"مصنع النار"، هو اسم نموذج ذكاء اصطناعي كشف تقرير لوكالة بلومبيرغ الاحد، عن ان الجيش الاسرائيلي بات يسخره خلال عملياته العسكرية التي تكثفت خلال الاشهر الاخيرة داخل المدن والتجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين عسكريين اسرائيليين ان نموذج "Fire Factory" يمكنه معالجة كميات هائلة من البيانات لاختيار اهداف الضربات الجوية فضلا عن تنظيم الشؤون اللوجستية خلال العمليات.
واضاف المسؤولون ان الجيش الاسرائيلي يستخدم النموذج الى جانب نظام توصية بالذكاء الاصطناعي، بهدف تنسيق عمل الاف الطائرات والمسيرات واقتراح اولويات وجداول زمنية، وحتى كميات الذخائر اثناء الافتحامات التي تستهدف التجمعات الفلسطينية.
وقال مسؤول في الجيش الاسرائيلي ان كلا النظامين يخضع لإشراف مشغلين بشريين يقومون بمراجعة الأهداف واعطاء الموافقة لخطط الضربات الجوية،
وتعتمد تكنولوجيا هذه الانظمة على تحليل كميات هائلة من الصور الملتقطة من الطائرات وكاميرات المراقبة، والأقمار الاصطناعية، فضلا عن الاشارات والاتصالات المعترضة عبر الانترنت والمعلومات الاستخبارية.
وبينما يحذر خبراء من عواقب الاعتماد على هذه التكنولوجيا التي لا تزال غير خاضعة لأي تنظيم على المستويين الحكومي والدولي، لكن الجيش الاسرائيلي يرى ان الخوارزميات المتقدمة التي قد تتجاوز القدرات البشرية يمكن أن تساعده في تقليل الخسائر البشرية سواء في صفوفه او صفوف المدنيين.
وهذه الانظمة التي لا تزال تفاصيلها سرية الى حد بعيد هي مصممة في الاصل للحروب الشاملة.
وفي اشادة واضحة باعتماد هذه التكنولوجيا، قال رئيس سابق لوحدة التحول الرقمي في الجيش الإسرائيلي، ان العمليات التي كان التخطيط لها يتطلب ساعات في السابق، اصبح بالامكان الحصول عليها ومراجعتها بشريا في دقائق.
وقالت بلوبيرغ ان التصريحات الاخيرة لقادة الجيش الاسرائيلي تشير الى انهم باتوا يمتلكون خبرة واسعة في استخدام مثل تلك الانظمة، واليت جرت الاستعانة بها بصورة متكررة خلال الغارات على قطاع غزة والمداهمات في الضفة.
ويسعى الجيش الاسرائيلي الى تكريس نفسه كقوة رائدة عالميا في مجال الاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي، والتي توسع كثيرا في توظيفها خلال الاعوام القليلة الماضية، متخذا من الاراضي الفلسطينية حقلا للتجارب والتدريبات عليها.
