الحركات الانفصالية تهدد الامن الدولي

تاريخ النشر: 10 فبراير 2007 - 11:36 GMT
نتيجة لضغوط او توجهات ومصالح معينة تغفل وسائل الاعلام تطورات مهمة في نواحي متعددة في العالم تتعلق على وجه الخصوص بالحرب على الارهاب وهي الذريعة التي باتت الولايات المتحدة تتخذها لتنفيذ مصالحها وعلى الاقل لتحييز طرف غير راضية عنه بعد توجيه له تهمة الارهاب

فالارهاب الدولي والصعود الى التطرف والانفصال موجود في عدة بقاع في العالم وخاصة الساحة الاكثر اشتعالا في العراق حيث بدأ تنظيم القاعدة المتطرف مساعيه لفرض ما يسمى دولة الخلافة وامارة العراق وقد انتشرت الشعارات واللافتات في عدة مناطق سنية (تبشر) بهذه الخطوة كذلك يوجد نوايا للانفصال في منطقة القوقاز الشمالي والشيشان وهي ليست وليدة اليوم بل موجودة منذ سنوات وتسعى للاستقلال عن روسيا بدعم من الولايات المتحدة التي تسعى لتعويض نقص النفط لديها من بحر قزوين واصبحت هذه الخطوة جدية بعد سيطرتها على افغانستان.

الى جانب العديد من الحركات والتنظيمات التي تهدد الاستقرار والامن العالميين، حيث ان صعود الرديكاليين والمتشددين يدفع الى عدم الاستقرار في المنطقة الذي تضاف الى مطبات اقتصادية خطيرة ستشهدها هذه المناطق زيادة على توسيع شرخ الطائفية كما يجري في العراق والعلاقات المتوترة بين السنة والشيعة والعرب والاكراد حيث ان التطرف الديني يهدد هذا البلد تهديدا حقيقيا بالانقسام الى ثلاثة اجزاء، وعندما كانت الزعامات العراقية تنفي وجود نوايا للتقسيم كانت الاف الاسر العربية تهجر من المناطق الكردية وكركوك والالاف من العائلات تهجر بيوتها تحت قوة السلاح من المناطق الجنوبية حيث الغالبية الشيعية

وعلى كل حال يوجد في باكستان ايضا ظرفا مماثلا وان كان مضبوطا باتجاه السلم بدرجة اكثر حيث المشاكل مع البشتون والبيلوجستان مستمرة وفي العربية السعودية واجه النظام الحاكم مشاكل صعبة للغاية مع مجموعات الانفصاليين في البلاد خاصة في المناطق الشرقية حيث يقطن الشيعة

السودان ليس غائبا بدوره عن الصراع الداخلي ووضع مبدئيا خطوطا لعدم تجاوز التقسيم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تريد اقامة دولة في الجنود والامر كذلك في الغرب حيث المشاكل في دارفور

وينسحب نفس السيناريو على لبنان واليمن واندونيسيا وتركيا وافغانستان.

وعلى الرغم من ان الدول العربية والاسلامية تنظر بعين القلق لمواطن الارهاب وآثاره الا ان بؤرا كثيرة ينتشر فيها الارهاب باشكال متعددة لكنها في النهاية تنصاع للتصنيف الاميركي مهما كان الوضع الحقيقي للاطراف الواقعة تحت التصنيف سواءا ارهابيا حقيقيا ام لا لذلك اغفلت معارك مهمة كثيرة فيما وجهت قوتها لاخرى لم تكن تشكل ذلك الخطر الذي يهدد الامن الداخلي لها مثل الوضع في تركيا واليمن والحرب في الشيشان وفي هذه المنقطة كانت منظمات غير حكومية مدفوعة من واشنطن تعتبر ان ما يجري في القوقاز غير خاضع للحرب على الارهاب وان المقاتلين من اجل الحرية والانفصال علما ان غالبية المقاتلين في الشيشان هم من الاجانب وعناصر في القاعدة تماما مثل القاعدة في العراق وافغانستان لكن المصالح تقتضي بعدم وضع المعركة هناك في سياق الحرب على الارهاب والواضح ان عرقلة ادراج ما يجري هناك يعرقل المساعي التي تدفع لتحديد اطراف الارهاب الحقيقي ويؤدي الى تشجيع الراديكالية والتطرف والانقسام الذي يصيب الدور الاسلامي في العالم في العمق حيث ان حاجة الدول الاسلامية للدور الروسي تصب في عدة اتجاهات وهي الدولة المحورية في العالم ومجلس الامن واللجنة الرباعية الخاصة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي