويبدون وكأنهم يخططون لشيء ما".
وتحدثت الصحيفة إلى شخصين اعترفا بتقاضيهما مالا للتحرش بالمتظاهرات حيث أقر كل من فكتور وتوتو وهما في الثلاثينيات من العمر بانتمائهما إلى عصابة مكونة من حوالي 65 شخصا يتقاضى أفرادها أجرا يتراوح بين 10-20 جنيهًا للتحرش بالنساء وافتعال الشغب. إلا أنهما رفضا الإفصاح عن الجهة التي تدفع لهما. وقال فيكتور بأنه قد طُلب منهما :"النزول إلى الشارع والتحرش بالفتيات والنساء جنسيا لدفعهن إلى مغادرة الميدان". مضيفا بأن ذلك يحدث بهدف بث الخوف في نفوس المتظاهرين. كما وأضاف بأن أناسا عاديين ينضمون إليهم أحيانا في التحرش بالمتظاهرات.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في مصر إثر قرار الرئيس المصري محمد مرسي منح نفسه سلطات مطلقة تحد من سلطات القضاء.
وقد برر مرسي هذا القرار بالحاجة للحد من سلطات المحاكم المعارضة للإسلاميين أو تلك التي يتولى رئاستها قضاة من زمن مبارك والتي ترمي إلى حل الائتلاف وتأخير حدوث الفترة الانتقالية في البلاد.
إلا أن المعارضين يتهمون مرسي بالدكتاتورية ذلك أن إعلانه الدستوري يمنحه سلطات كاملة على القضاء وهو السلطة الوحيدة التي ليس لرئيس الجمهورية سيطرة عليها.
شاركنا برأيك في التعليقات: هل تعتقد بصحة استئجار الإخوان لبلطجية التحرش؟.
