بشكل مفاجئ ومتوازي، انطلقت في عدة مدن غربية مؤتمرات ومحاضرات لجمعيات ومؤسسات تعتبر نفسها ممثلة عن الاقليات في روسيا، هذه المظمات والمراكز والمؤسسات مدعومة من دول غربية وتعمل انطلاقا من عواصمها.
في كندا بدأت مؤسسة تطلق على نفسها اسم (عودة) حملة تدعو الى عودة الاقليات الشركسية والشيشانية من عدة دول في العالم الى دول الاتحاد السوفييتي وخاصة منطقة القوقاز في روسيا.
ومؤخرا احتضنت مدينة نورنبيرغ بالألمانية مؤتمرا لمنظمة شركسية هدفها الحض على العودة وبدأت بجمع تبرعات لتمويل هذه الدعوات، وليتفاجأ المتابعون بان مواقع الانترنت التي خصصت لجمع مبالغ التبرعات قد اختفت، وتبخرت الاموال التي تبرع بها المؤيدون للفكرة .
الى جانب منظمة "عودة" المدعومة من الحكومة الكندية، تقوم مؤسسة gamston foud بدور مواز، وتعمل المنظمتان على خلق الازمات ورفع مستواها بتوجيه ودعم اميركي كندي على وجه الخصوص ليتم استغلال هذا الملف سياسيا في المرحلة المقبلة وتحديدا لاستهداف الامن في منطقة القوقاز الشمالي.
وحسب ما يتوفر من معلومات فانه يتم ترويج معلومات مزورة ومغلوطة في صفوف الاقليات والمجتمعات المعنية في العالم، ويتم التوجه حاليا الى الاقليات روسية الاصل في تركيا وتحريضها على العودة بعد ان قضت سنوات طويلة في مستقرها الحالي واقامت مؤسساتها وحياتها المستقرة.
ويظهر الناشط اورفان سوكار الذي انتقل لاجئا الى كندا، وقد انطلق هذا الرجل بدعوته الى عودة الاقليات وخاصة الشركس الى روسيا، طالبا استعادة اراضيهم واملاكهم واعتبارهم لاجئين وتحميل روسيا المسؤولية في اعانتهم واغاثتهم من دون ان يكون لديه اي تدقيق في هذه الدعوة.
هدف الرجل ادانة روسيا واحراجها، ووضعها في صورة الرافضة لاستقبال الشركس، ومنع المساعدات عنهم، ووضعها في سياق الدول التي تنتهك حقوق الانسان والتي تتبع التمييز العنصري، وفتح ملفات هذا البلد والحروب الداخلية منذ ايام دولة القيصر.
تحاول الولايات المتحدة والدول الغربية عرقلة الانجازات الروسية في سورية وعرقلة المساندة في فنزويلا ووقف سيطرتها على دولة الاتحاد السوفيتي سابقا وخاصة اكرانيا وفضاءها
في روسيا لا يوجد مؤسسات معنية باغاثة اللاجئين وتقديم معونات وبالتالي دعوة الناشط سوكار ستورطه وتضع فريقه المؤيد والحكومات التي تدعمه في موقف محرج.
العرف الدولي هو استقبال اللاجئين واغاثتهم ومد يد العون لهم، وحمايتهم، ومن ثم اعادتهم الى دولهم بعد ان تهدا الاوضاع الامنية والسياسية، فيما المواطن المقيم لا يتمتع باي حقوق وليس له الحق بالحصول على اي نوع من الاغاثة في الوقت الذي تعتبر روسيا الاقليات مواطنين عائدين الى دولتهم.