ابدت واشنطن شكوكا حيال وفاء طهران بالتزاماتها بموجب اتفاق استئناف العلاقات الذي توصلت اليه مع السعودية الجمعة، فيما رحب حليفا طهران، حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن، بهذا التطور، ولكن بحذر.
واعلنت السعودية وايران الجمعة، انهما توصلا خلال مفاوضات في الصين الى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ منذ نحو سبع سنوات، وكذلك اعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة شهرين..
وقال البلدان في بيان مشترك نشرته وكالتا الانباء السعودية والايرانية الرسميتين انه تم التوصل خلال المحادثات بينهما الى اتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية واعادة فتح بعثاتهما وخصوصا السفارتان في غضون شهرين.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي ان بلاده "ترحب" باتفاق البلدين على استنئاف علاقاتهما، مضيفا انه يتعين الانتظار لمعرفة "ما اذا كانت ايران ستفي بالتزاماتها" بموجب الاتفاق.
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي إن واشنطن على علم بالتقارير عن الاتفاق على استئناف العلاقات بين إيران والسعودية.
ونقلت وكالة انباء رويترز عن المتحدث قوله ان واشنطن ترحب بأي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في الشرق الأوسط.
"تحول جيد"
وتتصدر الازمة في اليمن ابرز ملفات الخلاف بين السعودية وايران، حيث تقود الاولى تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومساحات واسعة من البلاد.
المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها تسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وعلى رأسها الصهيوأمريكية التي عملت على الاستثمار في الخلافات الإقليمية واتخذت الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن.
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) March 10, 2023
كما تتهم الرياض طهران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية اخرى بينها سوريا ولبنان والعراق، في وقت يثير البرنامج النووي الايراني قلقا وتوجسا لدى السعودية.
وفي سياق متصل، رحب امين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله بحذر بالاتفاق الذي توصلت اليه السعودية وايران، والذي وصفه بانه "تحول جيد".
وقال نصرالله ان الاتفاق يمكن ان يفتح افاقا جديدة في المنطقة ولبنان "في حال سار ..في المسار الطبيعي".
وعلى صعيدها ايضا، رحبت حركة انصار الله الحوثية في اليمن بالاتفاق، ولكن بلغة عمومية تنم كذلك عن حذر.
وكتب كبير مفاوضي الحركة محمد عبدالسلام في تغريدة عبر "تويتر" معتبرا إن "المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها" حتى تسترد امنها المفقود جراء التدخلات الاجنبية، وخصوصا الاميركية والاسرائيلية، على حد وصفه.
واتهم عبدالسلام واشنطن وتل ابيب بانهما استثمرتا في الخلافات الإقليمية واتخذتا "الفزاعة الإيرانية لإثارة النزاعات وللعدوان على اليمن".