جلس أعضاء وفدي الحكومة والمعارضة في اللجنة قبالة بعضهم البعض بوجوه جامدة في قاعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة الخاص جير بيدرسن ودعم من قوى عالمية.
نددت الحكومة السورية بما وصفته بأنه احتلال لأراضيها في حين طالبت المعارضة بالعدالة والسلام يوم الأربعاء مع بدء أعمال لجنة تدعمها الأمم المتحدة شٌكّلت لتحقيق مصالحة سياسية تنهي الحرب المستمرة منذ سنوات.
ويمثل اجتماع اللجنة الدستورية، المؤلفة من أعضاء من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، خطوة أولى فيما تقول الأمم المتحدة إنه طريق طويل نحو التوافق السياسي.
لكن خبراء يشككون بشدة فيما إذا كانت حكومة الرئيس بشار الأسد ستكون مستعدة لتقديم الكثير من التنازلات خلال المفاوضات بعدما عززت سيطرتها العسكرية على الأرض.
وانتقد أحمد الكزبري الرئيس المشارك للجنة من جانب الحكومة، في تصريحات خلال المراسم الافتتاحية، "الإرهاب" وأشاد بالجيش السوري و"تضحياته وبطولاته".
وأضاف أن "أي وجود لقوات محتلة على أرضنا وسطو على موارد بلدنا واستمرار في فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب من شأنه أن يهدد المسار السياسي برمته بالإضافة إلى تعارضه مع الشرعية الدولية".
وقال هادي البحرة الرئيس المشارك للجنة من المعارضة إن حجم الدمار في سوريا بلغ 65 في المئة، مضيفا أنه "آن الأوان كي نؤمن بأن النصر في سوريا هو كل شيء عن تحقيق العدالة وكسب السلام وليس الفوز في الحرب".
وجلس أعضاء وفدي الحكومة والمعارضة قبالة بعضهم البعض بوجوه جامدة في قاعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة الخاص جير بيدرسن ودعم من قوى عالمية.
وتستهدف اللجنة التي تضم 150 عضوا تمهيد الطريق إلى إصلاح سياسي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة في سوريا حيث أودت الحرب بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وأجبرت الملايين على الفرار منذ مارس آذار 2011.
وتشارك كل من الحكومة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني بخمسين عضوا في اللجنة. ويتضمن كل وفد أكرادا لكن دون أي ممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية أو فصيلها الرئيسي وحدات حماية الشعب الكردية.
وهناك مجموعة فرعية من 45 عضوا مكلفة بصياغة دستور جديد أو تعديل دستور عام 2012.
وقال بيدرسن للمجتمعين "نحن أمام لحظة تاريخية". وأقر بأن جلوس الوفود معا في غرفة واحدة ليس سهلا، وقال إن "الطريق أمامنا لن يكون سهلا".
وأضاف "مجرد وجودكم هنا اليوم، وأنكم جلستم سويا وجها لوجه مستعدين لبدء الحوار والمفاوضات هو في اعتقادي دليل قوي على أن هناك أملا للسوريين في كل مكان، في داخل وخارج سوريا".
ولم يصافح رئيسا اللجنة بعضهما في نهاية المراسم التي استمرت 45 دقيقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء بعد لقائه بنظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والروسي سيرجي لافروف في المدينة السويسرية "إنها فقط بداية عملية صعبة جدا ستمثل إدارتها تحديا كبيرا".
وأضاف "يجب أن تكون (اللجنة) ملكا للسوريين وبقيادة السوريين، يجب أن تكون صالحة ويعتبرها الشعب السوري كذلك".
وقال البحرة لرويترز ردا على سؤال عن الأكراد إنه يعتقد أن هناك تمثيلا جيدا بشكل عام لكل أطياف الشعب السوري في اللجنة.
وانضمت تركيا، التي تدعم مقاتلين من المعارضة السورية، إلى إيران وروسيا، الداعمتين الرئيسيتين للأسد، في نسب الفضل لنفسها في المبادرة.