انباء عن هدنة تدريجية بين حماس واسرائيل

تاريخ النشر: 06 أغسطس 2018 - 01:37 GMT
 دعوة حماس للاجتماع جاءت "لتبرئة نفسها" من نتيجة أي اتفاق قد يحصل
دعوة حماس للاجتماع جاءت "لتبرئة نفسها" من نتيجة أي اتفاق قد يحصل


ذكرت مصادر سياسية واعلامية أن قيادة حركة حماس وافقت على تهدئة تدريجية مع إسرائيل. ووفقا لتقارير عبرية، فأن المرحلة الأولى من التهدئة، ستكون بوقف ظاهرة البالونات الحارقة، مقابل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، وإعادة مساحة الصيد الى 6 أميال.

وبحسب القناة العاشرة، تشمل المرحلة الثانية، المفاوضات على صفقة تبادل أسرى، وتنفيذ مشاريع دولية بقطاع غزة. ونقلت القناة العبرية، عن مصادر مصرية قولها: "نحن نعمل على إعادة السلطة الفلسطينية الى غزة بشكل تدريجي، حتى نتمكن من تطبيق اتفاق التهدئة".

وأشارت القناة العاشرة، الى انتهاء اجتماع الكابينت، بدون التوصل إلى قرار نهائي وتصور واضح يعكس الموقف الإسرائيلي بخصوص التهدئة مع حماس.

وعقدت حماس اجتماعا مغلقا مع الفصائل الفلسطينية مثلها أعضاء المكتب السياسي خليل الحية وحسام بدران؛ وعن فتح: عماد الأغا وعاطف أبو سيف وتيسير البرديني.

وقد كشف عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية مروان ابو النصر، عن تفاصيل ما دار في اللقاء الذي دعت إليه حركة حماس للنقاش مع الفصائل والقوى الوطنية بغزة، حول المستجدات التي طرأت بشأن الحوارات الأممية لإيجاد حل انساني في القطاع المحاصر، وبخصوص التحرك المصري لاستئناف المصالحة الفلسطينية.

وقال ابو النصر لـموقع "رايــة" الالكتروني ، إن الحوارات تجري في مسارين مختلفين، الأول يتعلق بالمصالحة والثاني يتم مع الاحتلال عبر الوسطاء سواء مصر أو المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف.

وأوضح أبو النصر، إن اجتماع الفصائل مع حماس جاء في اطار التشاور وتم خلاله الحديث بشكل واضح عن طبيعة الجولات التي تجري.

وقال: حتى الان لا نستيطع القول ان هناك اتفاق، هي افكار تتبلور حول الوضع الانساني في غزة وفيما يخص الحوار بشأن الورقة المصرية الثانية.

ورفض ابو النصر اعتبار أن دعوة حماس للاجتماع جاءت "لتبرئة نفسها" من نتيجة أي اتفاق قد يحصل.

وقال: جاء هذا للقاء ليس من باب أزمة حماس، إنما لإشراك الكل الفلسطيني في بلورة موقف موحد ومعين، لافتًا إلى أن القوى التي شاركت أكدت على موقف صارم هو أن اي حل انساني ورفع معاناة شعبنا يجب الا يرتبط بشكل مطلق بما يمس القضايا والثوابت الفلسطينية.

وأشار إلى انه جرى التأكيد على موضوع الشراكة بين كافة القوى في غزة قبل إبرام أي اتفاق.

وحول ما إذا كانت الحوارات غير المباشرة مع الاحتلال تأتي على حساب المصالحة الفلسطينية، قال ابو النصر إن "المصالحة يجب أن تكون أولوية والحوارات مع الجانب الاسرائيلي لن تكون بديلا عن انهاء الانقسام".

وعن موقف حركته من أي اتفاق هدنة طويلة الأمد، قال ابو النصر إن حركته لن تكون جزءا من أي هدنة.

اسرائيل تضع شروطها 
أنهى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغَّر "الكابينيت" اجتماعه، في ساعة متأخّرة الليلة الماضية، دون اتّخاذ قرار بشأن الجهود الجارية بوساطة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، ومصر، للتوصّل لتسوية مع حركة "حماس" في قطاع غزة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مسؤول إسرائيلي سياسي لم تذكر اسمه، أن التسوية الشاملة في قطاع غزة لن تتم دون إعادة الإسرائيليين وجثث الجنود المحتجزة لدى "حماس" في غزة.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن جلسة "الكابينيت" شهدت، مساء الأحد، تلقّي أعضائه إحاطة بجهود ميلادينوف ومصر.

من جهتها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه خلال جلسة المجلس الوزاري المصغَّر، التي استمرَّت 5 ساعات، قدَّم رئيس أركان الجيش، جادي آيزنكوت، صورة للوضع في غزة، وقال "الكابينيت" إن الجيش مستعدّ لكل السيناريوهات.

ولم تصدر أي قرارات تتعلَّق بالتسوية، بل خلص اجتماع "الكابينيت" إلى أن الفرصة للتوصّل إلى تسوية شاملة مع حماس ضعيفة جداً؛ بسبب الفجوة بين مطالب حماس، خاصة عقد صفقة لتبادل أسرى، وموقف دولة الاحتلال الإسرائيلي الرافض لذلك.

كما ترى "إسرائيل" أن الفرصة الوحيدة لإحراز تقدُّم في المرحلة الأولى تقتضي وقف "حماس" كل عمليات إطلاق الطائرات الورقيَّة والبالونات الحارقة، مقابل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم وتوسيع مساحة الصيد.

وكان الفلسطينيون شرعوا، قبل أكثر من 3 أشهر، بإطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، أدّت لاندلاع حرائق بآلاف الدونمات (الدونم= ألف متر مربع) الزراعية والحقول، وخسائر بملايين الدولارات.

وقالت وسائل إعلام عبرية، في الأسابيع الماضية، إن الجيش الإسرائيلي لم يجد تقنيات تمكّنه من وقف الطائرات الورقيّة والبالونات.

وشهدت الفترة الماضية أيضاً قصفاً إسرائيلياً على غزة، وردّ الفلسطينيون بإطلاق صواريخ وقذائف هاون من غزة باتجاه مواقع إسرائيلية.

وبلغ التوتّر ذروته بعد عمليتي قنص، قبل نحو ثلاثة أسابيع، قُتل فيهما جنديّ إسرائيلي وأُصيب ضابط.

ويسعى ميلادينوف والمخابرات المصرية للتوصّل إلى تسوية تُنهي الحصار على قطاع غزة، حسب مطالب حماس، وتوقّف عمليات إطلاق الطائرات الورقيّة والبالونات الحارقة، ووقف أي شكل من أشكال التصعيد العسكري.

ووصل إلى قطاع غزة، مساء الخميس الماضي، وفد من قادة "حماس" المقيمين خارج فلسطين، برئاسة نائب المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، وعضوية موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وحسام بدران، عبر معبر رفح، ضمن المباحثات المتعلّقة بالتسوية المشار إليها.

مصلحة اسرائيلية 

قال وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي يؤاف غالانت، مساء السبت، إن التسوية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي "مصلحة إسرائيلية"، داعياً إلى التوصل إليها "بشروط".

ونقلت القناة العاشرة العبرية عن "غالانت" قوله: إن "الشروط واضحة بالنسبة لإسرائيل؛ وتتمثل في وقف إطلاق النار والطائرات الحارقة باتجاه الحدود (مستوطنات غلاف غزة)".

ويُطلق ناشطون فلسطينيون طائرات ورقية وبالونات حارقة، باتجاه المستوطنات المحاذية لغزة منذ بداية مسيرات "العودة"، ما أسفر عن إحراق آلاف الدونمات الزراعية.

وتابع غالانت: "أنا مع إعطاء فرصة للتسوية"، إلا أنه عاد وقال: "لكن الأمل في أن يؤدي ذلك إلى اتفاق طويل الأمد".

وأشار غالانت إلى أنه وغالبية وزراء "الكابنيت" (المجلس الوزاري المصغر)، يؤيدون "منح ترتيبات جديدة للوضع بغزة، وإعطاء فرصة للتسوية".

وحول مسألة الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس"، قال: إنه "يمكن الحديث عن هذه القضية لاحقاً ومناقشتها عبر المفاوضات في مرحلة أخرى".