خبر عاجل

أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة. من جهتها، أفادت مصادر قيادية في الحركة لوكالة الجزيرة بأن الاحتلال الإسرائيلي ...

جماعة "البلاك بلوك" في مصر: حماية أم تخريب؟

تاريخ النشر: 28 يناير 2013 - 02:52 GMT
شباب مصريون ينتمون لجماعة البلاك بلوك يتظاهرون في ذكرى الثورة.
شباب مصريون ينتمون لجماعة البلاك بلوك يتظاهرون في ذكرى الثورة.

"بلاك بلوك" ... أو "فرسان الظلام" أو حركة "الكتلة السوداء"، هم مجموعة من الشباب يرتدون أقنعة سوداء تخفي وجوههم يحملون أعلاما سوداء وشعاراتهم مناهضة للشرطة، وأسلوب أفرادها المعتمد في المسيرات على التنظيم ككتيبة عسكرية.. ظهروا على الساحة المصرية مؤخرا وأثاروا حالة من الجدل الواسع خلال الأيام الماضية، خاصة بعد إعلانهم مسؤوليتهم عن بعض أعمال الشغب، مع مرور الذكرى الثانية لثورة 25 يناير مثل قطع الطرق واقتحام المحاكم والاشتباك مع الشرطة، وفي مصر اتخذت البلاك بلوك خطوات محددة لنشر الفوضى اعتراضًا على أداء الرئيس محمد مرسي وبسبب عدم القصاص من قتلة الشهداء، بحسب رأيهم.

وقامت هذه الحركة بحرق مقر الإخوان المسلمين في السادس من أكتوبر، كما أعلنت مسؤوليتها عن اقتحام مقر موقع "إخوان أون لاين" وحرق مقر جريدة الحرية والعدالة وحرق مطاعم شهيرة بزعم أنها تنتمى للإخوان، واقتحام محكمة الإسكندرية.. وغيرها. .

ووصفت تلك الحركة نفسها على الصفحة الرسمية لهم على "فيس بوك" بأنهم شباب الغضب ينضح عرقاً على وجوههم، الظلم قد فاض بداخلهم، صبروا سنة تلو سنة، وحكومة وراء أخرى، والدماء تسيل على أعتاب رئيس الجمهورية ولا يعنيه، منهم من حمل أخاه المصاب على كتفيه، ومنهم من كفن أخاه الشهيد بيديه، فتجمعوا على هدف واحد لكف الظلم وكسر شوكة الإرهاب، ليكونوا الكتلة السوداء.

وفي بيانات متتالية لشباب "بلاك بلوك" في مصر خلال الساعات الأخيرة، قالت إن «هدفها الأول والأخير الوقوف ضد كل نظام مستبد وضد جماعة الإخوان وكل من يتاجر بالدين، كما أنهم لا ينتمون لأي حزب أو حركة سياسية، ولكن انضم إليهم أخيرا شباب من حركة 6 أبريل وعدد من شباب الألتراس وبعض الحركات الاشتراكية اليسارية، مشددين على أنهم سيكونون حماة للثوار.

شباب حركة «بلاك بلوك» قالوا أيضا إنهم سيتصدون لأي اعتداء على المتظاهرين، وسيوزعون أنفسهم على المدن المصرية وأماكن التظاهرات، وسيكون التجمع الأكبر لهم عند مدينة الإنتاج الإعلامي، لمنع مخطط يريد الإسلاميون تنفيذه. وأشاروا إلى سعيهم منذ سنوات لتحرير الإنسان وهدم الفساد وإسقاط الطاغية".

ونفى أحد منسقي جماعة البلاك بلوك, أنهم صناعة غربية أو عملاء للغرب ولديهم أجندات، وقال إنهم صناعة محلية ويعبرون عن الشعب المصري والثوار الحقيقيين ونفى أنهم يخشون من أجهزة الأمن لأنهم تعودوا الاحتكاك معها لفترات طويلة.

وقال: "الرسالة وصلت لمن يقول بأن لدينا متحدث رسمي أو ما إلى ذلك فليس كل فرد يلثم نفسه يصبح فرداً من أفراد البلاك بلوك فنحن نعتبر قوة واحدة نحارب الفساد باسم واحد هو "بلاك بلوك" ونقوم بتلثيم الأوجه "حماية لنا" جميعاً وأيضاً "منعاً من الظهور لنا في أي شو إعلامي"

وحركات الـ Black Block أو المجموعات الثورية السوداء حول العالم هم مجموعة أناركية لا تؤمن بحاكم أو سلطان عندما تكون البلاد في حالة من الفوضي وتدافع عن حقوق الشعوب، اختارت هذا الاسم لتكون مختلفة عن غيرها من الجماعات، وتعتبر نوعا من أنواع الاحتجاج عن طريق التظاهر بشكل مختلف، حيث تعتمد على تكتلات صغيرة لا تعرف بعضها ولا توجد بينها صلة، تلتقي في نقاط تجمّع محددة، وتهدف تظاهراتها إلى تدابير هجومية على الممتلكات الرأسمالية والشركات الاقتصادية الكبرى، مثل البنوك العالمية، ومنافذ الشركات متعددة الجنسيات ومحطات البنزين وكاميرات فيديو المراقبة فى الشارع. وتمتد تحركات البلاك بلوك، حسب تحركاتهم السابقة في عدد من دول العالم، إلى مساعدة المتظاهرين وتقديم الإسعافات الأولية للأشخاص المتضررين من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومحاربة الشرطة عن طريق بناء المتاريس.

عالمياً، نشأت أول حركة للبلاك بلوك منتصف الثمانينيات في ألمانيا الغربية في عدد من مقاطعات مدينتى برلين وهامبورج، بغرض التصدى لمحاولات الإخلاء المتكررة من قبل الشرطة الألمانية للسكان واضعى اليد لعدد من من أحياء برلين وهامبورج، من أجل إنشاء محطة للطاقة النووية، حيث قامت الشرطة حينذاك باستخدام العنف المفرط ضد متظاهري بلدية بروك دورف الألمانية، الرافضين إنشاء محطة للطاقة النووية، وتم الهجوم عليهم أثناء اعتصامهم السلمي بأرض المشروع، واعتقل الآلاف.

لم تخرج الكتلة السوداء من ألمانيا في البداية إلا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1989 في مظاهرات أمام البنتاجون في يوم الأرض وضد سياسات حرب الخليج، وقد أدخلها نشطاء اللاسلطوية الأناركية بأمريكا الشمالية، ونظموا عددا من الاحتجاجات وأحدثوا تلفيات في عدد كبير من المنشآت الخاصة لأشهر العلامات التجارية مثل جاب للملابس، وستاربكس للمقاهي، وعدد من المحال التجارية الضخمة بمدينة سياتل، وذلك خلال المظاهرات المناهضة لمنظمة التجارة العالمية عام 1999.

وعقب ذلك وصلت حركة الكتلة السوداء إلى أماكن عديدة في العالم، أبرزها لندن، حيث تظاهر عدد من أعضاء البلاك بلوك في لندن عام 2000 ضد سياسة التقشف.