الولايات المتحدة تسلم السلطات الافغانية مسؤولية سجن باغرام

تاريخ النشر: 25 مارس 2013 - 02:50 GMT
 سجن باغرام
سجن باغرام

تسلمت افغانستان الاثنين المسسؤولية الكاملة عن سجن باغرام من الولايات المتحدة مما يزيل احدى العقبات الكبيرة في العلاقات المتوترة بينهما فيما تستعد قوات التحالف بقيادة اميركية لانهاء عملياتها القتالية في ذلك البلد بعد اكثر من 10 سنوات من الحرب.

وكان الرئيس حميد كرزاي قد جعل من مسألة مركز الاعتقال هذا شمال كابول، جزءا من حملته لاستعادة السيادة على مسائل رئيسية من الاميركيين، قبل انسحاب القوات الاجنبية المقاتلة في العام القادم.

وطالما ابدت الولايات المتحدة قلقا من ان يؤدي التسليم الكامل لباغرام للقوات الافغانية الضعيفة والعرضة للفساد، لخروج لعناصر مشتبه بهم معتقلين من طالبان والقاعدة الى ارض المعركة مجددا.

غير ان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل توصل في اتفاق هاتفي السبت لاتفاق مع كرزاي، بحسب البنتاغون، وجرت مراسم التسليم الاثنين.

وقال الجنرال جوزف دانفورد قائد قوة التحالف الدولي في افغانستان في بيان "هذه المراسم تشير الى افغانستان واثقة بشكل متزايد ومتمكنة وتتمتع بالسيادة".

ووقع دانفورد ووزير الدفاع بسم الله محمدي على اتفاق يضمن "المعاملة القانونية والانسانية للمعتقلين و(يضمن) نيتهم حماية الشعب الافغاني وقوات التحالف".

ونقل السلطات الكاملة الذي كان مرتقبا في 9 اذار/مارس ارجىء في اللحظة الاخيرة بعد تصريحات للرئيس الافغاني قال فيها ان هناك "أبرياء" في صفوف المعتقلين في السجن الخاضع للسيطرة الاميركية وانه قد يتم الافراج عنهم.

وفي ايلول/سبتمبر الماضي سلمت الولايات المتحدة السلطات الافغانية مسؤولية ما يزيد عن 3 الاف معتقل في باغرام الذي كان يعرف باسم "غوانتانامو الافغاني" لان عددا من السجناء معتقلين دون محاكمة او توجيه تهم.

غير ان الاميركيين ظلوا يتولون حراسة 50 اجنبيا لم يشملهم الاتفاق، اضافة الى المئات من الافغان الذين اعتقلوا منذ التوقيع على اتفاقية نقل المسؤولية في آذار/مارس 2012.

واثار ذلك غضب كرزاي وتحذيرا من قبل اكبر هيئة اسلامية في افغانستان بان الجيش الاميركي بدأ ينظر اليه كانه قوة "احتلال" في معركته ضد تمرد طالبان.

وقالت كيت كلارك من شبكة محللي افغانستان "يبدو ذلك وكأنه نصر لكرزاي اذ حصل على ما يريده. باغرام كان عقبة كبرى امام لائحة طويلة من المسائل الاخرى المطلوب معالجتها -- والوقت مسألة جوهرية".

وكرزاي الذي يغادر منصبه العام القادم، اعرب اكثر من مرة عن غضبه حيال انشطة القوات الخاصة الاميركية والضحايا من المدنيين. ومؤخرا اثار غضبا باتهامه الولايات المتحدة بالتآمر مع طالبان لتبرير وجود القوات الاميركية.

والاسبوع الماضي تمكن من كسب اتفاقية محدودة تقضي بان تتولى القوات الافغانية مسؤولية احدى المناطق بولاية وردك، تمثل جبهة رئيسية في ارسال المتمردين لقتال قوات الاطلسي في افغانستان (ايساف) بقيادة اميركية.

ويتولى الجيش والشرطة الافغانيان تدريجيا مسؤولية محاربة طالبان فيما تستعد غالبية القوات القتالية البالغ عددها 100 الفا لمغادرة افغانستان قبل نهاية 2014.

ومن المتوقع ان يغادر كرزاي منصبه في الانتخابات القادمة بعد 13 عاما من توليه الحكم بدعم اميركي عندما تمت الاطاحة بطالبان في اعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

والاجندتان العسكرية والسياسية تزيدان من ضرورة البحث عن تسوية يتم التفاوض عليها لانهاء الصراع الافغاني المستمر منذ عقود.

ويعتزم كرزاي زيارة قطر "في الاسابيع القادمة" لمناقشة مسألة فتح مكتب تمثيلي لطالبان في الدولة الخليجية تمهيدا لمحادثات سلام محتملة، بحسب ما اكدته وزارة الخارجية الافغانية الاحد.

وحتى وقت سابق هذا العام رفض كرزاي فكرة فتح مكتب لطالبان في قطر خشية استبعاد حكومته من اي اتفاق بين الولايات المتحدة والمتمردين.

وطالما رفضت طالبان التفاوض مباشرة مع كرزاي وشددت وزارة الخارجية على انها لن تبدا المفاوضات الا اذا قام المتمردون "بقطع كافة العلاقات بالقاعدة ونبذوا الارهاب".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن