التدخل الاميركي والاثيوبي في الصومال خلق تربة خصبة لعمليات المتشددين

تاريخ النشر: 11 فبراير 2007 - 11:25 GMT
تشير تقارير متطابقة الى ان النصر الذي زعم الجيش الاثيوبي تحقيقه في الصومال قد يقود الى حرب عصابات يدفع دول الجوار للمشاركة فيه عبر اعوانها في هذا البلد الضعيف امنيا ومن المرجح ان يشارك حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوربي ايضا بما يجري في هذا البلد

وتؤكد معلومات غربية ان المحاكم الاسلامية التي فقدت مساحات جغرافية واسعة كانت تسيطر عليها ما تزال تحتفظ بقوتها العسكرية وانها ستنتقل الان من جيش منظم الى عصابات ومليشيات وتعاود القتال في عدة مناطق وهذا الامر سيزيد من تفكك الصومال الغارق بالحرب الاهلية منذ عقود وسيسمح لدول اخرى مجاورة او احلاف من التدخل في الوضع الامني والعسكري

ويعزز هذا الاعتقاد الوضع ما تعانيه حكومة عبدالله يوسف من ضعف لا يسمح لها بالسيطرة على امتار قليلة من مساحة البلاد او حتى من العاصمة مقديشو

وتقول تقارير انه كلما طالت المدة التي سيبقى فيها الجيش الاثيوبي منتشرا في عدة مناطق في الصومال فان ذلك زيد من فرص اندلاع حربا اهلية مجددا في الوقت الذي تفتقد اديس ابابا للقوة العسكرية والاقتصادية اللازمة لفرض سيطرتها على الصومال او ادارة دفة الامور فيه

والامر الذي يزيد الطين بله حسب المراقبون هو افتقاد منطقة القرن الافريقي الى دولة محورية لها سمعتها الدولية وقوتها العسكرية والاقتصادية اللازمة للاشراف على حوار او وساطة سيما في ظل اعلان المحاكم نيتها التصعيد ضد الاثيوبيين

والامر الخطير هو التدخل الاميركي المباشر من خلال الغارات الجوية التي ازهقت ارواح مئات الابرياء ولم تكتف واشنطن بغاراتها الجوية بل امتدت لانزال قواتها البحرية على شواطئ هذا البلد وهو ما اجج مشاعر العداء الموجود اصلا نتيجة التدخل الاثيوبي ضد الوجود الغربي والتدخل الاجنبي

ومثل هذه التطورات ستدفع بالعقول المتشددة والمتطرفة في افريقيا والشرق الاوسط لاعلان حربا جديدة ضد القوات الاميركية التي خلقت هذا المبرر من خلال تدخلها في الصومال وهو ما سيدفع الى اشتعال المنطقة مع المتطرفين الذين وجدوا تربة خصبة لعملياتهم ضد دول المنطقة