إسرائيل فشلت .. وحماس لا تُهزم

تاريخ النشر: 18 أغسطس 2014 - 06:45 GMT
البوابة
البوابة

 أمين بركة

زادت داخل إسرائيل حالة الإرباك والجدل والحرج حول فشل حكومة نتانياهو سياسيا وعسكريا في الحرب ضد قطاع غزة، وعدم تحقيق أهدافها.

وأكد متابعون ومحللون سياسيون وخبراء في إسرائيل أن الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، لا تصب بالضرورة في مصلحة إسرائيل، وأنها أثبتت بشكل لا يقبل التأويل أن الجيش الإسرائيلي لم يعد قادرا على وضع حلول «إبداعية» للتحديات الأمنية التي تواجه تل أبيب.ودعا هؤلاء إلى عقد تسوية دائمة مع الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدين أن الحرب على غزة أثبتت أن حركة حماس لا تعرف الهزيمة.

وأبدى رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي الأسبق آفي ديختر حزنه على ما أسماه «الواقع السياسي المرير» الذي تعيشه إسرائيل في هذه الأيام.وقال ديختر: «إن دولة كاملة وقفت على رجليها لأيام بانتظار موقف من حماس بتمديد أو رفض تمديد التهدئة»، متسائلا: «لا يمكن تخيل إلى أين وصل بنا الحال!». وفي ذات السياق، استبعد ديختر احتمالية تخلي حماس عن سلاحها مقابل موافقة إسرائيل على إنشاء ميناء بحري في القطاع قائلا: «إنه من الممكن أن تبدل حماس دينها وتتهود ولكن لا يمكن أن تتخلى عن سلاحها».

وأضاف انه يعرف حماس قبل نشأتها وأيام الشيخ ياسين والمجمع الإسلامي قائلا: «إن هؤلاء النفر لا يغيرون ولا يبدلون». وطالب ديختر باجتياح القطاع وقطع «رأس الأفعى» لأن سكان مستوطنات غلاف غزة ضاقوا ذرعا بهذا الواقع، مشددا على ضرورة صرف تعويضات سريعة لسكان البلدات المحاذية للقطاع لقاء المأساة التي يعيشونها. كما قال. الجدير بالذكر أنه وفي أعقاب توجه الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة لبحث وقف إطلاق النار بغزة قد تزايدت موجة هذه الانتقادات ضد الحكومة الإسرائيلية والجيش، وذلك بسبب «الإذعان الإسرائيلي لحماس وفشل إدارة المعركة ضد غزة».

وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في السابع من يوليو الماضي عدوانا جويا واسعا على قطاع غزة سمته «الجرف الصامد» وألحقته بحملة برية دموية أدت إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى جلهم من المدنيين الأمنين وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى تدمير مئات المنازل والبنية التحتية للقطاع.

وبررت إسرائيل حملتها الدموية ضد غزة بالرد على إطلاق صواريخ فلسطينية على جنوب إسرائيل، وهدم أنفاق المقاومة الفلسطينية المنتشرة على طول الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة. عجز كبير وقال المؤرخ الإسرائيلي البارز ميخائيل بارو زوهر إن الحرب على غزة أثبتت بشكل لا يقبل التأويل أن الجيش الإسرائيلي لم يعد قادرا على وضع حلول «إبداعية» للتحديات الأمنية التي تواجه تل أبيب، وأن حركة حماس لا تعرف معنى للهزيمة.

ولفت إلى أن سلوك الجيش الإشكالي وعجزه عن القيام بعمليات نوعية ذات تأثير كبير خلال مسار الحرب منح حركة حماس الشعور بتحقيق الانتصار»، محذرا من أن مثل هذا الشعور ينطوي على خطورة كبيرة، لأنه يعزز دافعية الحركة لمواصلة الحرب. من ناحيته، هاجم المحلل الإسرائيلي والكاتب الصحفي بن كاسبيت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو، متهما نتانياهو بالجبن والتردد في اتخاذ قرارات حاسمة خلال الحرب الأمر الذي عزز من قدرة حماس على مواصلة المواجهة وضرب العمق الإسرائيلي.

وقال بن كاسبيت «كل ما يعني نتانياهو هو الحرص على مستقبله السياسي ولا شيء آخر، وهو يخشى التورط في قطاع غزة حتى لا تؤثر نتيجة الحرب على مستقبله السياسي، وحتى لا يتم طرده من زعامة حزب الليكود». وأضاف كاسبيت أن نتانياهو شن حملة «تخويف ممنهجة على الوزراء من أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، لإقناعهم بعدم التصويت لصالح قرار بإعادة احتلال قطاع غزة، بحجة أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى خسائر هائلة في صفوف جنود جيش الاحتلال». حرج إسرائيلي بدوره، قال الباحث البارز في الجامعة العبرية في القدس المحتلة يغآل عيلام إن إسرائيل فشلت في حربها ضد قطاع غزة، وأنها مضطرة لأن تعتمد على التعاطي السياسي والدبلوماسي لحل الصراع وتجنب خيار القوة، بسبب التحولات التي شهدها العالم. وأوضح عيلام أن القيادة الإسرائيلية تتجاهل حقيقة أن العالم بات يمنح ثقلا كبيرا للقيم التي نجحت العولمة بتكريسها، سيما حقوق الإنسان، منوها إلى أنه ليس بوسع الحكومة الإسرائيلية الركون إلى قوته العسكرية. وأشار إلى أن حقوق الإنسان والمعاناة الإنسانية هما العملة المتداولة في الخطاب العالمي السائد منذ الحرب العالمية الثانية، وستتمحور «حولها الادعاءات الفلسطينية المؤثرة في المداولات المتوقعة المقبلة». ولفت إلى أن الواقع الجديد «سيضع إسرائيل أمام قيود لم تكن موجودة طالما كان النزاع العنيف ضد الفلسطينيين فقط»، لافتا إلى أن هذه القيود قد تشمل قرارات تقود إلى عزل إسرائيل في الحلبة الدولية، وتتدحرج إلى عقوبات ثقافية واقتصادية وسياسية.

وذكر أنه حتى الولايات المتحدة، القوة الأعظم في العالم، لم تعد تركن فقط إلى قوتها العسكرية. وحذر من أن العالم يوصد أبوابه أمام إسرائيل ويقلص هامش المناورة أمامها من ناحية عسكرية، مشيرا إلى أن التعاون بين دول العالم بات يتأثر بمدى احترامها لحقوق الإنسان.

وشدد على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وإبقاء السيطرة على الشعب الفلسطيني لا ينسجم مع أنماط السلوك التي تفرضها العولمة.

وسخر عيلام من القيادات الإسرائيلية التي تراهن على عدم مبالاة العالم تجاه ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، معتبرا أنه لا يوجد ثمة خطأ أكبر من هذا الخطأ. ونوه إلى أن الحجج الفلسطينية تستند إلى القيم العالمية التي بات من المتعذر إثارة الجدل بشأنها، وبالتالي فإنه ليس بوسع إسرائيل أن تربح في سعيها للدفاع عن روايتها. وأكد أنه طالما استمر الصراع العنيف مع الفلسطينيين، فإن ما ينتظر إسرائيل هو العزلة والعقوبات الاقتصادية والسياسية والثقافية.

وعد عيلام أن «الاتجاه التاريخي واضح، وهو أن المواجهة العنيفة بين إسرائيل والفلسطينيين تقترب من نهايتها، لافتا إلى أن «الشكل الذي تدحرجت فيه الأمور إلى عملية الجرف الصامد يعزز هذا التشخيص. وتابع الباحث أنه لا يؤمن بإمكانية تغيير قناعات «لا في الجانب الفلسطيني ولا في جانب إسرائيل، وبالتأكيد ليس عندما يدور الحديث عن مفاهيم أصولية نابعة من أعماق الثقافة القبلية أو الدينية».

وفي ما يتعلق بإسرائيل، شدد على أنه «ليس بإمكان أية دولة في العالم اليوم الاعتماد على قوتها فقط، وحتى الولايات المتحدة، الدولة العظمى الوحيدة، لم يعد بإمكانها السماح لنفسها بتجاهل الهيئات الدولية. وخلص عيلام إلى «أن إسرائيل تدخل في مرحلة جديدة في الصراع مع الفلسطينيين، وهي المرحلة السياسية، وفيها تقف إسرائيل ليس ضد الفلسطينيين فقط، وإنما أيضا ضد العالم كله. تسوية دائمة من جهته، انتقد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق والباحث في «معهد أبحاث الأمن القومي»، عوديد عيران، طريقة إدارة إسرائيل للحرب مع قطاع غزة، داعيا إلى عقد تسوية دائمة مع الفلسطينيين.

وأشار إلى أنه توجد عدة خيارات أمام إسرائيل من أجل إنهاء حربها على غزة، وأن الخيار الأساسي هو التوصل إلى تسوية بواسطة المجتمع الدولي.

وعدد عيران أفضليات التسوية مع حماس، لافتا إلى أنها تستوجب تفكيرا مختلفا وتضع حلولا بعيدة الأمد. وأشار إلى أنه وخلال المحادثات حول التسوية سيكون بإمكان إسرائيل طرح كل مطالبها من أجل منع تسلح الفصائل الفلسطينية وتجريدها من السلاح، والمطالبة بمشاركة جهات دولية في مراقبة ومتابعة الوضع في القطاع. وبين أنه وخلال الحرب على غزة نشأت مصالح مشتركة بين إسرائيل وجهات إقليمية، تتعلق بغزة وبالعلاقات مع جهات إقليمية أخرى، وأيضا بالعلاقات مع الولايات المتحدة. ورأى عيران أن التسوية مع حماس من خلال المجتمع الدولي تستدعي إسرائيل إلى التعامل مع قسم من مطالب حماس، لأن الجهات الإقليمية، وبينها تلك التي لديها مصالح مشتركة مع إسرائيل، لن تتمكن من تجاهل الواقع الذي كان سائدا في غزة قبل الحرب الحالية وازداد عمقا خلالها. ولفت إلى أنه من المصاعب التي ستواجهها إسرائيل أن حل قسم من المشاكل سيتم بواسطة حماس ومن دون ذلك سيكون النجاح جزئيا.

ورأى عيران أن مطلب حماس توسيع منطقة الصيد قبالة شواطئ غزة هو مطلب معقول، مضيفا أن مطلب رفع الحصار «يمكن تفكيكه إلى مجموعة تسهيلات» تكون تحت رقابة إسرائيل. تراجع الردع من جانبه، رأى الباحث والمحاضر في العلوم السياسية في جامعة حيفا، البروفيسور أوري بار يوسف أن الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، التي أطلقت عليها إسرائيل اسم «عملية الجرف الصامد»، تنطوي على أهمية خاصة، وتشكل مرحلة مهمة في تاريخ الصراع لا تصب بالضرورة في مصلحة إسرائيل. ودعا يوسف صناع القرار في إسرائيل إلى تفضيل التسوية مع الجانب الفلسطيني على تنفيذ خطوات أحادية الجانب، مؤكدا أن «تسوية مع حماس لن تؤدي إلى المصالحة بين الشعبين؛ إلا إن التوصل إليها من شأنه أن يعود بالنفع على الشعبين».

وعد أنه منذ العام 1967، ثمة ثلاثة أحداث «غيرت موقف إسرائيل حيال طريقة إنهاء الصراع»، وهي: حرب أكتوبر العام 1973، والانتفاضتان الفلسطينيتان الأولى والثانية. وأضاف «من الجائز أن عملية الجرف الصامد العسكرية، رغم كونها حدثا مقلصا نسبيا قياسا بالحروب التي سبقته، ستتضح أنها ذات تأثير لا يقل أهمية، عن الحروب التي خاضتها إسرائيل سابقا وعلى رأسها حرب أكتوبر».

وأوضح بار يوسف، وهو أحد أهم الباحثين الإسرائيليين أنه «كما تبدو الأمور الآن، فإنه ليس فقط أن قدرة الردع الإسرائيلية لم يتم ترميمها، وإنما تراجعت أمام قوة حماس المتعاظمة»، مستدركا «ذلك ليس لأنه لا توجد لدى إسرائيل قوة عسكرية كافية لمعاقبة حماس على استفزازاتها أو حزم كاف لاستخدام هذه القوة».

وقال: «إن التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي لم يكن محل شك أبدا، ومشاهد الدمار في غزة وعدد الخسائر بين المدنيين الفلسطينيين يدلان على استعداد لضرب حماس بأي ثمن، ويضمن ذلك الثمن الأخلاقي وصورة إسرائيل بسبب موت الكثير من المدنيين غير الضالعين في القتال». ولفت بار يوسف إلى أن «جذور مشكلة الردع تكمن في الضرر المتزايد اللاحق بإسرائيل من أسلحة بدائية موجودة بحوزة حماس التي اثبتت أنها عصية على الانكسار». ونوه إلى أن حماس استطاعت أن تلحق الضرر بإسرائيل وأن تكبدها خسائر اقتصادية فادحة، وأن توقف شركات الطيران عن السفر إلى مطار بن غوريون، قائلا «سيذكر التاريخ أن مطارات إسرائيل أغلقت بسبب قذائف صاروخية، صنعت في ورشات حدادة في غزة». وأشار إلى أنه «على الأرجح، ستوجه حماس، متشجعة من نجاحها، جل جهدها لتجديد مخزونها الصاروخي من خلال التشديد على صواريخ بعيدة المدى وأكثر دقة بحيث تكون قادرة على ضرب مطار بن غوريون». وأردف بار يوسف أنه «بهذا المفهوم، فإن عملية الجرف الصامد هي حلقة أخرى في سلسلة الأحداث التي في مركزها حرب اكتوبر والانتفاضتان الأولى والثانية، والتي تعبر عن قدرة الجانب العربي، الضعيف نسبيا من الناحية العسكرية، على التسبب بأضرار بالغة لإسرائيل وجلبها إلى تفكير جديد حول الطريقة المناسبة لمواجهة تحديات أمنية».

وأكد أن الشعار «دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر» فارغ من مضمونه عندما لا يقوم العدو الماثل أمامنا بتفعيل طائرات ودبابات وإنما يطلق صواريخ بدائية من داخل التجمعات السكنية المدنية أو يقتحم من أنفاق خفية. وأضاف: «يبدو أن أكثر شيء تعلمنا إياه هذه العملية العسكرية يتعلق بالقيود المتعاظمة المقرونة بتحقيق انتصار».

وأوضح «عملية الجرف الصامد نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، وهي نقطة حولت فيها إسرائيل جل ثقلها في مواجهة مشاكل أمنية من المستوى العسكري العاقر إلى المستوى الدبلوماسي، الذي يبدو مضمونا أكثر بكثير». هروب إسرائيلي بدوره، أشار المحلل السياسي الإسرائيلي عكيفا إليدار إسرائيل إنهاء إسرائيل عمليتها العسكرية وانسحابها من قطاع غزة هي هروب من اتخاذ قرارات معقدة، لافتا إلى أن هذا القرار هو تسوية داخلية أكثر من كونه تسوية سياسية. وأكد أن إسرائيل لم تحقق أي شيء من حربها ضد قطاع غزة: فالصواريخ التي تطلق من غزة ما زالت تسقط في إسرائيل؛ وسيكون بالإمكان حفر أنفاق جديدة في الأمد البعيد. وفي المقابل، يرى إليدار أن إسرائيل خسرت الكثير في أوساط الرأي العام العالمي؛ كذلك خسرت اقتصاديا، إذ يتحدثون عن خسارة بمبلغ 15 مليار شيكل، وأن الديمقراطية الإسرائيلية تراجعت جدا؛ وانكشفت بكامل بشاعتها وضعفها. وأشار إلى تزايد جرائم الكراهية ضد إسرائيل، وصورة إسرائيل في العالم أسوأ مما كانت في الماضي؛ والأمر الأخطر هو أنه يوجد الآن، في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، عدد كبير من الشبان الذين سيصبحون فاشيين ومتطرفين. ولفت إلى الحرب مع قطاع غزة لم تنشب بشكل عفوي، وإنما هي نتيجة للحصار على غزة، إذ كانت «هناك محاولة من جانب حماس للتوصل إلى تسوية ورفع الحصار».

وعبر عن اعتقاده أن إسرائيل لن ترفع الحصار عن غزة «طالما لا توجد تسوية تضمن رقابة ما حول ما يجري في غزة»، لافتا إلى أن «حماس تعامل إسرائيل بقسوة لا تقل عن قسوة إسرائيل تجاه المواطنين الفلسطينيين». وقال إليدار: «أعتقد أن أي حرب كهذه يكون تأثيرها على الجمهور الإسرائيلي باتجاه تزايد التخوفات من الفلسطينيين وتزايد الكراهية وانعدام الثقة تجاههم، ومظاهر الكراهية تجاه عرب إسرائيل مروعة». الجدير ذكره أن قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي ميكي ادلشتاين اعترف بخطأ تقديرات الجيش الاستخباراتية عندما اعتقد بأن الحرب قد انتهت في أعقاب انسحاب الجيش من القطاع قبل عدة أيام والإعلان عن الهدنة الأولى.

وقال أدلشتاين إن رئيس الأركان «بيني غانتس» كان مخطئا حين طلب من سكان غلاف غزة بالعودة لبيوتهم بأمان، وقد جاء هذا الطلب بشكل متسرع واستند إلى معلومات استخبارية منقوصة. وأضاف أن هذا الإعلان وما تبعه من تجدد إطلاق الصواريخ أضر بالشعور بالأمن لدى السكان بشكل كبير، منوها إلى استحالة إصلاح هكذا خطأ بعد فوات الأوان.

 

 

اقرأ أيضاً:

عضو بالوفد الفلسطيني بالقاهرة: إسرائيل اقترحت تعديلات “سيئة وغير مقبولة”

استئناف مفاوضات القاهرة وسط تمسك الفلسطينيين والاسرائيليين بمواقفهم

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن