خبر عاجل

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لعقد اجتماع رفيع مع عدد من القادة العرب والمسلمين، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسبل التوصل ...

الرباعية تلتئم وسط انقسامات بشأن الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية

تاريخ النشر: 21 فبراير 2007 - 06:23 GMT

اعلنت بريطانيا وروسيا انهما تريدان من اللجنة الرباعية التي ستلتئم في برلين لاحقا الاربعاء، الاعتراف بحكومة الوحدة التي شكلتها حماس وفتح، وذلك بخلاف شريكتهما واشنطن التي تعارض مثل هذه الخطوة ما لم تعترف حماس باسرائيل.

وينعقد اجتماع الرباعية التي تضم ايضا الامم المتحدة، وسط ضغوط دولية عليها للاعتراف بحكومة الوحدة التي شكلتها حماس وفتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفرضت اللجنة الرباعية مقاطعة على حكومة حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الثاني/يناير 2006. وادى هذا الاجراء الى ازمة مالية واقتصادية حادة في الاراضي الفلسطينية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امام مجلس العموم (البرلمان) الاربعاء، ان "التعامل مع الوضع في فلسطين أيسر بكثير في حال وجود حكومة وحدة وطنية...امل أن نتمكن من احراز تقدم.. بما في ذلك حتى مع الاعضاء الكبار في حماس".

واضاف "أعتقد أن هناك احتمالات لاحراز تقدم وامل أن يصبح اطار عمل لدفع ذلك قدما أكثر وضوحا خلال الاسابيع القادمة."

ومن المقرر ان يلتقي بلير في لندن لاحقا الاربعاء، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيحاول كسب تأييده لاقناع واشنطن بقبول حكومة الوحدة.

ووصل عباس الى لندن الثلاثاء على ان يزور لاحقا فرنسا والمانيا لحث هذه الدول على اعطاء الحكومة المقبلة فرصة.

وقال مانويل هساسيان السفير الفلسطيني لدى لندن انه "اذا كانت هناك من دولة أوروبية يمكنها التأثير على الولايات المتحدة فستكون المملكة المتحدة.. بالوضع في الاعتبار حقيقة أن بلير صديق شخصي للرئيس (جورج) بوش".

وفي موقف مماثل للموقف البريطاني من حكومة الوحدة الفلسطينية، فقد اعلنت روسيا انها تريد من اللجنة الرباعية الاعتراف بهذه الحكومة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع صحيفة روسيسكايا جازيتا الحكومية اليومية نشرت الاربعاء، ان بلاده تريد من اللجنة الرباعية مساندة اتفاق الائتلاف بين عباس وحماس ورفع العقوبات الاقتصادية.

وتدفع روسيا باتجاه اقامة اتصالات مع حماس ورفع الحظر على المعونات، كما يميل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين اجتمعوا الاسبوع الماضي الى النظر الى اتفاق مكة باعتباره "نصف الكوب الممتليء وليس نصفه الفارغ".

وانبثقت هذه الحكومة عن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في مكة في الثامن من الجاري بين فتح وحماس.

تعنت اميركي

وعلى ما يبدو، فان الموقفين البريطاني والروسي اضافة الى الموقف الروسي ستعقد من مهمة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي ستسعى لحث شركائها في اللجنة الرباعية على عدم الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية في حال لم تلتزم حماس بشروط المجتمع الدولي.

ولم توافق حماس بعد على المطالب التي وضعتها اللجنة الرباعية وهي نبذ العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وبالاتفاقات المبرمة سابقا بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وامتنعت واشنطن عن اعلان موقف قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فعليا في حين رفضت اسرائيل بشكل قاطع التعامل مع اي حكومة تشارك فيها حماس.

ومن المتوقع أن تطلع رايس التي وصلت الى برلين في وقت متأخر الثلاثاء اللجنة على نتائج قمة رتبتها في القدس الاثنين الماضي بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت.

ولم تحرز قمة القدس تقدما واضحا يذكر في دفع عملية السلام قدما باستثناء تعهد الزعيمين باللقاء مجددا في وقت قريب وتركزت المناقشات على اتفاق حكومة الوحدة الوطنية.

وقال مسؤول اميركي كبير ان رايس ستطلب من الدول الاوروبية تقديم دعم اكبر لتقوية موقع عباس في مواجهة حركة حماس بدلا من الاعتراف بحكومة الوحدة.

الا ان عباس الذي تصفه واشنطن بـ"افضل شريك لارساء السلام" مع اسرائيل اطلق من جانبه حملة دبلوماسية في اوروبا مدافعا عن مشروع تشكيل حكومة الوحدة. ويؤكد عباس ان اتفاق حكومة الوحدة يتماشى مع شروط اللجنة الرباعية لانه يرغم الحكومة الجديدة على احترام القرارات الدولية والاتفاقات السابقة الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية.

ويرى كثيرون في تشكيل هذه الحكومة سبيلا لتفادي حرب اهلية فلسطينية واحراز تقدم في عملية السلام.

واكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بعد لقاء رايس الثلاثاء على "تكثيف الجهود الدبلوماسية الاردنية لكسب التأييد الدولي لانهاء الحصار المفروض" عليهم.

وقال دبلوماسيون اميركيون انهم يحاولون فهم التعقيدات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالرغم من عقد لقاءات عدة مع عباس وعدد من القادة العرب في الايام الاخيرة.

واكد مسؤول اميركي انه لا يتوقع ان تغير الرباعية موقفها في اجتماع برلين رغم معارضة دول اوروبية لسياسة المقاطعة شأنها في ذلك شأن روسيا. ومضى يقول "انني واثق من ان شروط اللجنة الرباعية ستبقى على حالها". ويتوقع ان يتم الموافقة في الاجتماع على اقتراح اوروبي بتوسيع الالية الموقتة لتقديم المساعدات للفلسطينيين والتي سمحت بتخصيص مساعدات بقيمة 160 مليون دولار منذ تموز/يوليو.

دعوة من حماس

في غضون ذلك، طالبت الحكومة الفلسطينية اللجنة الرباعية "بالاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية" التي يعمل القيادي في حماس اسماعيل هنية على تشكيلها وبرفع الحصار المفروض على الفلسطينيين.

وقال غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية "هناك حكومة وحدة وطنية تشمل كل اطياف العمل السياسي وبالتالي لا يوجد اي مبرر امام الرباعية الان لاتخاذ اى موقف سلبي باتجاه هذه الحكومة". واضاف "لذلك نتمنى ان تتخذ اللجنة الرباعية موقفا ايجابيا والا تلجأ الى اساليب الضغط واساليب الحصار". واوضح "يجب ان تقتنع اللجنة الرباعية الان ان الواقع الفلسطيني تغير هناك برنامج سياسي وطني مجمع عليه (...)". واضاف "سمعنا من بعض الاطراف المشاركة في الرباعية بعض الاشارات الايجابية مثل الموقف الروسي والموقف الاوروبي والامم المتحدة (...) كلها اعطت اشارات ايجابية وجيدة".

وتابع "لكن يبقى الموقف الاميركي الذي يتخذ دائما جانب المعارضة والرفض وان كان هذه المرة واضح ان هناك نوع من التردد والغموض في الموقف الاميركي خصوصا بعد اللقاءات التى اجرتها رايس مع..عباس ومع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وكان موقفها سننتظر ونرى تشكيل الحكومة".