خبر عاجل

أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة. من جهتها، أفادت مصادر قيادية في الحركة لوكالة الجزيرة بأن الاحتلال الإسرائيلي ...

توقف "البابا فرنسيس" عند الجدار الفاصل أكبر تحد لأجهزة الأمن الفلسطينية!

تاريخ النشر: 26 مايو 2014 - 07:22 GMT
البوابة
البوابة

شكلت الحماية الأمنية لقداسة البابا أثناء زيارته لمدينة بيت لحم اكبر تحد امني لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية منذ إنشائها قبل عشرين عاما بحسب مسؤولين كبار في تلك الأجهزة؛ إذ نشرت السلطة نحو 3000 عنصر آمن منهم 850 من قوات حرس الرئيس الخاص لتامين الحماية لقداسة الحبر الأعظم – نقلا عن جريدة الوطن-.

قادة أجهزة الأمن الذين شكلوا غرفة عمليات مشتركة قرروا ألا يتركوا شاردة ولا واردة إلا واتخذوا احتياطاتهم بشأنها، احتياطات وسيناريوهات فاقت كل أمر غير متوقع او مألوف في مفهوم توفير الحماية الامنية لضيف دولة كبير بحجم البابا.

ولعل ما لوحظ على ضباط الأمن الفلسطينيين سواء العسكريين بازيائهم المميزة أو الاستخباريين بلباسهم الانيق هو الثقة بمقدرتهم والسيطرة وعدم التوتر تحت ثقل المهمة وما تسببه من ضغوط عليهم.

جهاز المخابرات العامة كان قد استطلع آراء الشارع تجاه تلك الزيارة قبل شهر، ولكنه سرعان ما تأكد بان جميع الفصائل الوطنية والإسلامية ترحب بزيارة البابا ولا توجد لديها آية تناقضات مع مواقفه ولا سياساته الامر الذي سهل قليلا من مهمة الاجهزة الامنية.

مع اقتراب ساعة وصول البابا زاد ضغط العمل لدرجة ان بعض الضباط لم يستطيعوا النوم قبل المهمة فيما البعض الآخر لم يستطع النوم بعد انتهائها لشدة الاثارة والفرح بانجازها بشكل متميز بكافة مقاييس الامن.

وقبيل وصول البابا الى ساحة كنيسة المهد وصل قائد الحرس الرئاسي اللواء منير الزعبي للإطلاع عن كثب على آخر الاستعدادات الامنية، فيما وصل لاحقا قائد جهاز الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله وقائد الأمن الوطني اللواء نضال ابو دخان، ووزير الداخلة سعيد ابو علي.

وكان الرئيس عباس قد كلف مسؤول موكب الحرس الرئاسي سائقه الخاص المقدم عارف ابو عطوان لقاد مركبة البابا فيما كلف مسؤول آمن الحماية في الحرس الرئاسي المقدم علام السقا لمرافقة قداسة الحبر الاعظم والجلوس بجانبه في السيارة بصحبة مساعد البابا من الفاتيكان.

وظلت صورة توقف موكب البابا وترجله من السيارة باتجاه الجدار محط اسئلة، كيف توقف الموكب ومن أمر بتوقفه ، حيث علم ان البابا طلب من مرافقه في السيارة أن يطلب من سائقها بالتوقف فجأة عند الجدار ولم يتردد السائق المحترف من الاستجابة لطلبه رغم ما قد يشكله ذلك من ارباك للخطة الامنية بيد ان الإستعدادات للمفاجآت جعلت الامر يمر بيسر وسهولة.

 "المهمة انجزت كما خططنا لها" يقول ضابط رفيع المستوى من الحرس الرئاسي، مضيفا "توقعنا ان يترجل البابا من مركبته سواء قرب الجدار أو احدى مفترقات الطرق حيث تجمعت حشود المواطنين لتحيته وقيامه بالسلام عليها، وهذا ما حدث؛ اذ قرر الترجل من المركبة بالقرب من الجدار".

في غرفة العمليات المشتركة التي أدارها الحرس الرئاسي الوم جلس مسؤول امني كندي لم يصدق ما رأى من المهنية والاحترافية العالية حيث اصيب بالدهشة من دقة الاداء.

وقد اقتصر عدد ضباط أمن الفاتيكان الذين رافقوا قداسة البابا على 10 اشخاص فقط تولوا الاستجابة لاحتياجاته خلال رحلته اكثر من اضطلاعهم بأي دور آمن حقيقي.

على أسطح البنايات المقابلة لساحة كنيسة المهد -حيث انتظرت جموع المواطنين التي فاقت الخمسة آلاف- انتشر قناصة حرس الرئيس متوثبين للعمل ينظرون بعين الصقر في اكثر من اتجاه واتجاه، بينما زود بعضهن بمنظار كبير بالاضاقة الى بندقيته، استعدادا لأي طارئ.