الشيعة يحتشدون لاحياء اربعينية الحسين وبيترايوس يستبعد الحل العسكري بالعراق

تاريخ النشر: 08 مارس 2007 - 04:21 GMT

احتشد مليونا شيعي في كربلاء لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين التي تبلغ ذروتها السبت، فيما اكد قائد القوات الاميركية الجنرال ديفيد بترايوس استحالة الحل العسكري في العراق ودعا الفرقاء لتنحية خلافاتهم والاتحاد لمواجهة العنف الذي يعصف بالبلاد.

وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان "نحو مليونين ونصف مليون زائر وصلوا حتى الان الى كربلاء" مذكرا بان "الزيارة تبلغ ذروتها بعد غد" السبت.

وتعرضت مواكب الزوار الشيعة منذ انطلاقها قبل ثلاثة ايام لهجمات متكررة اسفرت عن مقتل نحو 150 شخصا في تفجيرات انتحارية واطلاق نار من قناصة على الحشود.

وقد يزيد هذا العنف الذي استهدف الزوار من حدة التوتر الطائفي في هذا البلد في وقت تحاول فيه قوات الامن العراقية والاميركية فرض الامن في بغداد لاحتواء الهجمات المذهبية الطابع.

من جانبه قال وزير الدولة لشؤون الامن الوطني شروان الوائلي في مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ كربلاء على اثر تفجيرات الحلة ان "هناك قوة خاصة من ثلاثة افواج مهمتها حماية الزوار".

وكان تفجيران انتحاريان استهدفا الزوار الشيعة الثلاثاء في الحلة واسفرا عن مقتل 117 شخصا.

واضاف ان "هذا الاجراء اتخذ بعد التفجير الاخير الذي استهدف الزوار في مدينة الحلة" مشيرا الى ان "الارهابيين يستخدمون تكتيكات جديدة في استهداف المدنيين ولنا ثقة كبيرة بقطاعاتنا التي ستكون العين الساهرة لانجاح زيارة الاربعين في كربلاء".

وقد اصيب ستة من الزوار بجروح الخميس في مناطق متفرقة جنوب بغداد على ما افادت مصادر امنية.

في بغداد اعلن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس الخميس ان القوات العراقية قد احبطت عدد من الهجمات بسيارات مفخخة في ضواحي بغداد.

واثار عدد الضحايا الذين سقطوا اثر التفجيرات الاخيرة قلقا كبيرا من توقف التقدم الذي حققته خطة حكومة نوري المالكي العازمة على انهاء العنف الطائفي في بغداد.

الى ذلك نقل عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف الشيعي الموحد عن المرجع الكبير علي السيستاني قوله انه "دعا العراقيين الى التوحد والحفاظ على المكاسب السياسية التي تحققت".

وكذلك ندد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بالتفجيرات ودعا للوحدة والابتعاد عن شبح الفتنة والحروب الطائفية في بيان اصدره مكتبه. وقال الصدر الذي لا يزال متواريا عن الانظار "حيا الله العراق والعراقيين واسأل الله ان يوحدكم ويبعد عنكم شبح الفتنة والحروب الطائفية وان تكونوا يدا واحدة من اجل رضا الله".

ودعا الصدر الى رحيل القوات الاميركية قائلا "اجعلوا هذه المناسبة العظيمة مناسبة طاعة ومحبة ووحدة واخاء ونبذ للباطل واهل الباطل مطالبين بخروج المحتل من عراقنا الحبيب لنعيش مستقلين مستقرين".

الى ذلك دان الحزب الاسلامي العراقي السني الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الخميس التفجيرين الانتحاريين في الحلة.

عنف متواصل

في هذه الاثناء، تواصل العنف في انحاء العراق، وقالت الشرطة ان هجوما بسيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة في الموصل، ما ادى الى مقتل اثنين من افرادها وجرح سبعة مدنيين. كما قتل مسلحون رجلي شرطة خلال هجوم على نقطة تفتيش في بلدة الشرقاط جنوبي المدينة.

واعلنت شرطة الموصل انها اعتقلت 42 سجينا كانوا بين حوالي 140 أطلق مسلحون سراحهم الثلاثاء من سجن بادوش.

وقتل مسلحون جنديين في هجوم على نقطة تفتيش للجيش في بلدة بلد شمال من بغداد، اضافة الى جندي اخر في هجوم في البلدة. وقتل مسلحون جنديين اخرين ومدنيا في هجومين منفصلين في بلدة الحويجة حيث قضى مدنيان ايضا في انفجار عبوة ناسفة.

من جهته، اعلن الجيش الاميركي انه قتل 7 مسلحين واعتقل 6 اخرين خلال عملية استهدفت تنظيم القاعدة في العراق.

واعلنت وزارة الدفاع ان القوات العراقية قتلت أربعة مسلحين واعتقلت 176 مشتبها به في أجزاء متفرقة من العراق خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية. واقتحم عشرات المسلحين مركزين للشرطة في بلدة الضلوعية شمال بغداد واستولوا على كل الاسلحة فيهما وخطفوا شرطيا.

لا حل عسكريا

الى ذلك، اكد قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الخميس ان "لا حل عسكريا" للوضع في العراق داعيا "قيادة وشعب" هذا البلد الى وضع خلافاتهم جانبا والاتحاد لمواجهة العنف الطائفي الذي يعصف بالبلاد.

وفي مؤتمر صحافي هو الاول له منذ تسلمه مهام قيادة القوات الاميركية في العراق قال بترايوس "لا حل عسكريا لمشاكل مثل تلك التي يواجهها العراق" موضحا ان "التحرك العسكري ضروري للمساعدة على تحسين الوضع الامني لكن هذا لا يكفي".

واضاف بترايوس الذي كان يتحدث في المنطقة الخضراء ردا على سؤال "اعتقد ان العراقيين يستطيعون" وضع مصلحة العراق اولا قبل مصالحهم الشخصية والمصالح الطائفية. وتابع "لن يكون ذلك مسألة سهلة بسبب العنف الطائفي الذي غير الوضع بصورة مأساوية خصوصا خلال العام الماضي".

ويسعى الجيش الاميركي الى تطبيق استراتيجيته الجديدة في العراق من خلال زج نحو 21 الف جندي اضافي في بغداد ومحافظة الانبار في محاولة للجم العنف في البلاد.

واكد بترايوس ان واحدا من خمسة الوية اميركية اضافية وصلت الى العراق "موجود حاليا ومنتشر بشكل جزئي في حين ستصل الالوية الاخرى في حزيران/يونيو المقبل".

وتابع "ان الجيش الاميركي سيعمل مع زملائه في الجيش العراقي من اجل مساعدته للسيطرة على العنف الطائفي المستشري منذ عام ... لقد مزقت شياطين العنف الطائفي النسيج العراقي المترابط".

وقال "في الحقيقة ان العمليات ستستمر من اجل العمل لاعطاء فرصة للقادة العراقيين لكي يعملوا على اعادة اللحمة الى النسيج الاجتماعي".

واضاف "اذا كنا نستطيع القيام بذلك (...) فاعتقد ان العراقيين وقوات التحالف والشرطة ستكون قادرة على تحسين مستوى الامن للشعب ومن ثم سيتسنى للحكومة الفرصة لحل بعض المشاكل التي تواجهها حتى تستطيع تقديم خدمات اساسية افضل".