شهد الرأي العام العالمي تحولات لافتة في التعامل مع القضية الفلسطينية نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، من بينها درجات عالية من الاحتجاج وصلت إلى داخل الحكومة البريطانية ذاتها وإلى قلب أحزاب بريطانية أدركت أنه لابد من وقف المذابح الإسرائيلية.
وصل الاحتجاج إلى ذورته في بريطانيا مع اعلان النائب المحافظ جرسبن بلانت ضرورة التحقيق في جرائم اسرائيلية استهدفت الاطفال والمدنيين ولم تحترم مناطق الايواء التي ترفع علم الأمم المتحدة.
وتحول شارع كينزينجتون أمام مبنى السفارة الاسرائيلية في لندن إلى ساحة مفتوحة يصل إليها الآلاف كل يوم للتظاهر والاحتجاج ومطالبة اسرائيل بإنهاء عملياتها في غزة.
وقد بدأت الحكومة نفسها تخرج عن صمتها وتطالب بوقف هذا العدوان في ظل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا. وهذ ما طالبت به جوستين جريننج وزيرة المساعدات الدولية، التي أعلنت عن تخصيص 15 مليون جنيه استرليني مساعدة انسانية لسكان غزة، وأكدت ضرورة استمرار الهدنة ووقف اطلاق النار وحماية المدنيين.
في هذا السياق، أعلنت وزيرة الدولة بالخارجية البريطانية سعيدة وارسي استقالتها من الحكومة، وقالت إنها "لم تعد قادرة على دعم" سياستها في غزة.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن وارسي كتبت على حسابها في تويتر صباح امس :"ببالغ الأسى، كتبت هذا الصباح لرئيس الوزراء وقدمت استقالتي. لم أعد قادرة على دعم سياسة الحكومة بشأن غزة".
على صعيد متصل، وبالتزامن مع دخول التهدئة الانسانية في قطاع غزة، بدأ عدد من الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في مستوطنات مناطق غلاف قطاع غزة.
ووفقاً لما نقلته صحيفة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية عن عدد من العائلات الإسرائيلية ممن يسكنون في غلاف غزة، فإنهم لا يأملون كثيراً في حكومتهم، ويقولون "إن الحكومة كذبت عليهم وإنهم لن يجدوا الأمان حين عودتهم لمنازلهم".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت امس عن اللواء احتياط السابق في جيش الاحتلال غيورا آيلند قوله إن حركة حماس نجحت في بناء جيش نوعي وقوي ومثير للانطباع، وذلك بسبب الدعم الجارف الذي تتمتع به في الشارع الفلسطيني، مؤكدا أن حركة حماس لم تهزم في هذه الحرب.
اقرأ أيضاً:
استقالة وزيرة دولة بريطانية بسبب سياسات الحكومة تجاه غزة
اسبانيا تجمد صادرات الاسلحة لاسرائيل واوباما يوافق على تمويل اضافي للقبة الحديدة