المعارض السوري سامر الصالح لـ البوابة: المعارضة اسيرة اجندات خارجية

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2017 - 05:04 GMT
الصالح: بقاء الاسد مرفوض
الصالح: بقاء الاسد مرفوض

البوابة- اياد خليفة

اكد المعارض السوري المستقل سامر الصالح ان الوزير السعودي عادل الجبير نقل وجهة النظر العالمية وليست السعودية بشأن بقاء الاسد وشدد في حديث مع البوابة على رفض الشعب السوري الذي قدم التضحيات على مدار سوات سبع بقاء رئيس النظام، مرا بذات الوقت بعجز المعارضة السياسية ايجاد بديل للاسد
وفيما يلي نص الحوار:
- يلمس المتابع للشأن السوري ان ثمة مؤشرات منها تلميحات عادل الجبير تمهد للقبول ببقاء الاسد، كيف ترى الصورة؟
• السيد عادل الجبير لم يلمّح ولم يمهّد ولم يشترط أبداً بقاء الأسد على المعارضة السورية ، لم يحدث سوى أن قام السيد عادل الجبير بسرد واقع ما يحدث في أروقة دوائر القرار العالمية ولم يتعدّى الموضوع أكثر من مجرد مناقشة هذا الواقع مع المعارضة في محاولة منه مشكوراً لإيصال رسالة حول ضرورة توحيد المعارضة ولملمة أوراقها لمواجهة الإستحقاقات الخطيرة القادمة بكفاءة وفاعلية تستوجبها الظروف الراهنة
- ما هو البديل القائم لدى المعارضة السورية السياسية من اجل الاطاحة بنظام الحكم ؟
• لا نؤمن كشعب سوري ثائر بقدرة المعارضة على إيجاد بديل عن بشار الأسد نتيجة وقوع المعارضة الحالية في معظمها أسيرةً بيد الأجندات الدولية وغرقها في تفاصيل أجندات هذه الدول متناسيةً مصالح سوريا والشعب السوري بالدرجة الأولى ، أما ما نراهن عليه نحن كشعب سوري في ظل الخطة الدولية الحالية لتحييد عدد من المناطق الملتهبة والتمهيد لوقف إطلاق نار شامل عمّا قريب كخطوة أولى باتجاه الحل السياسي المنشود والذي لا بد أن يفضي لخروج بشار الأسد ( بأي طريقة ) من السلطة في سوريا فهو أن يقوم أهالي المناطق المحيّدة بتشكيل مجالس مدنية تتفرع عنها مجالس محلية لإدارة هذه المناطق بطريقة أهلية مدنية عبر انتخاب ممثلين حقيقيين عن الأهالي من داخل هذه المناطق يتولّون شؤون العمل في هذه المجالس .
الفكرة من هذا الموضوع هي أن الدول تسعى لوقف إطلاق نار وفصل بين المناطق المتحاربة وهذا يعني هدوء الجبهات وعودة السلم لهذه المناطق وما سيتبعه من ضرورة نزع السلاح داخل كل منطقة ، وبالتالي عودة الحياة المدنية والتي يتعارض استكمالها مع استمرار صوت العسكر والفصائلية الموجودة في كل هذه المناطق ، ولذلك ستعود القيمة للصوت المدني بكل حرية لاختيار من يمثله حال تحرره من سطوة القوة والسلاح ، إضافة لعدم حاجتنا للسياسة والساسة في تلك اللحظة لأن إعادة الحياة لسوريا وإعادة إعمارها تحتاج للعمل وحُسن الإدارة ولا شيء غيرهما ( لا سلاح ولا سياسة تزيد نسيجنا الوطني المتهالك تمزقاً عبر الاستقطاب والتحزب بل نحتاج لأن نكون يداً واحدة ) .
- في حال فرض بشار الاسد في المرحلة الانتقالية هل لديكم ثقة بعدم المماطلة وفرض اسمه للترشح مجددا في نهاية فترته الرئاسية؟
• لا قدّر الله وتم فرض إسم بشار في المرحلة الإنتقالية فصراحةً ليس لدينا ثقة بالتزامات الدول الكبرى ( أمريكا ورسيا تحديداً ) بأن العملية الإنتقالية ستفضي في النهاية لخروج الأسد لأن السنوات السبع السابقة كفيلة بإظهار مدى نفاق المجتمع الدولي ومحاباته للأسد بل وتشجيعه على تدمير سوريا وتهجير أكثرية شعبها بشكل خاص .
- كيف تفسر تمسك روسيا وايران وحزب الله بشخص الاسد وليس شخصية علوية او سنية اخرى؟
• سبب تمسك روسيا وإيران وأتباعهما بشخص الأسد تحديداً حسب رأينا هو أن كل الأنظمة الشمولية التي تتركز فيها السلطة بيد شخص واحد تكون شرعية بقاء هذه الأنظمة ( شرعية سلطة الأمر الواقع ) قائمة على بقاء الرئيس على قيد الحياة أولاً وثانيا بقاءه على كرسي الحكم بكامل صلاحياته التي لا حدود لها ، وبالتالي تعلم كل من روسيا وإيران أن غياب الأسد سيفتح أبواب الصراع في وعلى سوريا على مصراعيها وأنّ غياب الأسد عن المشهد سيعيد حقيقة وجود أكثرية وأقليات في سوريا ( أحقية الأكثرية في الحكم ) قبل أن يستكمل الأسد تهجير أكبر نسبة ممكنة من الأكثرية لخلق جو من التوازن النسبي في حال الدخول بأي عملية انتخابية لاحقة في سوريا .
- هل ترى دورا اسرائيليا في عملية بقاء الاسد ؟
• بصمات الدور الإسرائيلي واضحة تماماً ، ولكن لا يجب أن ننظر للدور الإسرائيلي من زاوية مصالحنا بل من زاوية المصلحة الإسرائيلية بالدرجة الأولى ، فلو كان النظام يشكل تهديداً على أمن ووجود إسرائيل لكان على إسرائيل أن تستغل الفرصة للتحالف مع الشعب السوري لاقتلاع النظام من جذوره ، فليس هناك فرصة أنسب من حالة الضعف التي يعاني منها النظام وحليفه حزب الله بعد تورطهم في القتال ضد الشعب السوري وعلى جبهات عديدة وممتدة طويلاً داخل الأراضي السورية وعلى حدودها مع الدول المجاورة ، إضافةً لقيام النظام باختراق صفوف الثورة عبر تنظيمات جهادية تكفيرية أخرج قياداتها من سجونه وسجون حليفه العراقي الطائفي مع بداية الحراك السلمي ضده ، قامت هذه التنظيمات برفع شعارات أخافت باقي مكونات الشعب السوري في الداخل وأخافت دول الجوار وعلى رأسها إسرائيل ، فوضع النظام السوري إسرائيل أمام خيارين إمّا بقاءه وحفاظه على هدوء الجبهات معها ( وهو مجرّب في هذا ) وإمّا ترك الساحة للمتطرفين ليستكملوا طريقهم باتجاه القدس ، وطبعاً الشعب السوري بريء من كل هذه التنظيمات بل وهو الوحيد الذي عاني من ويلاتها ، فكل حروبها كانت ضد الشعب السوري والجيش الحر ولم تشكل أي خطر على النظام أبداً .
- كيف تفسر عودة عشرات الالاف من المهجرين الى ديارهم ؟
• عودة عشرات الآلاف إلى ديارهم عبارة عن أرقام مغلوطة تم بثها ونشرها عبر إعلام النظام وحلفاءه ، حتى الآن العائدون إلى سوريا أعدادهم بسيطة جداً مقارنة بما تم نشره إضافة لكونهم عادوا لسوريا الأسد ولم يعودوا لديارهم لأن الأسد قد دمر مدنهم وقراهم ، وأجهزته الأمنية تلتقف هؤلاء العائدين من المعابر الحدودية بمجرد دخولهم مناطق سيطرة ميليشيات النظام وتقودهم لأفرعها بحجة تسوية أوضاعهم وما يرافق ذلك من حفلات التوبيخ والإذلال وقد يكون التعذيب أيضاً ، والدليل إنظروا ماذا فعل النظام بالعائد لحضنه بسام الملك ، انتظر بسام الملك في بيروت عدة أيام لكي يسمح له بالعودة لسوريا الأسد فتم الرفض إضافة لاشتراط النظام على لسان وزير إعلامه مهدي دخل الله على أي عائد أن يقوم بتقبيل حذاء الجيش السوري ليسمح له بالدخول فعاد بسام الملك للقاهرة .شيء آخر مهم أكثر العائدين لسوريا الأسد كانوا من لبنان وقد اضطروا للعودة بعد الحملة الممنهجة من حزب الله وضغوطه المستمرة على مؤسسات الدولة اللبنانية التي يتحكم بها بالكامل للتضييق على السوريين وإذلالهم وإجبارهم على العودة إضافة لقيامة باحتلال أجزاء من الأراضي السورية في سعيه لتطبيق مخطط إعادة السوريين من لبنان لسوريا الأسد أذلاء موالين بالغصب للنظام وفي نفس الوقت سيظهر بأنه ساهم بتخفيف أعباء الدولة اللبنانية من خلال تفريغها من أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين .
- عادت قوات النظام للتقدم مجددا في جميع المحاور والجبهات باستثناء البادية الجنوبية كيف تفسر تراجع الجيش الحر؟
• عودة التقدم لقوات النظام بالتزامن مع المضي في عملية تحييد المناطق وتسريع الحل السياسي الهدف منها تثبيت فكرة بقاء الدولة ( النظام ، المؤسسات ) وإعادة تذكير المعارضة قبل الموالاة بضرورة التخلي عن مشروع إسقاط النظام ( الدولة ) ، والتركيز على هدف الحل السياسي وما يتضمنه من تشكيل سلطة سياسية وعسكرية وأمنية جديدة أو تعديل السلطة السابقة مع الحفاظ في نفس الوقت على هياكل الدولة القديمة ، بمعنى أن التغيير سيكون في الأشخاص لا في المؤسسات .
استثناء البادية الجنوبية من التقدم مردّه لاحتدام الصراع بين الدول الكبرى ( أمريكا وبريطانيا وحلفائهم الإقليميين من جهة وروسيا وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى ، وبالتالي لم يتم تثبيت حدود كل محور في هذا الجزء من الأراضي السورية ، ولذلك نرى هدوءاً في بعض الأوقات في هذه الجبهة واشتعالاً في أوقات أخرى حسب ما تحكمه العلاقة بين المحورين وأتباعهما في كل وقت .