اتفق وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حركة حماس الاحد في القاهرة على مطالب مشتركة سيتم تقديمها للوسيط المصري من اجل الوصول الى تهدئة في قطاع غزة، لكن اسرائيل اكدت ان الحوار مع الحركة الاسلامية بشأن هذه المطالب غير وارد.
وسيلتقي الوفد الفلسطيني الذي يضم ممثلين عن السلطة الفلسطينية التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وممثلين عن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وسطاء مصريين في وقت لاحق من مساء الاحد.
ومن المنتظر ان تمرر مصر المطالب الفلسطينية لاسرائيل التي امتنعت عن ارسال مفاوضين لها بعدما اتهمت حركة حماس بخرق هدنة لمدة 72 ساعة بعد وقت قليل من سريانها صباح الجمعة.
وقال ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لوكالة فرانس برس ان الفصائل الفلسطينية التي التقت في القاهرة اتفقت على مطالب موحدة ابرزها "وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وفك الحصار بكل ما يترتب عليه من فتح المعابر".
واضاف الطاهر وهو عضو في الوفد الفلسطيني ان المطالب الفلسطينية تتضمن ايضا "حقوق الصيد البحري بعمق 12 ميلا بحريا وإطلاق سراح أسرى صفقة (الجندي الاسرائيلي الاسير المفرج عنه جلعاد) شاليط الذين اعيد اعتقالهم، وسراح نواب المجلس التشريعي".
واكد مسؤول من حماس اتفاق الفصائل الفلسطينية على هذه المطالب. وقال طالبا عدم الكشف عن اسمه "هذه هي النقاط الاساسية، لكن لا بد من مناقشتها مع المصريين. نتمنى ان تسير الامور بسلاسة".
وعندما اندلعت الحرب في غزة الشهر الماضي، قدمت مصر مبادرة لوقف اطلاق النار، ايدتها سريعا اسرائيل والولايات المتحدة والجامعة العربية، لكن حماس رفضتها.
ودعت القاهرة، الوسيط التقليدي في النزاعات المتجددة بين اسرائيل وحماس، الفلسطينيين واسرائيل لارسال وفديهما الى القاهرة لبدء مباحثات للوصول الى تهدئة في غزة على اساس المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار. لكن اسرائيل اعلنت انها لن ترسل وفدا للقاهرة.
وتواجه القاهرة انتقادات بمحاولة عزل حماس الحليف المقرب من جماعة الاخوان المسلمين التي اطاح بها السيسي من الحكم في تموز/يوليو 2013 حين كان قائدا للجيش.
الحوار مع حماس غير وارد
تبدو اسرائيل الاحد مصممة على اعادة نشر قواتها من جانب واحد دون اعتبار لحركة حماس التي ترفض الدولة العبرية حتى الان التفاوض معها على ترتيبات امنية طويلة الامد او حتى على وقف لاطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت وزيرة العدل تسيبي ليفني التي تعتبر من المعتدلين في الحكومة الامنية الاسرائيلية انه من المستحيل "الوثوق بحماس التي سبق ان انتهكت كل اتفاقات وقف اطلاق النار التي اعلنت بينها اثنان اعلنتهما بنفسها".
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء السبت ان تحركه سيكون وفقا للمقتضيات الامنية الاسرائيلية "فقط".
واضاف "لن اقول متى سننهي العملية. الجيش الاسرائيلي سينتشر في المواقع التي تناسبنا من اجل تقليل الاحتكاكات" مع الفلسطينيين.
على الصعيد الدبلوماسي قررت الحكومة الامنية عدم حضور المفاوضات المرتقبة الاحد في القاهرة التي وصلها وفد فلسطيني مساء السبت.
الوفد الفلسطيني يضم خصوصا ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية وكذلك ستة اعضاء من حماس. ومن الجانب الاميركي ينتظر وصول فرانك لوفنشتاين المبعوث الى الشرق الاوسط.
واكدت صحيفة اسرائيل هايوم المقربة من نتانياهو ان "نافذة التوصل المحتمل الى وقف اطلاق نار مع حماس اصبحت مغلقة الان".
ميدانيا اكد الناطق باسم الجيش بيتر ليرنر رسميا بدء انسحاب جزئي واحادي الجانب لبعض الوحدات الاسرائيلية من قطاع غزة.
وقال "نحن نسحب بعض (القوات) ونعيد نشر اخرى في قطاع غزة ونتخذ مواقع اخرى" مؤكدا ان "العملية مستمرة".
وبحسب الاذاعة العامة الاسرائيلية فان وحدات من الجيش انتشرت في شريط يبلغ عرضه حوالى كلم واحد شرق قطاع غزة على طول الحدود فيما انسحبت وحدات اخرى الى الاراضي الاسرائيلية.
لكن هؤلاء الجنود لا يزالون في مناطق متاخمة للقطاع الفلسطيني وهم جاهزون للتدخل اذا اقتضى الامر.
وبحسب صحيفة اسرائيل هايوم فانه من المرتقب "ان ينتهي الجيش الاسرائيلي من تدمير انفاق حماس الاحد ويعيد الانتشار بعد ذلك في اسرائيل. وفي المقابل سيواصل الطيران الاسرائيلي غاراته اذا استمر اطلاق الصواريخ".
وعلى المدى الطويل فقد حذر نتانياهو من ان اسرائيل لن تسمح باعادة اعمار الاحياء المدمرة في مختلف انحاء غزة بدون الحصول مسبقا على التزام دولي "بنزع سلاح" المنطقة.
وقالت المعلقة السياسية لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل ستمنع استيراد "الاسمنت والصلب بدون الحصول على ضمانة بان هذه المواد لن تستخدم، كما حصل في السابق، في بناء انفاق" تتيح لحماس التسلل الى الاراضي الاسرائيلية.
ونقلت وسائل الاعلام عن مسؤولين كبار قولهم ان اسرائيل تامل في التوصل الى توافق مع مصر والمجموعة الدولية بشان تخفيف محتمل للحصار المفروض على قطاع غزة لكن بدون ان تضطر الى التفاوض مع حماس.
وفي حال فشلت هذه الخطة فان نتانياهو سبق ان حدد موقفه قائلا "افضل بالتاكيد الحل الدبلوماسي لكن اذا لم يترك لنا خيار، سنستخدم كل ما لدينا من امكانات".
اكثر من 1800 شهيد
وفي هذه الاثناء، واصلت القوات الاسرائيلية عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والتي خلفت الاحد اكثر من 130 شهيدا، ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الاسرائيلي الى 1803 شهداء اضافة الى اكثر من 9370 جريحا معظمهم من المدنيين والاطفال.
وقال مسؤول فلسطيني إن عشرة أشخاص على الأقل استشهدوا وأصيب نحو 30 في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في جنوب قطاع غزة.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الهجوم بأنه "عار اخلاقي وعمل اجرامي" ودعا الى محاسبة المسؤولين عن "الانتهاك الجسيم للقانون الانساني الدولي".
كما انتقدت الولايات المتحدة "القصف المشين" عند مدرسة للأمم المتحدة في غزة وحثت اسرائيل على بذل المزيد من الجهد لتجنب الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في حربها ضد نشطاء حركة حماس.
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي أيضا الى تحقيق في الهجمات على مدارس للأمم المتحدة في قطاع غزة الكثيف السكان.
وقالت ساكي في بيان "الولايات المتحدة هالها القصف المشين اليوم خارج مدرسة للأونروا في رفح تؤوي حوالي ثلاثة آلاف مشرد والذي قتل فيه بصورة مأساوية عشرة مدنيين فلسطينيين آخرين على الاقل."
وحثت ساكي اسرائيل مجددا على الالتزام بمعاييرها هي ذاتها بخصوص تجنب الخسائر البشرية بين المدنيين في الصراع المندلع منذ 27 يوما في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
واستشهد 15 فلسطينيا على الاقل في القتال يوم الاربعاء بعدما لجأوا الى مدرسة تديرها الأمم المتحدة في مخيم جباليا وقالت المنظمة الدولية إن المدفعية الاسرائيلية اصابت المبنى فيما يبدو. وقال الجيش إن مسلحين اطلقوا قذائف مورتر من موقع قرب المدرسة وانه رد على النيران.
وقالت ساكي إن منشآت الأمم المتحدة لا يجب ان تستخدم كقواعد لتنفيذ هجمات.
وأضافت أن "الشك في أن متشددين يعملون على مقربة لا يبرر الضربات التي تعرض للخطر حياة الكثير من المدنيين."
وفي اليوم السابع والعشرين من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة قالت وسال اعلام اسرائيلية إن معظم القوات الاسرائيلية انسحبت من القطاع وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز رتلا من الدبابات الاسرائيلية وعشرات من جنود المشاة يغادرون القطاع.
وأحجم اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن وصف الخطوة بالانسحاب لكنه قال إن الجيش أبلغ سكان عدد من الأحياء الفلسطينية أن بامكانهم العودة إلى منازلهم التي أخلوها من قبل بسبب الهجمات الاسرائيلية.
وقال "القوات في خضم عملية إعادة انتشار في أجزاء أخرى من الحدود...في الواقع نسحب قوات من خط المواجهة لكن المهمة مستمرة. القوات البرية تعمل. والقوات الجوية تعمل."