كشفت تقارير عبرية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من مساعديه الاستعداد لاحتمال حل الكنيست خلال الفترة القريبة، والتوجه نحو انتخابات مبكرة، في ظل تعقيدات متزايدة تهدد تماسك حكومته.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء، بأن نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكاب جرائم حرب في غزة، أصدر توجيهات داخلية للتحضير لاحتمال تقديم موعد الانتخابات العامة، مرجحة أن تُجرى في يونيو المقبل، رغم أن موعدها الرسمي محدد في 27 أكتوبر 2026.
وبحسب الصحيفة، طلب نتنياهو أيضا تشكيل طاقم خاص لإدارة الحملة الانتخابية المرتقبة لحزب الليكود الذي يتزعمه، على أن تُعقد الانتخابات التمهيدية للحزب خلال أشهر قليلة لاختيار قائمة المرشحين، في حال جرى تفعيل السيناريو الانتخابي المبكر.
وأشارت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال وجّه تعليمات سرية بالتحضير لانتخابات مبكرة، في وقت يواجه فيه الائتلاف الحاكم مأزقا متصاعدا بسبب الخلافات حول مشروع قانون التجنيد وإقرار الموازنة العامة، وذلك رغم تأكيداته العلنية المتكررة بأن الحكومة ستستمر حتى نهاية ولايتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزراء بارزين أجروا محادثات مع نتنياهو خلال الأيام الماضية، نقلوا خلالها رسالته العلنية التي يؤكد فيها أن الائتلاف سيمرر الموازنة، وأن الانتخابات ستُجرى في موعدها المقرر.
وفي جلسات مغلقة، عبّر نتنياهو عن ثقته بتمرير قانون التجنيد المثير للجدل، الذي يمنح إعفاءات لليهود الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو القانون الذي يمثل شرطا أساسيا لأحزاب المتدينين مقابل دعمهم للموازنة.
غير أن مصادر سياسية قالت للصحيفة إن نتنياهو يدرك في الكواليس هشاشة الوضع السياسي، واحتمال انهياره سريعا، ما دفعه لإصدار تعليمات بالاستعداد لحل الكنيست في حال فشل تمرير قانون التجنيد أو إقرار الميزانية.
وبموجب قوانين الاحتلال الإسرائيلي، فإن الحكومة ملزمة بإقرار الميزانية العامة قبل نهاية مارس المقبل، وفي حال الإخفاق يتم حل الكنيست تلقائيا والدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة، وهو سيناريو يرى مراقبون أنه بات أقرب من أي وقت مضى، خاصة في ظل تمسك الأحزاب الدينية بشروطها.
