العلويون يدفعون ثمناً باهظاً لولائهم لبشار الأسد

تاريخ النشر: 08 أبريل 2015 - 10:35 GMT
البوابة
البوابة

في مسقط رأس عائلة الرئيس السوري بشار الاسد يتم ارسال جثث الضباط الكبار في الجيش الذين قتلوا خلال المعارك في سيارات الإسعاف، بينما يتم ارسال جثث الجنود في شاحنات عادية. هذا ما نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.

ويتم ارسال اشخاص الى المناطق التي تسكن فيها الطائفة العلوية من اجل البحث عن متطوعين للجيش السوري ليكونوا بديلاً عن اولئك الذين قتلوا خلال المعارك. ويعتبر العلويين في سوريا هم الدائرة الأساسية للنظام السوري.

وترى الصحيفة ان النظرة من داخل المجتمع الذي تعيش فيه الطائفة العلوية مختلفة: ففي الوقت الذي يقتل فيه ابنائهم باعداد كبيرة في الخطوط الأمامية في المعارك، وتوقف المزايا الاقتصادية التي كانوا يحصلون عليها في السابق قبل الحرب، فان العلويين بدأوا يشعرون انه يتم استغلالهم في الحرب ولا يستفيديون حالياً من النظام.

وفي مقابلة اجرتها الصحيفة مع بعض العلويين في منطقة اللاذقية، معقل العلويين، قالوا ان اليوم عالقون بين الجهاديين الذين يعتبرون الطائفة العلوية كفار ومرتدين وبين النظام الذي اخبرهم سابقاً انه سوف يفوز بالحرب وانها معركة سهلة.

وقال عمار وهو رجل اعمال من مدينة اللاذقية "نحن لا نتقاضى رواتبنا اليوم، وبعضنا لا يملك الطعام، ودائماً ما يقوم اصدقائي بسؤالي "ماذا نفعل ؟ فالنظام يريد ان يضمنا للجيش من اجل القتال، وبعد ذلك سوف نقتل في المعارك ولا نملك الاموال الكافية لنهرب من البلاد".

وخسر العلويين الكثير في الحرب الاهلية، حيث عددهم الكلي هو مليونان نسمة اي عشر سكان سوريا، ويوجد بينهم حوالي 250 الف شاب في سن القتال، ووفقاً للاحصائات فان ثلث العلويين قد قتلوا بسب الحرب، هذا ما قاله سكان محليين ودبلوماسيين غربيين.

العديد من القرى العلوية الواقعة على تلال محافظة اللاذقية كادت تخلوا من الشبان، وترتدي الكثير من النساء في هذه القرى الزي الأسود الخاص بالحداد.

واضاف عمار "يعود يومياً على الأقل 30 رجل من الصفوف الأمامية في المعارك داخل توابيت، ورفض عمار الكشف عن اسمه الحقيقي خلال حديثه مع "تلغراف" خوفاً على حياته وحياة عائلته .

وقال "في بداية الحرب كان العلويون يحصلون على جنازات كبيرة، لكن اليوم يعودون محملين داخل شاحنات.

وذكرت الصحيفة ان الحكومة السورية لم تنشر حتى اليوم الارقام الحقيقة لعدد الاشخاص الذين قتلوا خلال المعارك.

واصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في نهاية العام 2014 تقريراً قالت فيه ان القوات الحكومية الموالية لبشار الأسد قد خسرت اكثر من 220 الف جندي في عام 2014 لوحده .