فيما اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدء تنفيذ الخطة الامنية في بغداد نفى التيار الصدري مغادرة الزعيم مقتدى الصدر العراق نحو ايران.
المالكي
اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاربعاء رسميا اطلاق الخطة الامنية في بغداد التي تهدف الى احلال الامن في العاصمة التي يعصف بها العنف الطائفي منذ قرابة العام.
وقال المالكي في كلمة القاها خلال لقاء مع عدد من مسؤولي محافظة كربلاء (120 كلم جنوب بغداد) التي يقوم بزيارة لها "اليوم بدات الخطة الامنية في بغداد". وتطلق الحكومة العراقية على هذه الخطة اسم "خطة فرض القانون".
وكان اللواء الركن عبود كمبر الذي عين قبل اسبوعين قائدا لعمليات تلا الثلاثاء على شاشة التلفزيون العراقي بيانا باسم رئيس الوزراء اعلن فيه اهم الاجراءات التي ستطبق في اطار خطة بغداد الامنية الجديدة.
وتضمنت هذه الاجراءات غلق الحدود البرية مع سوريا وايران لمدة 72 ساعة وتقسيم العاصمة العراقية الى عشر مناطق امنية ومنح صلاحيات واسعة لقوات الشرطة والجيش العراقيين من بينها "استجواب وتفتيش وتوقيف الاشخاص عند الضرورة ووفقا للقانون".
كما اعلن كمبر تمديد فترة حظر التجول الليلي المفروض في بغداد لمدة ساعة واحدة ليبدا من الثامنة مساء (17,00 تغ) حتى السادسة صباحا (03,00 تغ). وكان حظر التجول يبدا حتى الان في التاسعة مساء (18,00 تغ).
واكد كمبر انه سيتم كذلك تشديد القيود على حمل السلاح طوال فترة تنفيذ الخطة الامنية الجديدة مشيرا بصفة خاصة الى انه سيسمح "لقوات حماية المنشات بحمل السلاح في اماكن عملهم فقط".
واقر المسؤولون العراقيون خلال الشهور الاخيرة بان قوات حماية المنشات التي تتولى تامين الوزارات والمؤسسات العراقية الرسمية مخترقة من قبل الميليشيات وان بعضها متورط في اعمال عنف طائفي.
كما اعلن كمبر منح مهلة 15 يوما بدات الثلاثاء الى كل من يقطنون منازل لعائلات مهجرة في بغداد لاخلائها واعادتها الى اصحابها.
وارتفعت اعداد المهجرين داخل العراق بشكل كبير ومتزايد منذ قرابة العام في العراق بسبب العنف الطائفي الذي تصاعد عقب تفجير مرقدي الامامين الشيعيين في سامراء في 22 شباط/فبراير 2006. وفقا للامم المتحدة فانه يوجد قرابة 1,8 مليون نازح داخل العراق.
واوضح قائد عمليات بغداد انه بموجب الخطة الامنية الجديدة في بغداد فان كل من "يخالف الاحكام" الواردة في بيان رئيس الوزراء "سيحاكم وفق قانون الارهاب". واضاف ان "كل الاشخاص الذين يرتكبون الاعمال الارهابية والجرائم الكبرى سيتم التعامل معهم من قبل محكمة الجرائم الكبرى والتي ستعقد جلسات محاكمة استثنائية بهذا الصدد".
وبموجب الخطة الامنية الجديدة سينتشر 85 الف رجل في بغداد بحلول ايار/مايو المقبل من بينهم 50 الفا من القوات العراقية و35 الف جندي اميركي.
تيار الصدر ينفي
في الغضون، قال مساعدون للزعيم الديني الشيعي المتشدد مقتدى الصدر يوم الاربعاء انه مازال في العراق ولم يغادر البلاد الى ايران بعد ان صرح مسؤولان اميركيان بارزان بأنه ربما غادر البلاد لتجنب هجوم ضد المتشددين.
جاءت هذه التقارير المتضاربة بشأن مكان رجل الدين المتشدد بعد ان قال العراق يوم الثلاثاء انه سيغلق حدوده مع ايران وسوريا ويمدد ساعات حظر التجول الليلي في بغداد في محاولة للحد من أعمال العنف في العاصمة.
وقال أربعة من مساعدي الصدر انه مازال في العراق. وقال البعض انه في مدينة النجف الاشرف لكنه قلل من ظهوره العلني "لاسباب أمنية". ولم يذكروا تفاصيل اخرى.
وقلل الزعيم الديني المتشدد من ظهوره في الاشهر الاخيرة بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة في العراق. وهو يقيم عادة في النجف وليس في بغداد لكن معقله هو مدينة الصدر ببغداد.
وقال ناصر الربيعي رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي لرويترز دون ان يخوض في تفاصيل انه موجود الان في العراق.
وتقول واشنطن ان ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر هي أكبر تهديد للامن في العراق وحثت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على نزع سلاحها.
لكن حكومة المالكي تعتمد بشدة على الحركة السياسية التي يتزعمها الصدر (في الثلاثينات من العمر) كمصدر للتأييد.
وتحدث مسؤولان اميركيان في واشنطن بشأن الصدر الى رويترز بعد التقرير الذي أوردته أولا شبكة (ايه بي سي نيوز) التلفزيونية التي قالت انه فر الي ايران بسبب مخاوف من احتمال استهدافه في قصف اميركي والقلق على سلامته بسبب صدع داخل منظمته.
وقال المسؤولان اللذان تحدثا الى رويترز بشرط عدم نشر اسميهما ان الجيش الاميركي يعتقد ان الصدر غادر العراق الى ايران. وقال مسؤولون اميركيون في بغداد انهم ليس لديهم معلومات عن مكانه.
وتزعم الصدر وهو من أقوى رجال الدين في العراق ميليشيا جيش المهدي في تمردين ضد القوات الاميركية في عام 2004 .
وفي تقرير اذاعته شبكة تلفزيون (سي.ان.ان) الاخبارية قال مسؤولون بالادارة الاميركية ان رحيل الصدر ربما كان بسبب خطة الرئيس جورج بوش لنشر 21500 جندي اضافي في العراق.
وينظر الى الخطة الامنية لبغداد التي يعتبرها منتقدون قاصرة بشدة وتأخرت كثيرا على انها محاولة اخيرة لمنع اندلاع حرب أهلية شاملة بين الشيعة والسنة.
والزعيم الديني الشيعي المتشدد مقتدى الصدر أحد أكثر الشخصيات نفوذا في العراق. وتزعم الصدر تمردين ضد القوات الاميركية في عام 2004 .
وقال بعض المسؤولين الشيعة من خارج الحركة الصدرية انه من غير المرجح ان تغامر الحركة بمعركة شاملة اخرى مع القوات الاميركية لاسباب منها ان الصدريين سيخسرون الكثير بعد ان رسخوا وضعهم السياسي في العراق.
واثناء الحملة الامنية في بغداد يتوقع محللون عراقيون ان يتوارى عن الانظار كثيرون من افراد جيش المهدي وينتظرون انتهاء الحملة.
وفي الاشهر القليلة الماضية قتلت القوات الاميركية أو اعتقلت مئات الاشخاص من الحركة التي يتزعمها الصدر في العراق.
وشن هجوم أميركي مباشر على الصدر نفسه أمر غير مرجح فيما يبدو نظرا لانه قد يتسبب في مزيد من اراقة الدماء ويسبب حرجا بالغا للمالكي.
وفي اجراءات جديدة بموجب خطة بغداد قال العراق يوم الثلاثاء ان حدوده مع ايران وسوريا ستكون مغلقة لمدة 72 ساعة.
ولم يذكر اللواء عبود قنبر الذي يقود الحملة الامنية في بغداد متى يحدث ذلك لكن مسؤولين قالوا ان اعلانا سيصدر عندما تغلق الحدود.
وذكر قنبر أن اجراءات أخرى تشمل مصادرة الاسلحة والمتفجرات غير المشروعة وفرض قيود على حركة السيارات والافراد واقامة نقاط تفتيش في المدينة.
وأضاف أن جميع الدوريات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية سيتعين عليها أن تعرف عن نفسها والا ستتعامل معها قوات الامن على أنها قوات خارجة على القانون.
واغلاق النقاط الحدودية شيء لكن محاولة اغلاق حدود العراق المليئة بالثغرات مع ايران وسوريا ستكون اصعب وتحتاج الى قوة بشرية هائلة.
ويوم الاحد قدم مسؤولون عسكريون اميركيون في بغداد ما وصفوه بأدلة متزايدة على ان اسلحة ايرانية تستخدم في قتل جنودهم.
وقال مسؤولون عسكريون اميركيون ان الحملة الامنية في بغداد في مراحلها الاولى وانها ستستغرق عدة اشهر حتى تصل لذروتها.
وفشلت محاولات سابقة لوقف التفجيرات وأعمال القتل التي ترتكبها فرق اعدام في العاصمة.