فجّرت لوحة إعلانية رقمية ظهرت في ميدان تايمز سكوير بمنطقة مانهاتن في مدينة نيويورك، كُتب عليها “السيد المسيح فلسطيني”، موجة واسعة من الجدل وردود الفعل المتباينة بين المارة والزوار.
وأثار الإعلان، الذي موّلته اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز (ADC)، حالة من السجال بعد عرضه في قلب ميدتاون خلال موسم الأعياد، إذ قالت اللجنة إن الهدف منه تحفيز النقاش والاحتجاج في فترة تشهد ازدحاماً غير مسبوق في المدينة.
واعتبر بعض المارة أن الإعلان يحمل طابعاً تحريضياً ومثيراً للانقسام، ولا يؤدي سوى إلى “إثارة الفتنة” في وقت يحتفل فيه المسيحيون بعيد الميلاد.
وقال سام كيبت، وهو زائر من إنجلترا، لصحيفة “ذا بوست”، إن الرسالة شديدة الجدل، مضيفاً أن من يتعاطف مع الفلسطينيين قد يجدها مقبولة، لكنها ليست مناسبة في هذا التوقيت العالمي الحساس، على حد تعبيره.
وأعربت زوجته عن رأي مشابه، معتبرة أن اللوحة التي حملت عبارة “المسيح فلسطيني” بأحرف سوداء عريضة على خلفية خضراء، وبجانبها عبارة “عيد ميلاد مجيد”، قد تُعد مسيئة للبعض، وتسعى لإثارة الانقسام.
في المقابل، رأى آخرون أن يسوع شخصية جامعة ولا ينبغي حصره أو تصنيفه، مؤكدين أن الرسالة لا تحمل إساءة بقدر ما تفتح باباً للنقاش.
وبينما انتقد عدد من المتفرجين مضمون اللوحة، عبّر آخرون عن دعمهم لرسالة اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، معتبرين أن حرية التعبير تتيح طرح مثل هذه القضايا في الفضاء العام.
وقال السائح الإيطالي جيوفاني نابولي، البالغ من العمر 32 عاماً، إن لكل شخص الحق في تبني أفكاره الخاصة، مضيفاً أنه لا يرى مشكلة في الإعلان. كما أشار السائح الفرنسي آلان بالا إلى أن توقيت الأعياد لحظة حساسة، وأن ما يجري في فلسطين يجعل من الطبيعي محاولة إيصال رسالة تضامن، مؤكداً أن يسوع “ملك للجميع”.
وفي السياق ذاته، أوضح أديب أيوب، المدير التنفيذي الوطني للمنظمة العربية الأمريكية، أن منظمته غير الربحية تستأجر مساحة إعلانية في ميدان تايمز سكوير منذ بداية العام، مع تغيير الرسائل أسبوعياً.
وبيّن أن الفكرة العامة للإعلانات تتمحور حول شعار “أمريكا أولاً”، بهدف إبراز القواسم المشتركة بين العرب والمسلمين والمسيحيين في الولايات المتحدة، خاصة في أكثر فترات نيويورك ازدحاماً.
وأضاف أيوب أن هناك تشابهاً أكبر مما يُتداول بين هذه المجتمعات، وأن الخوف من الثقافة أو الدين المشترك هو ما يغذي الجدل، مشيراً إلى أن غالبية الأمريكيين مسيحيون، وأن فلسطين تُعد مهد المسيحية.
وأكد أن إثارة النقاش حول هذه القضايا أمر إيجابي، معتبراً أن اللوحة الإعلانية نجحت في فتح حوار عام، محذراً من أن إسكات هذه الأصوات يعني تغييب وجهات نظر شريحة واسعة من المجتمع.
وعند سؤاله عمّا إذا كانت المنظمة تنكر أن يسوع كان يهودياً، قال أيوب إن الموضوع قابل للتفسير، مضيفاً أن الجماعات اليهودية التي قال إنها شنت حملة رقمية ضده منذ الربيع الماضي حرة في الترويج لوجهة نظرها.
كما كشف أيوب أن لوحة إعلانية جديدة ستظهر في ميدان تايمز سكوير ليلة رأس السنة، تحمل عبارة “كان يسوع سيقول: اهدموا هذا الجدار”، في إشارة رمزية إلى الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان.