في الوقت الذي اكد فيه الامين العام للامم المتحدة انه لا يثق في تقارير الاستخبارات حول اسلحة الدمار الشامل يدافع مدير وكالة الاستخبارات الاميركية جورج تينيت عن تقارير وكالته ومعلوماتها حول الاسلحة التي شكلت الذريعة لغزو العراق.
اكد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم الاربعاء انه لا يثق بالمعلومات التي تحصل عليها اجهزة الاستخبارات،وقال انان حتى اكون صريحا، كنت دائما لا اثق بالاستخبارات وكان انان يرد على اسئلة الصحافيين حول الجدال الدائر في واشنطن ولندن والمتعلق بالمعلومات التي جمعتها اجهزة الاستخبارات عن اسلحة الدمار الشامل في العراق.
واضاف عندما نحصل على معلومات، نحاول دائما التحقق منها من مصادر عدة، ولاحظ الامين العام ان الاستخبارات ليست علما دقيقا ولذلك فان الجدال الدائر في واشنطن ولندن لا يفاجئه ابدا،وخلص انان الى القول بما ان هاتين العاصمتين تقومان بتشكيل لجنتي تحقيق، فاني اعتقد ان من الواجب ترك هذه المسألة معلقة حتى تنشر اللجنتان تقريريهما.
واعلن ديفيد كاي الرئيس السابق لمجموعة خبراء كلفت البحث عن اسلحة دمار شامل في العراق الاسبوع الماضي امام لجنة برلمانية انه يعتبر الان ان نظام صدام حسين السابق لم يكن يملك مثل هذه الاسلحة قبل الحرب التي اطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا في مارس الماضي.
وقال "تبين اننا اخطأنا جميعا على الارجح". وهذا الامر يبعث قلقا كبيرا مبديا تاييده لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة حول اخطاء اجهزة الاستخبارات الاميركية، وشكل امتلاك بغداد اسلحة دمار شامل الدافع الاساسي الذي تذرعت به الولايات المتحدة وبريطانيا لشن الحرب على العراق.
وفي هذا الاطار، يدافع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه) جورج تينيت اليوم الخميس عن المعلومات المتعلقة ببرامج أسلحة الدمار الشامل في العراق وعن برامج انتشار هذه الأسلحة في بلدان أخرى.
واعلنت الوكالة امس الاربعاء ان تينيت سيلقي خطابا صباح اليوم الخميس في جامعة جورج تاون في واشنطن.
ويفترض ان يتيح هذا الخطاب الذي تقرر القاؤه في اللحظة الاخيرة، لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ان يبدي رأيه في الافادة التي ادلى بها الاسبوع الماضي ديفيد كاي الرئيس السابق للخبراء الذين كلفوا مهمة العثور على اسلحة دمار شامل في العراق، والذي قال "لقد خدعنا جميعا" في موضوع هذه الاسلحة.
من جانبه، اثار وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد هذه المسألة امس الاربعاء بالقول انه لم يتوافر دليل نهائي على ان العراق لم يكن يملك اسلحة دمار شامل، مؤكدا مصداقية اجهزة الاستخبارات الاميركية امام النواب.
وخلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، كشف رامسفيلد ان كاي اكد ان عمليات البحث التي قام بها الفريق لم تؤد الى العثور على تلك الاسلحة. لكنها "لم تثبت ايضا عكس ذلك"، اي عدم وجود تلك الاسلحة، كما قال رامسفيلد.
وردا على سؤال عن تصريحات كاي الذي اكد انه يعتقد ان العراق لم يكن يملك اسلحة دمار شامل قبل الحرب، اجاب رامسفيلد "اعتقد ان ذلك ممكن لكنه غير مرجح".
وكانت ادارة بوش بررت اجتياح العراق في اذار/مارس الماضي بوجود اسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها حتى الان—(الوبابة)—(مصادر متعددة(