الاميركيون يحيون ذكرى هجمات سبتمبر

تاريخ النشر: 10 سبتمبر 2011 - 04:04 GMT
الاميركيون يحيون ذكرى هجمات سبتمبر
الاميركيون يحيون ذكرى هجمات سبتمبر

يحيي الأميركيون ابتداء من اليوم السبت الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وستبدأ مراسم إحياء هذه الذكرى في ولاية بنسلفانيا التي تحطمت فيها الطائرة في رحلتها رقم 93 والتي كانت تقل 37 من الركاب ومن بينهم أربعة مختطفين.

وسيحضر هذه المراسم كل من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ونائب الرئيس الحالي جو بايدن بالإضافة إلى جون باينر رئيس مجلس النواب، لتدشين النصب التذكاري الذي أقيم على بعد أمتار من مكان تحطم الطائرة.

وفي نيويورك، سيتم تكريم رجال الإطفاء الذين قتلوا تحت أنقاض مركز التجارة العالمي بينما كانوا يحاولون إنقاذ الضحايا. وستحضر جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي الأميركي هذه المراسم تستمر ثلاث ساعات. وفق راديو سوا الاميركي

واختار باراك أوباما الذي سيزور الأحد الأماكن الثلاثة التي تحطمت فيها الطائرات الأربع المخطوفة، البقاء السبت في واشنطن حيث يشارك مع زوجته في نشاط تطوعي. لكن يبدو أن الخوف مسيطر على الأميركيين من وقوع هجمات جديدة، حيث أشارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في خطاب ألقته في نيويورك إلى "تهديد محدد جدي لكنه غير مؤكد" عن أن القاعدة تحاول مرة جديدة "إيذاء" الأميركيين وخصوصا استهداف نيويورك وواشنطن.

وهو تهديد دفع بالرئيس أوباما الجمعة إلى أن يطلب من المسؤولين عن مكافحة الإرهاب "مضاعفة جهودهم".

وتنفيذا للأمر الرئاسي، تم تعزيز عناصر الشرطة في نيويورك بنسبة 30 بالمئة للدوريات وتفتيش السيارات والتدقيق المفاجئ في الحقائب في وسائل النقل المشترك وزيادة الرقابة على الجسور والأنفاق والنصب التذكارية والمباني الرسمية.

في سياق متصل ذكَّر جوزيف بايدن بالعثور على وثائق خلال عملية اغتيال بن لادن، تفيد بأنه أبدى اهتماما بحصول "اعتداء في 11 سبتمبر/ أيلول الحالي"، لكنه لم يتحدث عن "أي مؤشر واضح" إلى تهديد إرهابي للولايات المتحدة.

وكان بن لادن الذي أعلن مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجمات التي أسفرت عن حوالي ثلاثة آلاف قتيل، قد لقي مصرعه بأيدي قوات كوماندوز أميركية في الثاني من مايو/أيار في باكستان. وتوعد تنظيم القاعدة بالانتقام لمقتله.

واعتبر رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروزو الجمعة أن الربيع العربي كان أقوى رد على الحقد والتعصب اللذين أديا، قبل عشر سنوات إلى اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.

وقال المسؤولان الأوروبيان في بيان مشترك إنه بعد 10 سنوات، أرسل الناس من شوارع تونس والقاهرة وبنغازي وكافة أنحاء العالم العربي مؤشرا قويا يدل على الحرية والديموقراطية. إنه أقوى رد على الحقد الأحمق والتعصب العشوائي لجرائم 11 سبتمبر/أيلول 2001.

لكنهما أضافا أن الايديوليجيات المنحرفة التي أدت إلى تلك الهجمات لا تزال تشكل خطرا ولذلك تقف أوروبا إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا في الكفاح العالمي ضد الشبكات الإرهابية ودعمها المالي.

 وتابعا أن أوروبا تواصل يقظتها وتعمل مع حلفائها الأميركيين للحيلولة دون "انتشار الإرهاب وأفكاره الخاطئة". ودعا المسؤولان إلى مواصلة الكفاح ضد التطرف وتجنيد إرهابيين آخرين. وشددا على انه في آخر المطاف لن ننجح في المعركة ضد الإرهاب إلا إذا بقينا أوفياء لقيمنا الأساسية في أوروبا والعالم".

بعد عشر سنوات صور ضحايا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر لا تزال في اذهان الاميركيين

وفي مظهر نادر للوحدة يشارك الرئيس الاميركي باراك اوباما وسلفه جورج بوش معا في مراسم احياء الذكرى في الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي بنيويورك، بحضور اسر الضحايا.

وتم تشديد الاجراءات الامنية اثر اعلان السلطات في الساعات الاخيرة عن تهديد "محدد وجدي ولكن غير مؤكد" بحدوث اعتداء بالتزامن مع الذكرى العاشرة لاعتداءات نيويورك وواشنطن.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة انه يبدو ان "القاعدة تسعى مجددا لايذاء الاميركيين وخصوصا لاستهداف نيويورك وواشنطن".

ونصبت الشرطة العديد من الحواجز في مانهاتن لتفتيش السيارات. ويفتش شرطيون الحقائب في المترو، كما تضاعف عدد الدوريات المسلحة.

ولا تزال اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر مسيطرة على اذهان الاميركيين. ويتذكر كل اميركي تقريبا ما كان يفعله في ذلك اليوم وسماء مانهاتن الصافية الزرقاء والبرجين اللذين انهارا وسط طوفان من اللهب والغبار والمعدن. واشار استطلاع اجري مؤخرا الى ان نصف الاميركيين يرون ان تلك الاعتداءات غيرت حياتهم.

لكن بعد حربين في افغانستان والعراق خلفا اكثر من 6200 قتيل بين الجنود الاميركيين وكلفا الولايات المتحدة 4000 مليار دولار، اصبح الكثيرون يرغبون في طي صفحة الماضي. واسهم القضاء على زعيم القاعدة اسامة بن لادن في الثاني من ايار/مايو في باكستان بايدي الاميركيين في دعم هذا الشعور.

وستنسى الولايات المتحدة في عطلة نهاية الاسبوع لمدة يومين سنوات الحرب العشر وانقساماتها السياسية العميقة قبل 14 شهرا من الانتخابات الرئاسية القادمة والازمة الاقتصادية والبطالة التي تفوق نسبتها 9 بالمئة، وفقدانها للابد الشعور بالامن.

وكما هي العادة في كل ذكرى يقف الاميركيون اربع دقائق صمت الاحد (عند الساعات 08,46 و09,03 و09,59 و10,28) وهي الاوقات التي صدمت فيها الطائرتان برجي مركز التجارة ثم ساعتي انهيارهما.

وككل عام ايضا ستتم تلاوة اسماء نحو ثلاثة آلاف شخص قتلوا في تلك الاعتداءات. وتشارك الاسر اثر ذلك في تدشين نصب 11 ايلول/سبتمبر الذي انتهى العمل فيه بعد خمس سنوات.

واقيم هذا الفضاء على مساحة ثلاثة كيلومترات وزرعت فيه 3000 شجرة ويضم حوضين كبيرين مع شلالات اقيما في الموقعين اللذين كان يقوم فيهما برجي مركز التجارة العالمي. وحفر اسم كل شخص مات في الاعتداءات حول الحوضين.

وفي محيط الموقع لا تزال الاشغال قائمة في موقع البرجين المدمرين. لكن برج مركز التجارة العالمي 1 الرمزي والذي يراد له ان يكون الاعلى في الولايات المتحدة بلغ طابقه ال 81.

ومن المقرر في الذكرى العاشرة للاعتداءات اقامة الكثير من النشاطات في نيويورك وفي باقي مناطق البلاد خلال نهاية الاسبوع بينها سباقات ومعارض صور وسلسلة بشرية جنوب مانهاتن وحفلات رقص وصلوات جماعية بينها واحدة في كاتدرائية واشنطن مساء الاحد بحضور الرئيس اوباما.