الانتخابات الفلسطينية: القدوة يربك فتح.. والحركة تحذر الخارجين عن الاجماع

تاريخ النشر: 03 مارس 2021 - 12:14 GMT
أنصار حركة فتح
مشارورات تجريها قيادة فتح، للدخول في قائمة انتخابية موحدة

أربك الدكتور ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، التحركات السياسية والميدانية لقيادة الحركة داخل الأراضي الفلسطينية، بعد إعلانه تشكيل "الملتقى الوطني الديمقراطي"، الذي سيشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بقائمة منفصلة عن "فتح".

الدكتور القدوة بخطوته تلك يكون قد قطع الطريق أمام المشارورات التي تجريها قيادة فتح، للدخول في قائمة انتخابية موحدة، يتوافق عليها الجميع، خاصة وأن الحركة ستواجه ندا قويا على الارض وفي صناديق الاقتراع يتمثل بحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وكانت حركة فتح قد توعدت في قوت سابق كل من يخرج عن سياق اجماع قيادة الحركة بخصوص الانتخابات وقوائمها، بقرارات تنظيمية وعقوبات قد تؤدي إلى الفصل من صفوف فتح. 

كما أعلنت فتح استمرار التواصل مع مروان البرغوثي، في إطار التشاور والمشاركة وأخذ رأيه في كل التطورات، حول انتخابات التشريعي.

محادثات بين القدوة وقيادة فتح

وبدون الكشف عن تفاصيل المحادثات التي أجريت بين فريق قيادي من حركة فتح، وبين القدوة، في إطار العمل على “لملمة” الحركة وأطرها، خاصة بعد امتناعه عن حضور الاجتماع الأخير للحركة الخميس الماضي، خرج القدوة وأعلن عن تشكيل “الملتقى الوطني الديمقراطي”، بما يشير إلى أن الرجل ماض في توجهه صوب تشكيل قائمة مخالفة لقائمة فتح، وستكون ندا لها، كونه يعول على نشطاء وأعضاء ومؤيدي الحركة.

وقد جاء ذلك عقب اللقاء الذي جمع القدوة، مع الرئيس محمود عباس بمقر الرئاسة، بحضور عدد من أعضاء اللجنة المركزية، ووقتها أشيع أن اللقاء سادته أجواء إيجابية، من شأنها أن تؤسس لمرحلة تلملم فيها فتح جهودها، للدخول في الانتخابات بقائمة موحدة، تقدر على تحقيق نتائج ممتازة.

استمرار الخلاف

غير أن الأيام السابقة، كشفت عن استمرار الخلاف، خاصة وأن القدوة استمر في تحركاته على الأرض، وأجرى اتصالات مع العديد من الشخصيات منها التي تشغل مناصب قيادية في الصف الثاني من حركة فتح، وآخرون من جيل الشباب، ونشطاء مؤسسات مجتمع مدني.

وقد تردد أن الحوارات التي أجريت لم يحصل فيها تقدم، بعد تشبث القدوة في مواقفه، بخصوص تشكيل قائمة الحركة، خلال الاتصالات التي أجريت معه من قبل قيادات فتحاوية وازنة.

وحتى كتابة التقرير لم يصدر عن الحركة أي موقف تجاه قرار القدوة، وهناك توقعات بأن يقوم الفريق المكلف بالتواصل معه، بطلب الاجتماع مع القدوة، لبيان الأمر، وفي إطار المحاولات الرامية لثنيه عن الاستمرار في هذا النهج، ولم تستبعد قيادات من الحركة استفسرت منهم “القدس العربي” عن الملف، أن تصدر قيادة الحركة أيضا قرارات قريبة، ضد من يخرج عن الإطار التنظيمي، ووفق توصيف أحدهم “أيا كانت مرتبته التنظيمية”.

قوائم منفصلة

وكانت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، دلال سلامة، علقت على الحديث بشأن تشكيل بعض قياديي حركة فتح قوائم منفصلة عن الحركة، بقولها “إن الحركة مستمرة في لملمة الحالة الفتحاوية وترتيب أوضاعها”.

وقالت إن الحركة ستذهب بقائمة موحدة تقرها اللجنة المركزية، وأضافت “هناك لجنة مركزية وهناك مجلس ثوري للحركة قررتا أننا سنذهب بقائمة واحدة موحدة، (..) ولا يعقل أنه إذا كان فلان فتحاويا وتخلى عن موقعه في الحركة، أو بقي في الموقع وقرر أن يشكل قائمة وحده، لا يعقل أن تكون هذه اسمها قائمة فتحاوية، لأنها ستكون قائمة فلان وليست قائمة الحركة”.

وأضافت خلال لقاء على تلفزيون وطن المحلي، أن “الحركة في إطار عملية مستمرة، لا تكل ولا تمل من أجل لملمة صفوفها، ووضع الكل في مسار اتخاذ القرار والمشاركة فيه، ما عدا ذلك فإن من يختار الخروج عن القائمة الموحدة، وينأى بنفسه بعيدا عن هذه الحالة، يكون هو من أخرج نفسه وليس فتح من فصلته، فهو من خرج بنفسه عن سياق الجموع”.

مروان البرغوثي

وأشارت إلى وجود تواصل دائم ومشاورات مستمرة مع مروان البرغوثي، حيث يتم وضعه أولاً بأول في صورتها، في إطار التشاور والمشاركة وأخذ رأيه في كل التطورات، مشيرةً إلى أن النقاش معه يجري الآن على انتخابات التشريعي وليس انتخابات الرئاسة، وأكدت سلامة أن حركة فتح وإيمانا منها بأهمية ومكانة الدكتور ناصر القدوة، فقد كان هناك رؤية باتجاه أن يحاوره عدد من الأخوة في فتح، حول ما هي المعطيات التي كان بالإمكان أن تُناقش على الطاولة ولم يستطع أن يناقشها، وما هي المعطيات التي يجب أن توضع.. وما هي الاتجاهات التي يجب أن يتم أخذها.

وأضافت “ما نقوله إن القدوة قامة فتحاوية ووطنية فلسطينية، ويمتلك الكثير من الإمكانيات الهامة والدور الهام الذي من أجله انتخب على مدار دورتين في المؤتمر السادس والسابع لقيادة الحركة في اللجنة المركزية، وموقعه ووجوده في هذا السياق هو مساحة الفعل والتطوير والإصلاح له، وعمله يجب أن يكون من بوابة هذه الأطر”.

ولم تغفل سلامة الحديث عن وجود رؤية للدكتور ناصر القدوة، تخالف رؤية قيادة الحركة، في موضوع الانتخابات، وقالت “نعم دكتور ناصر لديه رؤية مختلفة بموضوع الانتخابات، وأنا والكثير من أخواني قلنا إننا نحترم ما يمتلكه من رؤى، ولكن طالما أنا جزء من هذا الإطار يجب أن أضع ما لدي على الطاولة وأناقشه داخل الإطار، ويجب أن أبذل قصارى جهدي للإصلاح الذي أؤمن به”.

وأكدت سلامة أن فتح لا تضحي بأي من كوادرها، وتابعت “فكيف إذا كان في موقع قيادي، وفي مساحة مهمة جدا من الفعل، وفي أعلى مراتب الحركة كالقدوة”.

الملتقى الوطني الديمقراطي

لكن تصريحات سلامة هذه كانت قد سبقت إعلان القدوة عن تشكيل قائمته الانتخابية الجديدة، والتي خرج فيها عن انظمة الحركة الداخلية، التي تصل لحد فصل وطرد من يخالف التعليمات الداخلية، خاصة وإن كان الأمر يمس التنظيم على هذا النحو.

وقد أعلن القدوة عن التوافق على تشكيل الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني، من أجل الاتفاق داخل الملتقى على تشكيل قائمة لخوض الانتخابات التشريعية القادمة، وجاء ذلك بعد أن عقد لقاء لفريقه المكون من 230 شخصا، بينهم أكاديميين ورجال أعمال، ويمثلون الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشكل المجتمعون الذين التقوا على خاصية “الزووم” أربع مجموعات عمل، للتحضير للانتخابات، حيث قرروا دعوة الأسير مروان البرغوثي للانخراط في الملتقى.

ووفق ما نشر عن فحوى اللقاء قدم القدوة اثنين وعشرين بنداً هي مسودة برنامج الملتقى، الذي سيكون خلال الأيام القادمة مفتوحا للنقاش، ويشمل نقاط عمل سياسية وأخرى اجتماعية، وقال إن هدفه من القائمة إحداث التغيير.

محمد دحلان

ولم يغلق الباب أمام التحالف مع محمد دحلان القيادي المفصول من الحركة، وهو ما من شأنه أن يثير غضب قيادة حركة فتح على نحو أكبر من حالة الغضب حول القائمة الحالية التي أسسها القدوة.

يشار إلى أن قدورة فارس القيادي في حركة فتح، ورئيس نادي الأسير، قال في وقت سابق إنه توصل الى استنتاجات “صادمة ومؤلمة” في أعقاب مشاركته في حوارات ونقاشات امتدت لسنوات عديدة واحتدمت خلال الشهرين الماضيين، بعد صدور المراسيم الرئاسية الخاصة بالانتخابات، لافتا إلى أنه وجد أن هذه العملية الديمقراطية “مثقلة باشتراطات واستحقاقات و أجندات محلية حزبية وشخصية تفوقت فيها مصلحة الاحزاب والاشخاص على المصالح الوطنية العليا، وكذلك استحقاقات اقليمية ودولية”.

وأعلن أنه قرر وبشكل قطعي ونهائي النأي بنفسه عن كل هذا الجدل الصاخب وما وصفها بـ “المهاترات البائسة”، معلنا عدم ترشحه للمجلس التشريعي القادم بأي صورة من الصور “احتراما لوطنيتي ومواطنتي ولفتحاويتي واحتراما لذاتي وعقلي وتجربتي وتاريخي”.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن