قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان بعثة المراقبة العربية تساعد على تخفيف حملة القمع العنيفة لاحتجاجات مناهضة للحكومة في سوريا لكن نشطاء قالوا ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد استغلت فريق المراقبين.
وقال العربي ان الجيش السوري سحب كل المظاهر المسلحة من المناطق السكنية وانه موجود على مشارف المدن لكن أصداء الاعيرة النارية ظلت تتردد وما زال القناصة يمثلون تهديدا.
وقال العربي في القاهرة يوم الاثنين "نعم هناك اطلاق نار..اخر تقرير تليفوني ..هناك اطلاق نار..اطلاق نار من أماكن مختلفة بحيث من الصعب القول من اطلق النار على من." وتابع "قناصة نعم هناك قناصة ونرجو أن تختفي هذه المظاهر كلها."
وطالب العربي الحكومة السورية بالالتزام الكامل بما وعدت به.
و قالت مصادر بجامعة الدول العربية يوم الثلاثاء ان لجنة لوزراء الخارجية العرب ستجتمع يوم السبت لمناقشة تقرير أولي من بعثة المراقبين.
وأفادت المصادر أن الاجتماع سيعقد بحضور نبيل العربي ووزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وقطر وسلطنة عمان.
وقال نشطاء ان 12 شخصا على الاقل قتلوا في انحاء البلاد يوم الاثنين. وقالت لجان التنسيق المحلية للانتفاضة السورية ان مراقبي الجامعة غير قادرين على انهاء العنف أو التوصل الى تقييم مستقل لاسبابه.
وقالت لجان التنسيق المحلية في رد على العربي "وقعت الجامعة العربية في فخ البروتوكول الذي يلزم مراقبي البعثة النظر بمنظور النظام والتحرك بعلمه وارادته ما أفقدهم ارادة وقدرة العمل والتحرك المستقلين والحياديين."
وأضاف البيان "اخفاء جنود وضباط الجيش في زي رجال الشرطة وتمويه آلياته بالطلاء وتغيير اماكن تمركزها في المدن والاحياء لا يعني سحبا للجيش والياته ولا يعني التزاما من النظام ببنود البروتوكول."
ومن ناحية أخرى قالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان مجموعة "ارهابية مسلحة" فجرت خطا للغاز يغذي محطتين لتوليد الكهرباء في وسط سوريا.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت عند الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم (الثلاثاء) في عملية تخريبية خط الغاز القادم من حقول المنطقة الوسطى المار بالقرب من مدينة الرستن والذي يغذي محطتي الزارة والزيزون لتوليد الطاقة الكهربائية وذلك عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى الى حدوث انفجار واشتعال النار في الخط بنقطة التفجير."
ونقلت سانا عن مصدر مسؤول في وزارة النفط قوله ان الهجوم وهو الرابع من نوعه على خط أنابيب الغاز منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد في مارس اذار الماضي "أدى الى فقدان 400 ميجاوات ساعة من الشبكة العامة نتيجة خروج محطة زيزون من الخدمة في حين يجري الان العمل على ايصال الغاز الى محطة الزارة عبر خطوط بديلة أو تشغيلها باستخدام مادة الفيول."
وخيم انشقاق عناصر من الجيش على المظاهرات السلمية وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان منشقين احتجزوا عشرات من افراد قوات الامن من خلال السيطرة على نقطتي تفتيش يوم الاثنين.
وأضاف المرصد أن منشقين عن الجيش اشتبكوا مع قوات الامن عند نقطة تفتيش ثالثة مما أسفر عن مقتل واصابة عدد غير محدد من القوات الموالية للاسد.
وتدعو خطة جامعة الدول العربية لتهدئة العنف في سوريا الى سحب القوات والدبابات من الشوارع والافراج عن المحتجزين واجراء محادثات مع المعارضة.
وقال العربي ان المراقبين توصلوا الى الافراج عن 3484 سجينا ونجحوا في توصيل الامدادات الغذائية الى حمص وهي من اكثر المناطق تضررا من حملات القمع. ومضى يقول "اعطوا بعثة المراقبين الفرصة ليثبتوا وجودهم على الارض."
لكن الكثير من نشطاء المعارضة السورية يتشككون في أن المهمة يمكن أن تمارس ضغطا حقيقيا على الاسد لوقف العنف.
ودعا يوم الاحد البرلمان العربي المؤلف من 88 عضوا من وفود الدول الاعضاء في الجامعة المراقبين الى الانسحاب من سوريا قائلين ان مهمتهم توفر ستارا لاستمرار العنف والانتهاكات التي تمارسها الحكومة السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان خمسة قتلوا بالنيران يوم الاثنين في حمص كما تم تسليم جثتي شخصين اخرين الى ذويهما.
وأضاف أن خمسة اخرين قتلوا في محافظة دمشق واثنين اخرين قتلا بالرصاص في ادلب.
وقال كنان الشامي وهو عضو في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية من دمشق ان الناس يخوضون مخاطرة هائلة للتجمع في المدن التي من المتوقع أن يزورها المراقبون العرب على أمل التحدث اليهم.
وقال الشامي ان الناس توقعوا وصولهم في درعا في رأس السنة الجديدة وان الالاف توجهوا الى الساحة الرئيسية رافعين علم "الاستقلال" وتجمعوا حول الساحة. وأضاف أن قوات الامن أطلقت عليهم الرصاص وقتلت اثنين من المحتجين.
وأضافت أن الناس يحاولون أن يظهروا للمراقبين القمع ويعرضون أرواحهم للخطر للقائهم لانه في كل مكان يذهب اليه المراقبون يكونون محاطين بالامن. وقال انه الى جانب الاعتقال والضرب أو القتل يمكن أن يواجهوا اتهامات لا حصر لها بالخيانة والاتصال بقوى اجنبية.
لكن عصام اسحق وهو عضو رفيع في المجلس الوطني السوري وهو الكيان المعارض الرئيسي قال انه لابد من امهال المراقبين فرصة. ومضى يقول ان وجودهم يساعد اكثر على التغلب على الخوف ويشجع على اتساع نطاق الاحتجاجات.
وجاءت الهجمات على نقاط التفتيش العسكرية بعد ثلاثة أيام من قول الجيش السوري الحر المناهض للحكومة انه أمر مقاتليه بوقف العمليات الهجومية بينما يحاول ترتيب لقاء مع وفود الجامعة العربية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري ان عملية يوم الاثنين وقعت في محافظة ادلب شمالا. ولم يتضح على الفور عدد من قتلهم المنشقون أو اعتقلوهم.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان مسلحين قتلوا عاملة في مدرسة بمدينة حماة بعد ثلاثة أيام من احتجازها بعد أن رفض زوجها الذي يعمل في المدرسة ذاتها مطالبهم بأن يترك وظيفته.
وقالت أيضا الوكالة ان صحفيا يعمل في الاذاعة الحكومية لقي حتفه يوم الاثنين متأثرا بجراح أصيب بها عندما أطلق عليه مسلحون الرصاص قبل عدة أيام في داريا بمحافظة دمشق.