اشترط المتمردون الحوثيون في اليمن الاربعاء، صرف رواتب الموظفين الحكوميين المتوقفة منذ سنوات لقبول تمديد الهدنة في البلاد، فيما حذر مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ من "خطر حقيقي لتجدد الحرب".
وقال مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين خلال لقائه غروندبرغ الذي وصل الى صنعاء في زيارة غير معلنة، إن "صرف مرتبات كافة موظفي الدولة ومعاشات المتقاعدين مطلب أساسي للشعب اليمني، وإذا لم يتحقق ذلك وتتحسن مزايا الهدنة فلن نقبل بتجديدها".
وهناك حوالي نصف مليون موظف رسمي في المناطق الخاضعة للحوثيين، ممن توقفت رواتبهم على مدى سنوةات جراء تداعيات الحرب وانقسام البنك المركزي.
ونقلت وكالة أنباء "سبأ" عن المشاط قوله أن "قبولنا للهدنة بهذه الطريقة يعتبر قبولاً باستمرار الحرب والحصار على شعبنا اليمني العزيز بطريقة أشرس من الحرب العسكرية".
ووصل المبعوث الأممي إلى صنعاء لعقد مباحثات مع قيادة الحوثي حول تمديد وتوسيع الهدنة، بعدما كان دعا الثلاثاء، في بيان أطراف الصراع في اليمن، إلى "تمديد وتوسيع الهدنة لفترة أطول".
وحذر غروندبرغ في البيان من "خطر حقيقي لتجدد الحرب في اليمن"، موضحا انه ناقش مقترح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة لفترة أطول "لمنح اليمنيين فرصة لإحراز تقدم في مجموعة واسعة من الأولويات".
واكد ان اليمن "في مفترق طرق حيث يبدو خطر العودة إلى الحرب حقيقي، وأحث الأطراف على اختيار بديل يمنح الأولوية لاحتياجات الشعب اليمني"، دون أن يقدم تفاصيل بشأن اقتراحه.
وجاء التحذير بعد لقاء غروندبرغ مع رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي المعترف به دوليا، في العاصمة السعودية الرياض، ومحمد عبد السلام، كبير مفاوضي جماعة "أنصار الله" الحوثية في العاصمة العمانية مسقط، بالإضافة إلى لقائه بمسؤولين سعوديين وعمانيين للضغط من أجل تمديد وقف إطلاق النار.
وتنتهي هدنة اليمن في 2 أكتوبر/ تشرين أأول المقبل، وسط مساع دولية وأممية لتمديدها وتوسيعها نحو سلام مستدام.، وتم تمديدها مرتين لمدة شهرين في كل منهما.
منذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
