نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية الخميس تقريراً اعده اربعة من مراسليها هم جيمس هايدر، ومايكل ايفانز، ونك بلانفورد وديبورا هينز عن تفكير الولايات المتحدة حالياً في خيارات عسكرية قد تتبناها مع حلفائها في سوريا بينما يطالب اعضاء الجيش السوري الحر بتسليحهم وبفرض قطاعات حظر طيران لحماية المدنيين. وهنا نص التقرير: "تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها إمكانية تقديم مساعدة عسكرية للثوار السوريين، بعد أن استخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضد خطة عرضت أمام الأمم المتحدة لإنهاء حملة القمع الوحشية التي يشنها نظام بشار الأسد.
وأخبر مسؤول أميركي صحيفة "ذي تايمز" أن البنتاغون أعد خطط طوارئ من أجل تحرك ممكن دعما للمعارضة. وتشمل الخيارات تسليح الثوار وإقامة ممر إنساني لحماية المدنيين.
وقال مسؤولون أميركيون إنهم "يفكرون في آفاق" الخيارات العسكرية، لكنهم اصروا على أن الخطط ما تزال "نظرية". وقال مصدر في مقر الحكومة االبريطانية إن الجيش البريطاني "يراقب ويقيم" الوضع في سوريا، لكنه لم يذهب بعيدا إلى حد تخطيط محدد للطوارئ. "وهذا المتطلب سيتحدد من خلال الوضع السياسي".
وفي إيجاز أمام المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية يوم الاثنين الماضي قال البريغادير بن باري، الزميل في مؤسسسة "الحرب الأرضية"، إن الأولويات العسكرية يجب أن تكون توفير معدات الاتصال للجيش السوري الحر والمعارضة الأوسع نطاقا. وعلى قائمة الجيش السوري الحر هناك أيضا مناظير الرؤية الليلية ودروع الأجسام والتجهيزات الطبية.
وتقول المصادر إن قطر قدمت 3 آلاف من الهواتف العاملة عبر الأقمار الاصطناعية للمعارضة السورية، وتفكر في تزويد الجيش الحر بصواريخ أوروبية مضادة للدبابات من طراز "ميلان"، بالإضافة إلى اجهزة الرؤية الليلية. وبدأت السعودية أيضا في تقديم الدعم المالي للمعارضة، وفقا لما ذكره معارضون سوريون.
وأخبر الشيخ زهير عباسي، وهو إسلامي سوري يعمل كذلك منسقا مشاركا للجيش السوري الحر، صحيفة "ذي تايمز" أن الجيش الحر يطالب بمناطق حظر للطيران يمكن لقواته أن تعمل فيها بأمان. واضاف :"إذا حصلنا على هذين الأمرين، فإن معظم افراد الجيش النظامي سينشقون وينضمون إلينا. ونحن لا نطالب الغرب بالتدخل ولكن بأن يوفر لنا السلاح. ونستطيع نحن أن نقوم بالباقي".
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" ، فإن 55 في المائة من البريطانيين يعارضون تسليح الثوار السوريين، بينما يفضل60 في المائة منهم منطقة حظر طيران على النمط الليبي.
وقصفت القوات النظامية السورية مدينة حمص لليوم الخامس على التوالي، ما أسفر عن قتل حوالي 100 شخص، على الرغم من تأكيد الأسد لروسيا أنه راغب في بحث شروط السلام.
ويبدو الصراع بشكل متزايد كحرب إقليمية. اذ ان أيران تدعم نظام الأسد العلوي، بينما خصومها الألداء، السعودية وقطر ألقوا بثقلهم وراء الغالبية السنية التي تعارضه. بل إن قطر طالبت بقوات أجنبية يتم نشرها داخل سوريا.
في العراق يخشى السياسيون أن يمتد عدم الاستقرار خارج الحدود السورية، ويتحول إلى صراع بين الكتلة السنية الناشئة بعد ثورات الربيع العربي، وكتلة شيعية تقودها إيران، من أجل السيطرة على المنطقة.
وقال أندرو تابلر، وهو خبير في الشأن السوري في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى:"هناك خطر ان يتحول الصراع في سوريا إلى حرب بالوكالة. وقد سار بالفعل في هذا الاتجاه".
وأضاف: "أعتقد انكم سترون الآن دولتين مختلفتين في المنطقة تراهنان على الجيش السوري الحر. وبدأت الأسلحة تتدفق من لبنان. وسترون الآن المزيد آتياً من الاردن ومن تركيا ومن العراق ومن روسيا. الجميع سيبدأون في العمل وسط هذه البيئة".
ومع دعم روسيا والصين لتظام الأسد، فإن الولايات المتحدة والغرب- ويشمل ذلك تركيا، وهي قوة إقليمية كبرى- تدعم الثوار، ويمكن ان تكون للصراع أصداء شبيهة بحرب باردة. وحذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الغرب من التدخل مع أن روسيا هي المزود الرئيسي لسوريا بالسلاح.
وستلعب تركيا دورا مهماً في أي تدخل. وقال رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، وهو حليف سابق للأسد ويعتبر نفسه حاميا إقليميا للسنة المضطهدين، إنه سيعقد مؤتمرا دوليا "بأسرع ما يمكن" لبحث الوضع بعد "المأساة" في الأمم المتحدة. وقال وزير خارجيته أحمد داود أوغلو إنه يأمل بأن لا يتطلب الأمر تدخلا، لكنه لم يستبعد ذلك.
ولكن ومع تشظي المعارضة والتداخل السكاني بين السنة والعلويين والمسيحيين والأكراد، وحدود سوريا مع كل النقاط الساخنة في الشرق الأوسط، تبدو على سوريا سمات "مستنقع" واضحة في كل أرجائها.
في غضون ذلك تحاول الأمم المتحدة إحياء مهمة المراقبين التي انهارت الشهر الماضي وتشتت أفرادها. وقال الأمين العام للمنظمة بان كي مون الليلة الماضية إن الجامعة العربية، التي أدارت المهمة الفاشلة، قد طلبت منه إعادتها من جديد.