قال خبير ساعد في اكتشاف فيروس الايبولا إن أزمة الايبولا في غرب افريقيا والتي حصدت أولى ضحاياها قبل عام ستستمر على الأرجح حتى نهاية عام 2015.
وكان ايميلي اوامونو (عامان) توفي في قرية ميلياندو النائية في جنوب غينيا في 28 كانون الأول/ديسمبر العام الماضي بعد معاناة من الحمى والصداع والاسهال. وبعد ذلك بأيام توفيت شقيقته (ثلاثة أعوام) ووالدته وجدته.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أحدا لم يفطن إلى هذه الوفيات وظل المرض ينتشر دون أن يلاحظه أحد. ولم يدرك مسؤولو الصحة في غينيا بان هناك ما يبعث على القلق قبل اذار/مارس.
ولم يكن الايبولا قد ظهر من قبل في غرب افريقيا واستغرق الأمر بعض الوقت للتعرف على ما أصبح اسوأ تفشي للفيروس في العالم.
7588 وفاة بسبب الفيروس
وقالت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إن عدد القتلى على مستوى العالم من الايبولا ارتفع الى 7588 من 19 ألفا و497 حالة مؤكدة سجلت في الوباء المتفشي منذ عام في غرب أفريقيا.
وأضافت أن الفيروس ما زال ينتشر بقوة في سيراليون وخاصة في الشمال والغرب ووردت تقارير عن 315 حالة مؤكدة جديدة في المستعمرة البريطانية السابقة في الاسبوع المنصرم قبل يوم 21 كانون الأول/ديسمبر. ويشمل ذلك 115 حالة في العاصمة فريتاون.
وقالت المنظمة إن "حي بورت لوكو المجاور شهد زيادة في الحالات الجديدة وسجلت 92 حالة مؤكدة بالمقارنة مع 56 في الاسبوع السابق."
واضافت أنه في سيراليون قدمت معلومات عن كيفية الوقاية من ايبولا وعلاجه الى أكثر من خمسة آلاف اسرة بين 10 و17 كانون الاول/ ديسمبر في اطار حملة توعية كبيرة."
وقالت منظمة الصحة إنه في غينيا سجلت 156 حالة مؤكدة أثناء نفس الفترة "وهو أعلى معدل اسبوعي للحالات تبلغ عنه الدولة خلال التفشي."
وذكرت أن "هذا يرجع الى حد كبير الى زيادة في الحالات في منطقة كيسيدوغو في الجنوب الشرقي التي سجلت 58 حالة مؤكدة وهو ثلث الحالات المسجلة في البلاد في الاسبوع المنصرم."
واشارت المنظمة الى أن المنطقة لم تسجل في السابق أكثر من خمس حالات اسبوعيا وقالت إن الزيادة تبين الحاجة الى استمرار الحذر حتى حين لا يكون الفيروس واسع الانتشار.
وفي ليبيريا حيث تراجع ظهور حالات على مدى الشهر المنصرم سجلت 21 حالة في الاسبوع السابق على يوم 21 كانون الاول/ديسمبر.
وما زالت منطقة مونتسيرادو التي تضم العاصمة مونروفيا تشهد أعلى معدلات المرض على مستوى الدولة في حين سجلت منطقة نيمبا على امتداد الحدود مع ساحل العاج ثلاث حالات مؤكدة هي الأولى بها منذ تسعة اسابيع.
وتوجد خمس دول أخرى هي نيجيريا والسنغال ومالي واسبانيا والولايات المتحدة انتقلت اليها حالات وشملها الاحصاء العالمي.
وقال بيتر بيوت الباحث الذي ساعد في اكتشاف الفيروس في 1976 إن أزمة ايبولا التي أودت بحياة أول ضحاياها قبل عام بالضبط من المرجح ان تستمر حتى نهاية 2015 .
وبحلول آب/اغسطس أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الوباء يشكل "حالة طواريء صحية عامة تسترعي الاهتمام الدولي."
وقال بيتر بيوت مدير كلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي وعضو الفريق الذي اكتشف الايبولا عام 1976 إنه تم احراز تقدم في المحاولات الرامية لوقف انتشار الفيروس لكن الأمر سيستغرق وقتا لانتاج لقاحات.
وقال لتلفزيون (بي.بي.سي) الأربعاء "هذا الوباء سيكون له تبعات طويلة الأمد ... يجب أن نكون مستعدين لجهد طويل ومتواصل يستمر على الأرجح حتى نهاية عام 2015."
وتسبب حمى الايبولا النزفية الغثيان والاسهال والنزيف وينتقل عن طريق الاتصال المباشر بسوائل الشخص المريض وليس لها اي علاج معروف.
ويعتقد العلماء الذين يدرسون الفيروس منذ اكتشافه في زائير -الكونغو الديمقراطية حاليا- عام 1976 ان خفافيش الفاكهة هي الحاضن الطبيعي للفيروس.
وقال بيوت الذي زار سيراليون مؤخرا إن الفيروس بلغ ذروته في ليبيريا حيث حصد أرواح نحو 3376 شخصا طبقا لارقام منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن من المرجح ان يبلغ ذروته في سيراليون في الأسابيع القليلة القادمة حيث أودى حتى الان بحياة 2556 شخصا. ويوجد في سيراليون ما يقرب من نصف الحالات المؤكدة.
وقال إن علاجات بسيطة مثل سوائل الحقن الوريدي والمضادات الحيوية أدت إلى تراجع معدلات الوفيات إلى واحد من بين كل ثلاثة مقارنة بنحو 70 في المئة في السابق.
وأضاف بيوت الذي انتقد في السابق بطء استجابة منظمة الصحة العالمية في التعامل مع المرض "مراكز العلاج اصبحت موجودة الان في جميع انحاء البلاد بمساعدة بريطانية. لم نعد نرى المشاهد المتعلقة بموت أشخاص في الشوارع ."
وقال إن من الضروري انتاج لقاح "حتى يكون هذا اللقاح متوفرا عند ظهور الوباء مجددا أو إذا استمر هذا الوباء لفترة طويلة ."
الامم المتحدة تبدأ مرحلة التحريات عن الفيروس
قال كبار العاملين في المجال الطبي لدى الامم المتحدة إن جهود التحريات الطبية ستكون المرحلة الكبيرة القادمة في مكافحة الايبولا عندما تنشر المنظمة الدولية المئات من العاملين في قطاع الصحة للوقوف على تسلسل العدوى فيما ينتقل فيروس المرض من شخص لآخر.
وستنتقل الفرق الصحية الى كل حي ومنطقة في غينيا وسيراليون وليبيريا -وهي الدول الثلاث الأكثر تضررا بالوباء- لتعقب جميع احتمالات من خالطهم كل شخص مصاب.
وستجري هذه الجهود بالتوازي مع اجراءات للحد من انتشار العدوى ومنها معالجة جميع مرضى الايبولا في مراكز متخصصة واتخاذ جميع الاحتياطات عند دفن جميع المتوفين بالمرض.
وقالت مارغريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية إن المرحلة الثانية من الخطة تنحصر في احتواء الفيروس من خلال فهم خطوط انتشاره.
وقالت تشان لرويترز خلال زيارة لمنطقة غرب افريقيا "إنك تطارد الفيروس. وانك تتصيد الفيروس. يعيش الفيروس داخل الشخص المصاب لذا فانك تتعقب كل حالة وتعزلها ثم تلاحق جميع من خالطوا الشخص المصاب".
وترافق تشان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في جولة يزور خلالها أربع دول لتشجيع العاملين في قطاع الصحة وتركيز الانظار على مكافحة الوباء عالميا.
وينتشر المرض من خلال مخالطة الشخص المصاب او التعامل مع جثث المتوفين بالمرض لذا فان أفراد الاسرة ممن يعتنون بالمرضى او من يجهزون جثث المتوفين لدفنها أكثر عرضة للاصابة.
وقال بروس ايلوورد كبير مسؤولي مكافحة الايبولا بمنظمة الصحة العالمية "لن تتمكن من مكافحة الايبولا حتى تعرف أماكن سلاسل انتقال المرض وحتى تتعقب الحالات المدرجة على قوائم المخالطة".
واضاف "تسمع دائما عن جهود التحري عن مرض الايبولا وهذا هو بيت القصيد الآن". وتتضمن جهود تعقب المخالطين للمرضى زيارة البيوت للتعرف على علامات المرض وهو الامر الذي يتطلب تعاونا من جانب السلطات المحلية وكبار المسؤولين بالمنطقة.
وقال ديفيد نابارو مبعوث الامم المتحدة الخاص بشأن الايبولا إن التكلفة الاجمالية لمكافحة الايبولا قد ترتفع الى نحو 4.1 مليار دولار.
وأضاف انه من اجل انجاز المرحلة الثانية من الخطة ستستعين المنظمة التابعة للامم المتحدة بنحو 900 من خبراء الاوبئة أي ثلاثة امثال العدد الموجود حاليا.
اصابة فني اميركي بالفيروس
قالت صحيفة نيويورك تايمز الاربعاء نقلا عن مسؤولين اتحاديين ان فنيا بالمراكز الاميركية للسيطرة على الامراض والوقاية منها التي مقرها اتلانتا ربما تعرض لفيروس الايبولا القاتل بسبب خطأ وقع في أحد المختبرات.
واضافت الصحيفة ان الفني سيخضع للمراقبة لمدة 21 يوما وهي فترة حضانة المرض وان مجموعة من حوالي عشرة موظفين اخرين دخلوا المختبر حيث وقع الخطأ سيجري فحصهم ايضا.
وقالت الصحيفة ان الخطأ -الذي وقع يوم الاثنين واكتشف في اليوم التالي- تضمن ارسال عينات من الايبولا غير المنشطة الي مختبر اخر في نفس القاعة. واضافت ان الفني الذي تعامل مع العينات كان يرتدي قفازين وبزة طبية لكنه لم يستخدم كمامة.
ويأتي هذا الخطأ في اعقاب حالات لتعامل سيء مع عينات للانثراكس والانفلونزا في المراكز الاميركية للسيطرة على الامراض في حزيران/يونيو وهو ما اثار تساؤلات بشان اجراءات السلامة في هذا المعهد المرموق للابحاث.
ولم يتسن على الفور الاتصال بممثلين للمراكز الاميركية للسيطرة على الامراض للحصول على تعقيب على تقرير الصحيفة.