اعلنت الجزائر الثلاثاء، السيطرة على معظم الحرائق التي اندلعت مؤخرا في شمال وشرق البلاد وخلفت دمارا هائلا فضلا عن تسببها في مقتل 34 شخصا.
وقال مسؤول الإعلام في الحماية المدنية كريم بلحفسي انه لم يتبق سوى 15 من اصل 97 حريقا تم الاعلان عنها، وذلك حتى الساعة الثامنة والنصف من صباح الثلاثاء بحسب التوقيت المحلي.
واشار بلحفسي الى ان اثنين من بين تلك الحرائق لا يزالان مستعرين في بجاية، الولاية الأكثر تضررًا من موجة الحرائق الاخيرة.
وتوقع المسؤول الحماية المدنية السيطرة قريبا على كافة الحرائق التي شهدتها 15 ولاية في البلاد، لا سيما البويرة وججل اللتين ادت حرائق واسعة ومدمرة فيهما الى مقتل عشرات الاشخاص خلال العامين الماضيين.
ومن بين القتلى في الحرائق الاخيرة عشرة جنود قالت وزارة الدفاع الجزائرية انهم حوصروا برفقة سكان قرى في بني كسيلة بمنطقة بجاية. واصيب كذلك عدد لم يتم حصره بعد من الاشخاص، وصفت حالة بعضهم بانها خطيرة.
وتسببت السنة اللهب في تدمير منتجعات سياحية ساحلية، فيما تم اخلاء المئات من قرى زحفت اليها النيران في منطقة القبائل الجبلية المحاطة بغابات كثيفة.
موجة طويلة
وصلت الحرارة في منطقة القبائل الاثنين الى 48 درجة في ظل موجة الحر الطويلة التي ضربت انحاء البلاد وادت على جفاف الاشجار ومجمل الغطاء النباتي ما ادى الى خلق بيئة مواتية لاندلاع النيران التي راحت تتغذى على الرياح العاتية.
وشهد موسم الحرائق الذي شهدته مناطق شمال الجزائر عام 2021، اكبر حصيلة للضحايا خلال عقود والذين بلغ عددهم 90 قتيلا، كان عدد كبير منهم قد قضوا نحبهم في منطقة القبائل.
وتشارك طائرات ومروحيات كثير منها مستأجر في جهود اخماد الحرائق الى جانب جيش يبلغ تعداده ثمانية الاف من عناصر الحماية المدنية اضافة الى 525 شاحنة ومركبة من مختلف الاحجام.
وفيما فتحت النيابة تحقيقات أولية لمعرفة اسباب الحرائق وما اذا كان هناك فاعلون وراءها، فقد دعت السلطات المواطنين للابتعاد عن المناطق المتضررة وابلاغها عن اية حرائق عبر ارقام طوارئ مجانية.
وعاما بعد اخرى، تتفاقم ظاهرة حرائق الغابات في الجزائر جراء الحفاف وموجات الحر التي يقول خبراء انها ناجمة اساسا عن تغير المناخ.
ومستفيدة من تجربة الحرائق المدمرة التي اجتاحت البلاد خلال العامين الماضيين، بادرت السلطة الى تعبئة مواردها مبكرا هذا الصيف، وقامت بشراء المزيد من طائرات مكافحة الحرائق التي تعد اساسية لمكافحة النيران في المناطق الوعرة والتي لا يمكن الوصول اليها بالسيارات وانواع المركبات الارضية الاخرى.
