القوات الاسرائيلية تطوق مقر عرفات وتقتل فلسطينيين اثنين خلال قمعها تظاهرات ضد الجدار

تاريخ النشر: 26 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

طوقت مجموعة من الاليات العسكرية الاسرائيلية مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله، وذلك بعد قليل من استشهد فلسطينيين وجرح العشرات خلال مواجهات اندلعت الخميس بين قوات الاحتلال والاف الفلسطينيين الذين كانوا يتظاهرون ضد الجدار العازل شمال غرب القدس. 

وافادت مصادر فلسطينية ان سيارات جيب عسكرية تابعة للجيش الاسرائيلي حاصرت مقر عرفات ظهر الخميس، وذلك بعد اقل من يوم على عملية التوغل الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال في رام الله وقامت خلالها بالاستيلاء على ملايين الدولارات من بنوك فلسطينية, 

وكانت قوات من جيش الاحتلال معززة بقوات من الشرطة والمخابرات اقتحمت الاربعاء، فروعا ومقار تابعة للبنك العربي وبنك القاهرة-عمان، واستولت على نحو ثمانية ملايين دولار بدعوى أنها تستخدم في تمويل نشاطات إرهابية.  

واستخدمت القوات الإسرائيلية الغازات المسيلة للدموع والطلقات المطاطية لتفرقة متظاهرين حاولوا التصدي لها خلال توغلها في المدينة. وقال مسعفون فلسطينيون إن 42 شخصا أصيبوا في المواجهات منهم خمسة حالتهم خطيرة.  

ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية الخميس، عن متحدث عسكري قوله ان اسرائيل ستواصل غاراتها على البنوك الفلسطينية، مقرا في الوقت نفسه بان العملية الاخيرة في رام الله "فشلت في الحصول على بينات تثبت تورط (الرئيس الفلسطيني ياسر) عرفات في دعم الارهاب"  

شهيدان خلال مواجهات قرب القدس 

الى ذلك، استشهد فلسطينيان وجرح العشرات خلال مواجهات اندلعت الخميس بين قوات الاحتلال والاف الفلسطينيين الذين كانوا يتظاهرون ضد الجدار العازل شمال غرب القدس. 

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية ان زكريا محمود عيد (26 عاماً)، ومحمد فضل ريان (30 عاماً) استشهدا بعد ان فتحت القوات الاسرائيلية النار على مئات من الفلسطينيين الذين كانوا يتظاهرون في قرية بيت إجزا شمال غرب القدس احتجاجا على الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية. 

وأضاف الشهود، أن قوات الاحتلال أطلقت النار والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية باتجاه المعتصمين، مما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم بجراح. 

واشاروا الى ان مواجهات عنيفة لا تزال تدور بين المواطنين وقوات الاحتلال، التي فرضت طوقاً عسكرياً محكماً على المنطقة. 

واصيب ثلاثة من رجال الشرطة الاسرائيلية بجروح، وفق مصادر اسرائيلية اوضحت ان اثنين من هؤلاء كانا تعرضا للضرب على ايدي المتظاهرين. 

من جهة ثانية، فقد اصيب أكثر من عشرين فلسطينيا بجروح متفاوتة خلال المواجهات العنيفة جداً التي اندلعت لليوم الثالث على التوالي في مناطق إقامة "جدار الفصل العنصري" في قريتي بيت سوريك وبدو شمال غربي القدس. 

وشل الإضراب العام، الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية، جميع المرافق الحيوية في قرى شمال غربي القدس وعدد من بلدات جنوب غربي رام الله احتجاجاً على إقامة الجدار. 

ودعت القوى أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة إلى الاعتصام فوق أراضيهم. 

وقال محمد خالد قنديل، رئيس مجلس محلي بيت سوريك، أن "ما لا يقل عن 15 فلسطينيا أصيبوا بجروح نتيجة الاعتداء عليهم بالهروات، واستهدافهم بالغاز السام والرصاص المطاطي خلال المواجهات التي وقعت في الجهتين الغربية والشرقية من القرية ضد تجريف الأراضي وإقامة "جدار الفصل العنصري". 

وأكدت مصادر طبية، في "مركز الكرمل الطبي" في بلدة بدو، أن خمسة فلسطينيين آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي في منطقة السهل التابعة للبلدة، موضحة بأن اثنين من المصابين سيتم نقلهم إلى "مستشفى رام الله" لتلقي العلاج بسبب إصابتهم بالرأس والوجه، مشيرة إلى أن حالة هؤلاء متوسطة. 

ووصف رئيس مجلس محلي بيت سوريك، الوضع بأنه في غاية الخطورة في القرية وبلدة بدو المجاورة في ظل استمرار سلطات الاحتلال في تجريف الأراضي وقمع المواطنين والمتضامنين والمعتصمين في مناطق إقامة الجدار.  

هذا، وقد أغلقت معظم المحال التجارية والمرافق العامة أبوابها، وامتنع عدد كبير من الطلبة عن التوجه لمدارسهم في معظم قرى شمال غربي القدس وجنوب غربي رام الله، تنديداً بإقامة الجدار.—(البوابة)—(مصادر متعددة)