الجنس مقابل الطعام.. منظمة العفو تكشف "فظائع" مراكز الاحتجاز في ليبيا !

تاريخ النشر: 15 يوليو 2021 - 07:13 GMT
ارشيف

البوابة- خاص

"قال الضحايا إن الحراس اغتصبوا النساء وعرّضوهن للعنف الجنسي، بما في ذلك بإرغامهن على ممارسة الجنس مقابل الطعام أو حريتهن".

كشف تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر الخميس، عما وصفه ب"الانتهاكات المروعة" التي يتعرض لها مهاجرون غير شرعيين في مراكز الاحتجاز في ليبيا، ومن بينها اغتصاب النساء المهاجرات و"ارغامهن ممارسة الجنس مقابل الطعام أو حريتهن".

وقالت المنظمة في تقريرها أن "الانتهاكات المرتكبة طوال عقد من الزمن بحق اللاجئين والمهاجرين استمرت بلا انقطاع في مراكز الاحتجاز الليبية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021 برغم الوعود المتكررة بمعالجتها".

التقرير الذي تناول احوال مهاجرين تم اعتراضهم في البحر الأبيض المتوسط من قبل حرس السواحل الليبي الممول من الاتحاد الأوروبي، ونُلقوا إلى ليبيا في عامي 2020 و2021، يصف تدهور الأوضاع في مراكز الاحتجاز على الرغم من وضعها مؤخرا تحت سيطرة وزارة الداخلية الليبية.

- "تواطؤ مشين مع ليبيا" -

وندد تقرير المنظمة الذي جاء تحت عنوان: "لن يبحث عنك أحد: المعادون قسراً من البحر إلى الاحتجاز التعسفي في ليبيا"،  بما وصفه ب"التواطؤ المستمر للدول الاوروبية" التي قال انها "تواصل على نحو مشين تمكين حرس السواحل الليبي ومساعدته على أسر الأشخاص في عرض البحر وإعادتهم قسراً إلى جحيم الاحتجاز في ليبيا".

""حرس السواجل الليبي
حرس السواحل الليبي ممول من الاتحاد الاوروبي

 

وقال ان الدول الاوروبية تقدم على ذلك "برغم معرفتها التامة بالأهوال" التي سيتعرّض لها المهاجرون، ودعاها الى "وقف تعاونها مع ليبيا بشأن مراقبة الهجرة والحدود". 

وسيناقش البرلمان الإيطالي هذا الأسبوع استمرار تقديم المساندة والموارد العسكرية إلى حرس الحدود الليبي.

ويورد التقرير تجارب 53 لاجئاً ومهاجراً من دول مثل نيجيريا والصومال وسوريا، ولا يزال معظمهم في ليبيا، حيث تمكنوا من الفرار من المعسكرات أو من الوصول إلى الهواتف، وتتراوح اعمارهم بين 15 و50 عاما.

وتحدث التقرير خصوصا عن موقع غير رسمي كان يخضع لإحدى الميليشيات. قبل ان تدمجه السلطات الليبية في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتطلق عليه اسم "مركز التجميع والعودة" في طرابلس، والذي يعرف بتسمية غير رسمية هي المباني. 

وقال انه في النصف الأول من عام 2021، أعيد أكثر من 7000 شخص قسراً إلى مركز المباني ممن تم اعتراض سبيلهم في عرض البحر. 

- "تريدين مياها عذبة؟" -

واضاف ان المحتجَزين هناك ابلغوا منظمة العفو أنهم "واجهوا التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأوضاع الاحتجاز القاسية واللاإنسانية، والابتزاز، والعمالة القسرية، كذلك ذكر بعضهم أنهم تعرضوا لعمليات تفتيش تضمنت تجريدهم من ملابسهم وانتهكت خصوصياتهم، واتسمت بالإذلال، والعنف".

""امرأتين شابتين حاولتا الانتحار في مركز الزاوية نتيجة لهذه الانتهاكات.
"مهاجرتان شابتان حاولتا الانتحار في مركز الزاوية نتيجة للانتهاكات"

 

وينقل التقرير كذلك شهادات لمحتجزين سابقين في مركز شارع الزاوية في طرابلس، هو مرفق كانت تديره أيضاً ميليشيات غير تابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وأُتبع حديثاً بالجهاز وخُصص للأشخاص المعرضين للانتهاكات. 

وفي شهاداتهم يروي المحتجزون كيف ان "الحراس اغتصبوا النساء، وأُرغمت بعضهن على ممارسة الجنس مقابل الإفراج عنهن أو حصولهن على أشياء ضرورية مثل الماء النظيف". 

وقالت امرأة للمنظمة إن حارسا بالمركز راودها قائلا “ربما تريدين مياها عذبة وأسرّة… دعيني أمارس الجنس معك حتى أتمكن من تحريرك”.

وهي واحدة من أشخاص عدة قالوا إن الحراس اغتصبوا النساء أو أجبروهن على ممارسة الجنس مقابل إطلاق سراحهن أو حصولهن على الماء النظيف.

وقالت لاحئة إنها "تعرضت للضرب المبّرح بسبب رفضها الاستجابة لطلب من هذا القبيل: قلت لا [للحارس]. استخدم بندقية لدفعي إلى الخلف. واستخدم حذاءً عسكرياً جلدياً ... [لركلي] على خاصرتي".

وأشار تقرير منظمة العفو الى ان امرأتين شابتين حاولتا الانتحار في مركز الزاوية نتيجة لهذه الانتهاكات.

- إفلات من العقاب ومكافأة -

ولفت التقرير الى ان هناك أنماطاً مشابهة لهذه الانتهاكات "من بينها عمليات الضرب المبّرح، والعنف الجنسي، والابتزاز، والعمالة القسرية، والأوضاع اللاإنسانية في سبعة مراكز تابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا". 

""مراكز الاحتجاز في ليبيا
"كامل شبكة مراكز الاحتجاز الليبية المرتبطة بالهجرة غاية في السوء، ويجب تفكيكها"

 

وقالت منظمة العفو انها وثقت احداثا وقعت في مركز المباني ومركزين آخرين تابعين لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية من بينها "الاستخدام غير المشروع للقوة المميتة عندما أطلق الحراس وغيرهم من الرجال المسلحين النار على المحتجَزين، فتسببوا بوقوع قتلى وجرحى".

وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، ان "السلطات الليبية (كافأت) أولئك الذين يُشتبه على نحو معقول بارتكابهم هذه الانتهاكات بمناصب في السلطة وبرتب أعلى، ما يعني أن ثمة خطراً في أن نشهد استنساخ الأهوال نفسها مرة تلو الأخرى". 

واضافت إن "كامل شبكة مراكز الاحتجاز الليبية المرتبطة بالهجرة غاية في السوء، ويجب تفكيكها. وينبغي على السلطات الليبية إغلاق كافة مرافق الاحتجاز المرتبطة بالهجرة فوراً، والكف عن احتجاز اللاجئين والمهاجرين".