كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم الأربعاء، النقاب عن 15 حالة اعتداء للمستوطنين ضد مواطنين فلسطينيين وقف فيها جنود الاحتلال مُتفرجين.
وقالت الصحيفة إن حالات الإعتداء هذه، مماثلة لـ "الحادث" الذي وقع السبت الماضي بين مواطنين من بلدة عصيرة القبلية جنوب شرقي مدينة نابلس، ومستوطنين من مستوطنة "يتسهار"، حيث اعتدى المستوطنون على المواطنين بالضرب، وأطلقوا عليهم الرصاص الحي على مرأى ومسمع الجنود الاسرائيليين.
وأضافت أنه وفقاً لمعطيات الادعاء العسكري الاسرائيلي، فان سلطة القضاء العسكري تعالج اليوم 15 شكوى متعلقة بوقوف الجنود بدون حراك في حوادث تعرض فيها فلسطينيون الى ضرب على أيدي مستوطنين، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية".
ويتلقى الادعاء العسكري للشؤون العملية الشكاوى المتعلقة بهذه الحالات، والتي تصل في معظم الحالات من منظمات حقوق انسان مثل "يش دين" و "بتسيلم" الاسرائيلية، والاجراءات الاولية التي تجري في الجيش لدراسة ظروف الحادث ترتكز على دراسة يوميات العمليات التي ينقلها الجنود الميدانيين.
ووفقا للادعاء الاسرائيلي العام، "في معظم الحالات تصل قوات الجيش الى المكان بعد حدوث مواجهات بين الطرفين. وفي هذه الحالة فان الواجب الملقى على الجنود هو الحفاظ على النظام العام في المنطقة وابعاد المتصارعين من المكان".
ويضيف الادعاء: "مع ذلك لم يتم في بعض الحالات القيام بهذا العمل، وظل الجنود يقفون جانباً ويراقبون ما يجري، وفي الحالات التي يشتبه فيها بتجاوز جندي للقانون تبدأ الشرطة العسكرية بالتحقيق. اما في الحادث الذي وقع يوم السبت الماضي فقد اصيب فتحي عصايرة، برصاص المستوطنين ونقل الى المستشفى لتلقي العلاج".
وأرسلت منظمة "بتسيلم" منذ بدء الانتفاضة الثانية (ايلول 2000) وحتى كانون الاول 2011، 57 شكوى عن حالات يشتبه بعدم عمل قوات الجيش الاسرائيلي على منع اعمال عنف ضد الفلسطينيين، والحاق اضرار بممتلكاتهم الى الادعاء العسكري. وورد في رد الادعاء العام انه فقط في اربع حالات اجريت تحقيقات، واغلق التحقيق في حالتين بدون اتخاذ اي اجراءات ضد الجنود المتورطين.
ويتضح من دراسة الاحداث خلال السنوات الخمس الاخيرة أنه في حالة واحدة فقط أجري تحقيق جنائي، وحالات كثيرة ما زالت تحت المعالجة منذ خمسة اعوام، وسرح الجنود المتورطون فيها من الجيش.
وتابعت منظمة "يش دين" منذ عام 2005 اكثر من 20 شكوى قدمت للادعاء العسكري متعلقة بوقوف الجنود بدون حراك لدى اعتداء مستوطنين على فلسطينيين.
وتجدر الاشارة الى أن شكاوى المنظمتين تتعلق فقط بالشكاوى التي قدمت لهما، ولهذا فإنها لا تعبر عن هذه الظاهرة بصورة كاملة.
