دافعت قوات الاحتلال الاميركي عن نفسها في مواجهة اتهامات بالتقصير الامني، وجهها اليها الزعيمان الشيعيان البارزان، اية الله علي السيستاني وعبد العزيز الحكيم، غداة تفجيرات كربلاء وكركوك التي ارتفعت حصيلة ضحاياها الى 182 قتيلا.
وقال مسؤولون عسكريون اميركيون ومن قوات التحالف ان التفجيرات التي اسفرت عن 182 قتيلا، وفقا لحصيلة جديدة، لا تعني ان الامن غير كاف وانما تعني انه من المستحيل في كل مرة هزيمة مهاجم لديه التصميم.
ولم تنشر القوات الاميركية المسؤولة عن بغداد أو القوات المتعددة الجنسيات المسؤولة عن كربلاء قوات بالقرب من المناطق التي تجمع فيها الاف الشيعة للاحتفال بعاشوراء الثلاثاء قبل ان تنفجر القنابل وقذائف المورتر وسط الحشود. وبدلا من ذلك تركت القوات الاجنبية الامن في المواقع في ايدي العراقيين.
واعتبر الجنرال مارك كيميت نائب مدير العمليات بالجيش الاميركي في العراق انه كان من الصواب الابتعاد عن المساجد احتراما للحساسيات المحلية، مشيرا الى وجود تنسيق جيد مع قوات الامن العراقية.
وقال كيميت "اننا لا نعتقد بالتأكيد ان هذا يشير الى ان التحالف يظهر ضعفا." واضاف "كان هذا عملا ارهابيا واضحا ومأساويا تم الاعداد له بطريقة جيدة."
وقال "على مدى العامين الماضيين شاهدنا ان مثل هذه الاعمال الارهابية يمكن تنفيذها في انحاء العالم في المدن وفي الدول التي تصل فيها الاجراءات الامنية الى الذروة في بعض الحالات."
كما دافع المتحدث باسم القوة المتعددة الجنسيات التي تغطي كربلاء ايضا عن قرار الابتعاد عن احتفالات عاشوراء.
وقال اللفتنانت كولونيل روبرت سترزليسكي من القوات البولندية "لا اعتقد انه من المناسب التواجد في مدينة مقدسة في احتفالات دينية بالاسلحة والذخيرة."
واضاف "قبل ان تبدأ احتفالات عاشوراء اجرينا محادثات مع السلطات العليا المختلفة ومع الزعماء الدينيين ووجدنا انهم يريدون الاكتفاء ذاتيا. كانت الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني العراقية هي المسؤولة."
وكان ثلاثة انتحاريين فجروا انفسهم في مسجد الكاظمية ببغداد مما أدى الى مقتل 58 شخصا على الاقل فيما قتلت هجمات متزامنة تقريبا تضمنت مفجرا انتحاريا وقذائف مورتر ومتفجرات 112 شخصا على الاقل في مدينة كربلاء الشيعية، وفق ما اعلنته مصادر شيعية في حصيلة جديدة.
وأدت التفجيرات الى افساد الاحتفالات بذكرى عاشوراء التي كانت محظورة في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وانحى المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله علي السيستاني، باللائمة على قوات الاحتلال لفشلها في تأمين حدود البلاد ودعا الى الوحدة في اعقاب هجمات بغداد وكربلاء.
وقال السيستاني في بيان انه يلقي على عاتق قوات الاحتلال بالمسؤولية عن التقصير الملحوظ في السيطرة على حدود العراق و"منع المتسللين" وعدم تعزيز القوات العراقية الوطنية وامدادها بالعتاد اللازم لاداء مهامها.
ودعا العراقيين الى توخي قدر اكبر من اليقظة للرد على دسائس "العدو" وطالبهم ببذل قصارى الجهد لتحقيق الوحدة وان يكون لهم صوت واحد للاسراع باستعادة "السيادة الجريحة" للبلاد وسيادتها واستقلالها واستقرارها.
ومن جهته، اعتبر عضو مجلس الحكم الانتقالي ورئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم ان السياسات الخاطئة التي تتبعها قوات الاحتلال في العراق تجعلها "تتحمل المسؤولية الاولى عن المجازر" التي حصلت في مدينتي كربلاء وبغداد.
وقال الحكيم في بيان ان "السياسات الخاطئة لقوات الاحتلال في كيفية التعامل مع الملف الامني تتحمل المسؤولية الاولى في مثل هذه المجازر التي تحصل لابناء شعبنا".
واضاف "ليعلم اولئك الارهابيون المجرمون الذين كانوا وراء مثل هذه الجرائم البشعة وانتهاك الحرمات انهم سوف يدفعون ثمنا باهظا ازاء اجرامهم يحق شعبنا".
واوضح ان "شعبنا سوف لن يسمح لهم بأن يسرحوا ويمرحوا في البلاد ويمارسوا هذه الجرائم المقززة وسوف يضع حدا لهذا العدوان المستمر".
ودعا الحكيم العراقيين الى ضبط النفس وعدم الوقوع في فخ الاستفزازات.
كما دعا "جميع الشخصيات والكيانات الاسلامية والوطنية العراقية على اختلاف انتماءاتها المذهبية والقومية والسياسية والدينية الى الوقوف موقفا موحدا متماسكا لمواجهة مثل هذه الجرائم البشعة والممارسات العدوانية".
واتهم الحكيم "الزمر الارهابية المتطرفة التي تدعي زورا انتماءها الى الاسلام والزمر المتحالفة معها من بقايا النظام الصدامي" بالوقوف وراء الاعتداءات الدامية على الشعب العراقي واماكن العبادة.
وقال ان "هذه الزمر هي التي ارتكبت قبل اشهر جريمة النجف الاشرف والتي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى وفي مقدمتهم شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم وجرائم ضد الابرياء في المطاعم والاسواق ومقار الاحزاب الكردية وضد الشرطة العراقية وغيرها".
وحذر المسؤول الشيعي من "اولئك المجرمين الذين استهدفوا ابناء شعبنا في محاولات بائسة لاذكاء فتنة طائفية بين شعبنا العراقي المتآخي وتعرضوا لاكثر المواقع قداسة وحرمة" وشدد على ان "هذا لن يثني شعبنا عن مواصلة الطريق لان الظرف الجديد والحرية النسبية القائمة اليوم لم تأت مجانا وانما دفع شعبنا العظيم ثمنا باهظا لتحصيلها وقوائم الشهداء الطويلة خير شاهد على ذلك".—(البوابة)—(مصادر متعددة)