رشحت صحف عالمية واسرائيلية، زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، داعش، سابقا، او "الخليفة"، حاليا على رأس قائمة اكثر الزعماء العرب تأثيرا في المنطقة، وذهب بعض الصحف ووسائل الاعلام الى حد ترشيحه كرجل العام المنصرم 2014.
وقالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، الاربعاء، في تقرير لها ان رجل العام، وبدن أي شك، الرجل من بغداد، 43 عاما، والمعروف بـ"ابو بكر البغدادي". وقالت ان "البغدادي" اصبح "ماركة تجارية اسلامية مسجلة" على النطاق العالمي.
في غضون ستة اشهر تمكن البغدادي من تحويل ميليشيا صغيرة، تكاد تكون غير معروفة الا في سوريا والعراق الى منظمة جدية، باتت تشكل خطرا واستدعت تغييرا في السياسات الدولية، وبناء التحالف الدولي ويهدد بتغيير خارطة المنطقة.
البغدادي لم يكن بحاجة الى جيوش جرارة، او أسلحة متطورة، لديه 30 الف مقاتل. لكنه ادرك ما تحتاجه حركات التمرد والثورات في المنطقة: يمكن استبدال الكتائب بشبكات التواصل الاجتماعي، صورة واحدة تساوي الف رصاصة، قطع رأس شخص سيثير الرعب في الجميع.
العام 2014 لم يبدأ مع "تنظيم الدولة الاسلامية، لكنه سيذكر دائما به، وربما العام الحالي 2015.
ويجب، والحال هذه، ان ترفع الولايات المتحدة سعر البغدادي من 10 ملايين دولار الى 25 مليون دولار بالحد الادنى، فهو ليس اقل من ايمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، الذي هبطت اسهمه في سوق الارهاب العالمي.
وفي عددها الاخير كانت مجلة “فوربس″، أدرجت البغدادي على لائحة الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم،محتلاً المرتبة الـ 54.
وفي حين تضمنت بيانات الشخصيات المختارة الاسم والعمر ومحل الإقامة والجنسية ومجال التأثير والحالة الاجتماعية، وغيرها، فإن بيانات البغدادي لم تتضمن سوى اسمه وعمره، 43 عاماً.
وكتب في خانة “المنظمة” التي ينتمي إليها البغدادي، حيث يمكن أن تكون دولة أو مؤسسة، “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وكتبت فوربس: “نصّب البغدادي نفسه على دولة إسلامية “نظرية الوجود” إلى حد بعيد، وهو يبدو أضعف عنصر جديد في قائمة الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم، خاصة بالنظر إلى متوسط عمره المتوقع″، في إشارة إلى احتمالية قتله في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، أو في أي قتال لتنظيمه مع غيره من المنظمات الإرهابية.
وتضيف فوربس: “إلا أن مقاتلي الدولة الاسلامية التابعين للبغدادي تمكّنوا، في فترة قصيرة جداً من الزمن، من الاستحواذ على أجزاء كبيرة من شرق سوريا وغرب العراق، كما استولوا على اهتمام الكوكب بأسره، بقيامهم بسلسلة من عمليات قطع الرؤوس الوحشية، فيما حصلوا على كميات غير قليلة من الأموال، لاسيما عبر السوق السوداء لبيع النفط، حيث يتحصلون على ما مقداره مليون دولار في اليوم”.
وتؤكد: “لذا، فقد استحوذ البغدادي على اهتمامنا، واهتمام أولئك الذين يحتلون المراتب العليا في قائمتنا هذه أيضاً”.
اما صحيفة "الاندبندنت" البريطانية فقد سبق ان اعتبرت البغدادي انجح زعيم عربي.
من هو البغدادي؟
هو «ابراهيم بن عواد بن ابراهيم بن علي بن محمد البدري القرشي الهاشمي الحسيني نسباً، السامرائي مولداً ومنشأ، البغدادي طلباً للعلم وسكناً»، بحسب ما عرف به العدناني، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم عن ما يفترض أنه الاسم الكامل لزعيمه.
ولم يعرف العدناني، في التسجيل المنسوب له، بسيرة حياة «الخليفة» أو المعايير التي تم اختياره على أساسها في هذا المنصب، إلا أنه أصر على أنه «تتوفر فيه جميع شروط الخلافة التي ذكرها أهل العلم»، دون أن يوضح أياً من تلك الشروط.
ووصف الناطق باسم التنظيم، البغدادي بـ«الشيخ المجاهد العالم العامل العابد الإمام الهمام المجدد سليل بيت النبوة عبد الله ابراهيم».
ويصر التنظيم منذ تولي البغدادي منصبه كزعيم لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» بعد مقتل زعيمه السابق أبو عمر البغدادي عام 2010، على عدم عرض صور أو تسجيلات مصورة تظهر فيه شخصية البغدادي وكذلك لم يفصح عن اسمه الحقيقي قبل تسجيل الأمس.
وتذكر مواقع مقربة من التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي، أن البغدادي من مواليد مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين شمالي العراق عام 1971، أي أنه يبلغ من العمر 43 عاماً، وتتلمذ على يد أبو مصعب الزرقاوي (أردني اجنسية) الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق الذي قتل في قصف أمريكي عام 2006، وهو ما يفسر ولاء التنظيم للزرقاوي ورفع صوره من قبل بعض المقاتلين على الرغم من مرور 8 أعوام على مقتله.
وتبقى ما تورده وسائل الإعلام عن تفاصيل حياة البغدادي واعتقاله من قبل القوات الأمريكية في العراق لمدة أربع سنوات قبل إطلاق سراحه عام 2009، من باب الاجتهادات والتخمينات، كون أي من السلطات العراقية أو الأمريكية لم تؤكد تلك المعلومات، كما لم تورد السلطات العراقية سيرة ذاتية لحياة البغدادي حتى الساعة (9)تغ، خاصة بعد إعلان التنظيم في التسجيل عن ما يفترض أنه اسمه الكامل.
وأعلن البغدادي، عبر تسجيل صوتي له، في نيسان/ أبريل 2013 أن جبهة «النصرة» في سوريا هي جزء من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق»، وعن تشكيل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو ما سمي بعدها «داعش»، وهدفه إقامة دولة إسلامية في العراق وسوريا، وهو ما رفضته النصرة ما أدى لاندلاع سجال في إصدار البيانات والفتاوى بين البغدادي وقائد النصرة أبو محمد الجولاني، وأدى الخلاف نهاية العام الماضي إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين التنظيمين الذين يحملان فكر القاعدة في سوريا ما تزال مستمرة وأدت لمقتل المئات من عناصر الطرفين.
أظهر البغدادي تمرده على قرارات زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، على خلفية إعلان الأول عن قراره بضم «النصرة» إلى تنظيمه في العراق، الأمر الذي رفضه الظواهري الذي دعا البغدادي في عدة تسجيلات صوتية بهذا الخصوص كان آخرها أيار/ مايو الماضي إلى التفرغ لما وصفه بـ»العراق الجريح»، والعودة إلى الأمير(الظواهري) بـ»السمع والطاعة»، وهو ما رفضه التنظيم وشن هجوماً على الظواهري وطالبه بمبايعة البغدادي كأمير، في تسجيل للعدناني.
يدين التنظيم للبغدادي بتحقيق أكبر مساحة توسع منذ تأسيس تنظيم القاعدة في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، ففي عهد البغدادي امتدت مناطق نفوذ التنظيم من محافظة ديالى شرقي العراق مروراً بمناطق بمحافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار غرباً، اتصالاً مع محافظة دير الزور شرقي سوريا والرقة المعقل الرئيس للتنظيم في البلاد، وصولاً إلى ريف محافظة حلب شمال سوريا التي يسيطر التنظيم على مناطق فيه.
واحتفل التنظيم مطلع حزيران/ يونيو الجاري بإزالة ما أسماه «حدود الذل» بين سوريا والعراق التي أحدثها المستعمر، وذلك كمقدمة لإعلان «دولة الخلافة» التي أعلنها بالأمس.