القبض على الفتاة مصاصة دماء الكلاب في صنعاء (فيديو)

تاريخ النشر: 18 ديسمبر 2022 - 01:36 GMT
القبض على الفتاة مصاصة دماء الكلاب في صنعاء

القت السلطات القبض على الفتاة مصاصة دماء الكلاب التي اثارت ذعر اهالي العاصمة اليمنية صنعاء، والذين ذهلوا بعد اكتشافهم امر قيامها بشرب دماء فرائسها بعد اصطيادها لها من شوارع المدينة.

وقد تكفلت تسجيلات فيديو متداولة على مواقع التواصل بتوثيق المشاهد المثيرة لعملية القبض على الفتاة البالغة من العمر 14 عاما، وذلك بعد استنجاد الاهالي في حي الخانق بمديرية شعوب شرقي صنعاء، بالسلطات لتخليصهم من خطرها.

واظهر احد الفيديوهات الفتاة في شارع ترابي ويداها خلف ظهرها مقيدتان بحبل، فيما وقف وراءها رجل يعتقد انه يعمل لدى سلطات حكومة المتمردين الحوثيين، وقد ثبتها من ذراعيها بحذر خشية ان تنقض عليه فيما يبدو.

وفجأة تقدم رجل اخر من الفتاة وجذبها بعنف من طرف غطاء راسها ليجبرها على ازاحة وجهها ناحية شخص ثالث كان يتولى تصوير ما يجري.

كانت الفتاة ترتدي جلبابا معفرا بالتراب، وبدا من نظراتها الجامدة في بادئ الامر انها غير مدركة لما يحصل، لكنها لم تلبث ان انهارت وجلست القرفصاء على الارض تبكي وتتمتم بعبارات غير مفهومة.

وبينما هي كذلك، سمع صوت احد الرجال الثلاثة وهو يقول "هذه هي مصاصة دماء الكلاب".

في فيديو اخر يسجل لحظة القبض على الفتاة، تبدو الاخيرة مقيدة اليدين على ارضية ترابية لغرفة من الطوب، وقد وقف الرجلان اللذان ظهرا في الفيديو الاول فوق رأسها، وهما يتحدثان حول قيامها بشر دماء كلبين عثر على جيفتيهما عندها.

ثم قام الرجلان باجبارها على الانحناء حتى توثق الكاميرا اثار دماء الكلبين على يديها المقيدتين وراء ظهرها.

الدفاع عن الفريسة

لاحقا، قام احد الرجلين بتقريب عبوة عصير كرتونية من فمها، فشربت منها ثم استدارت في جلستها مواجهة ما يبدو انه جمع من الناس الذي حضروا الى المكان، وراحت ترمقهم بنظرات جامدة تخلو من اي معنى.

""جيفة كلب كان احد ضحايا مصاصة دماء صنعاء
جيفة كلب كان احد ضحايا مصاصة دماء صنعاء

 

غير ان الفيديو الاكثر غرابة، كان الذي تشاهد فيه وهي تقفز من مقعد جلست عليه في صندوق سيارة "بك اب" تابعة للشرطة، وتندفع ناحية اشخاص تحلقوا حول السيارة متظاهرة بمهاجمهم، قبل ان تعود الى المقعد الذي وضعت فوقه جيفة كلب.

وعلى ما يبدو، فقد قامت بتلك الايماءة من اجل ابعاد المتجمهرين حتى لا يسرقوا فريستها، والتي عمدت الى التقاطها باسنانها قبل ان ترميها وراءها لتخبئها عنهم.

ويسمع في المقطع صوت رجل يقول ساخرا "انها لا تريد ان نأخذ منها غداءها"، وذلك قبل ان يتدخل رجل اخر ويصعد الى السيارة حيث قام بتخليص الجيفة منها والقائها خارجا.

واخيرا، يظهر مقطع قصير الفتاة وهي تترجل من السيارة التي اوصلتها الى احد المراكز الامنية.

" مصاصة دماء ؟!"

قضية هذه الفتاة كانت قد اثيرت بعد شكاوى من اهالي حي الخانق الذين تملكهم الخوف على اطفالهم بعدما اكتشفوا امر افتراسها الكلاب وشرب دمائها.

ليس هناك من تفسير لما تفعله الفتاة، سوى بعض اقاويل الاهالي من انها مصابة بداء الكلب او السعار، والذي يجعلها غير مدركة لما تفعل، ويحيلها الى خانة الضحية التي تحتاج الى علاج، اكثر منها مجرمة او متوحشة بالفطرة.

غير ان ما بدر من الفتاة في الفيديوهات، لا يشير الى اي من اعراض مرض الكلب التي يعرفها الاطباء والمختصون.

وليس ادل على ذلك من شربها للعصير، وهو امر غير ممكن بالنسبة للمصابين بداء الكلب، حيث ان احد ابرز اعراض المرض تتمثل في فقدانهم القدرة على الشرب.

وبحسب المختصين، فان فيروس مرض الكلب يؤثر على المنطقة الخاصة بالتحكم بالبلع والتنفس في الدماغ، ما يجعله يعاني تشنجات في الحلق والحنجرة تحول دون قدرته على الشرب، ولذلك يطلق على المرض ايضا اسم داء "رهاب الماء".

""الفتاة مصاصة دماء الكلاب لدى القبض عليها
الفتاة مصاصة دماء الكلاب لدى القبض عليها

 

وعادة، تظهر اعراض المرض الذي تتسبب به عضة كلب مصاب، عند وصول الفيروس الى الدماغ او الحبل الشوكي. ويستغرق ذلك ما بين عشرة ايام الى خمسين يوما، بحسب قرب او بعد مكان العض من الرأس.

أعراض داء الكلب

تبدأ اعراض داء الكلب بالحمى والصداع والشعور بالضعف العام، قبل ان يصاب المريض بالهلوسات ويبدأ في افراز اللعاب بصورة مفرطة. وفي المراحل المتقدمة، يصاب المريض بالهياج ثم يدخل في غيبوبة تنتهي بالوفاة.

وبسبب الخطورة العالية للمرض، فانه يجب المبادرة الى اخذ المطاعيم المضادة له، خاصة من الاشخاص الذين يخالطون الحيوانات التي تنقله، وفي مقدمتها الكلاب والقطط، واحيانا الماعز والخيول.

 

ويمكن للاطباء تقديم علاجات فعالة للمصاب شريطة اكتشاف المرض قبل ظهور الاعراض، وهو ما يستدعي سرعة طلب مساعدة طبية لدى تعرض اي شخص للعض من حيوان يشتبه في انه قد يحمل في لعابه فيروس داء الكلب.

ويبقى ان قصة الفتاة اعادت الى اذهان البعض حكايات مصاصي الدماء التي تعج بها القصص وافلام السينما، والتي هي عموما اساطير تتعارض مع العلم، وتحديدا لحقيقة ان الانسان لا يمكنه التغذي على الدم لان من شأن ذلك ان يتسبب بالتسمم.

صحيح ان بعض القبائل او الشعوب او الطوائف تشرب كميات من الدم، لكن ذلك بكميات بسيطة ولاغراض طقسية.

اما في حالة قيام الشخص بشرب كميات كبيرة من الدماء، اي انه يتغذى عليه، فيقول الاطباء ان ذلك قد يؤدي الى الموت، حيث ان الدم غني بالحديد، والكميات التي تزيد عن حاجة الجسم من هذا العنصر تؤدي الى التسمم.